موضوعية
موضوعية


«الصينيون يدفعون الثمن»| العنصرية.. مرض جديد بسبب كورونا في العالم

آية سمير

الثلاثاء، 17 مارس 2020 - 10:49 ص

وسط تصاعد أزمة فيروس كورونا التي تحيط بالعالم، لا يزداد فقط القلق من معدل زيادة الضحايا والعدوى، ولكن من انتشار أمراض اجتماعية وسلوكية مصاحبة للمرض الحقيقي الجسدي نتيجة لحالة الذعر والغضب التي يعيشها العالم.

ففي مدينة هيتشن، بمقاطعة هيرتفوردشاير البريطانية وصفت الشرطة حادث الهجوم على رجل صيني وابنته في مكان عملهما بأنه "تفاقم وتضخم للعنصرية" التي انتشرت في جميع أنحاء العالم منذ بداية ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية، والتي تعتبر البؤرة الأولى في العالم".

تقول شارون سو، ابنة الرجل الصيني الذي تم الاعتداء عليه لصحيفة إندبندنت البريطانية: "الرجل زبون معتاد في مطعمنا.. يأتي دائمًا ويقدم له أبي ما يريد، هذه المرة جاء بصحبة اثنين من أصدقائه، وبينما دخل هو إلى المطعم وطلب ما يريد، كان زميليه بالخارج ينظران إلينا ويصيحون بالكثير من الشتائم.. لم يمر الكثير حتى خرج وانضم إليهم، وعندما داخل مرة ثانية كان غاضبًا، ثم رفع هاتفه المحمول وبدأ بتصوير والدي وهو يعمل، صارخًا: هل أنت مصاب بفيروس كورونا؟"

تابعت شارون وهي تسرد ما حدث: "في البداية تجاهله أبي"، موضحة أن والدها لم يتمكن من الصمت طويلا واحتمال الوضع، فبعد قليل شعر بالغضب، وطلب من الرجل أن يغادر مطعمهما، لكنه تجاهل طلبه ووقف ساخرًا أمامه ثم بصق في وجهه أخيرا ولاذ بالفرار.

"هذا وضع خطير، إن كان هذا الرجل مصاب فمن المحتمل أن تكون العدوى انتقلت لوالدي، نحن نتابع حالته منذ ذلك الوقت، لكن ما حدث لم يكن هينًا أو مقبولاً" توضح ابنة الرجل الصيني بغضب.

هاجرت شارون سو وعائلتها الصينية إلى بريطانيا واستقروا في مقاطعة هيرتفوردشاير منذ أكثر من 20 عاماً، لكن منذ بداية أزمة فيروس كورونا وهم يشعرون بالقلق البالغ على عملهم، حيث يديرون مطعما صغيرا في المقاطعة من سنوات عديدة انخفضت أرباحه الى النصف منذ شهر فبراير الماضي، أما الآن فوفقًا للعائلة الوضع أصبح أكثر تعقيدًا.

في تصريحات لشرطة هيرتفوردشاير، قال المتحدث الرسمي إن الشرطة تأخذ هذا النوع من "جرائم الكراهية" بجدية شديدة، وأنها تستقبل عدد من هذه الشكاوى وتحاول بكل طاقتها التحقيق فيها وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمن يحتاجه.

هذا الحادث ليس الأول من نوعه، فقد شهدت الشهور الماضية الكثير من الحوادث المشابهة في أماكن كثيرة بالعالم.

ففي 6 مارس الماضي قامت مجموعة من المراهقين بالاعتداء على طالب قادم من سنغافورة، عمره 23 عاما في شارع أكسفورد، قائلين له: "لا نريد الكورونا في بلدنا".

تعرض الطالب لضرب مبرح أدى لعدد كبير من الجروح والإصابات في وجهه بالإضافة لفقد أحد عينيه.

ألقت الشرطة القبض على اثنين من منفذي الهجوم، ومازالت التحقيقات جارية في الحادث.

في الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا تحقق الشركة في حادث مشابه وقع بمقاطعة كوينز بولاية نيويورك، حيث تتبع أمريكي رجل من أصل صيني يبلغ عمره 47 عاما بينما كان يسير في الشارع بصحبة ابنه الذي يبلغ عمره 10 سنوات.

كان الرجل يصيح بغضب: "لماذا لا ترتدي كمامتك أيها الصيني"، ثم تتبعه هو وابنه وقام بضربه على رأسه.

يقول الرجل إن أكثر ما أغضبه أن الحادث وقع أمام عيني ابنه الصغير. "سواء ارتدينا كمامات أم لا، يأتون خلفنا ويقوموا بالاعتداء علينا".. يوضح الرجل في تصريحات لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية.

ويتابع: "يعتقدون أني صيني، لكني أحمل الجنسية الأمريكية، وأعيش في هذه البلد منذ 38 عاما.. أتمنى أن ينتهي هذا قريبًا، لأن الصينيون هم من يدفعون الثمن في كل مكان بالعالم".

انتشر فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية منذ نهاية العام الماضي، مصيبًا حتى الآن 174 ألف شخص في كل مكان بالعالم من بينهم 1,543 في بريطانيا، و4,556 في الولايات المتحدة.


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة