فضيلة المفتي مع محررة بوابة أخبار اليوم
فضيلة المفتي مع محررة بوابة أخبار اليوم


يحرم وجود المصاب بمرض معد في الأماكن العامة

حوار | مفتي الديار المصرية : استغلال أزمة كورونا "خيانة عظمى"

إسراء كارم

الثلاثاء، 17 مارس 2020 - 12:38 م

- الأسرة مسئول أساسي عن التربية والمؤسسات الدينية شريك

- تجديد الخطاب الديني يعني إيصال الدين بوسائل عصرية حتى يُفهم الحكم الشرعي فهما صحيحًا

-الدار اتخذت تدابير وإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا» المستجد

- الدار تتواصل مع الجمهور بوسائل مختلفة

- تجوز الصلاة في البيوت في حالة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية

- إدارة ومعايير الجودة في المؤسسات الإفتائية على رأس أولوياتنا

- نشر الشائعات وترويجها حرام شرعا

يشهد العالم فترة صعبة خصوصا بعد تفشي وباء كورونا حاصدا معه الكثير من الأرواح، وإيمانا بدورها الرائد كأكبر المؤسسات الدينية حول العالم تقود دار الإفتاء المصرية، تحت مظلة فضيلة مفتي الجمهورية، دور كبير في محاولة حماية الناس وطمأنتهم.

 

كما أن التساؤلات الخاصة بجهود دار الإفتاء، والتساؤلات حول القضايا المختلفة تحتاج إلى أجوبة صريحة، أجابنا عليها فضيلة مفتي الجمهورية د.شوقي علام  في حوار خاص مع «بوابة أخبار اليوم ».

 

وإليكم نص الحوار..

أي مشكلة أخلاقية في المجتمع.. يتم ربط السبب بتقصير رجال الدين وبخاصة الإفتاء فما تعليق فضيلتكم ؟

المشكلات المجتمعية والأخلاقية هي نتاج لعوامل كثيرة، والمسؤول عن مواجهتها جهات عدة يجب أن تتعاون فيما بينها من أجل القضاء على هذه المشكلات.


فمن الظلم أن نعتبر مؤسسة واحدة أو جهة بعينها هي المسؤولة عن الأمر، فالأسرة مسؤول أساسي في تربية النشأ والحفاظ على الأخلاق والبنية المجتمعية، والمؤسسات الدينية كذلك شريك في ذلك، والمؤسسات التعليمية والتربوية بمناهجها وما تعلمه للطلبة، والهيئات والمؤسسات التثقيفية هي الأخرى.

- نادت الإفتاء بأن «التجديد مظهر لصحة الدين وليس بدعة».. ما هو التجديد المقصود؟

قضية تجديد الفكر والخطاب الديني والدعوي قضية شديدة الأهمية وعظيمة الخطر، وهي دور المؤسسات الدينية، على رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

 

ومن أهم ما نحتاجُ إليه في تحريرِ معنى التجديد والاتفاقِ عليه في هذا الإطار، منهجيةُ التجديدِ التي تنتهجها المؤسساتُ الدينية لتجديد الخطاب الفكري والدعوي، وموقفُنا من قضايا التراث، وكيفيةُ الموازنةِ الدقيقة بين الثابت والمتغير.

 

وأعني بالتجديد هنا إيصال الدين لكافة أفراد المجتمع بوسائل عصرية حتى يُفهم الحكم الشرعي فهما صحيحًا لائقا بالشريعة، فجزءًا من الأحكام مستقر وباقٍ لا يتغير بأي من الأحوال لكنه يحتاج للوصول إلى الآخرين بوسائل عصرية، فمن أديبات الفتوى تغيرها بتغير الزمان والمكان والحال والشخص.

 

وباختصار فإن تجديد الخطاب الديني يعني أن نأخذ من المصادر الأصيلة للتشريع الإسلامي ما يوافق كل عصر باختلاف جهاته الـ 4 «الزمان والمكان والأشخاص والأحوال»، بما يحقق مصلحة الإنسان في زمانه، وفي إطار من منظومة القيم والأخلاق التي دعا إليها ورسخها الإسلام.

 

أما عن جهود الدار في ذلك فقد أقامت الدار من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عدة مؤتمرات لتحرير صناعة الإفتاء من خطاب الجمود والتعصب، كانَ منها مؤتمرٌ بعُنوانِ: «الفتوى.. إشكالياتُ الواقعِ وآفاقُ المستقبَلِ»، ومؤتمرٌ ثانٍ تحتَ عنوانِ: «دَوْرُ الفتوى في استقرارِ المجتمعاتِ»، وثالثٌ تحتَ عنوانِ: «مؤتمرُ التجديدِ في الفتوى بينَ النظريةِ والتطبيقِ» وجاءَ الأخيرُ في أكتوبرَ الماضي تحتَ عنوانِ: «الإدارةُ الحضاريةُ للخلافِ الفقهيِّ».

وقُمنا بحمدِ اللهِ تَعالى بإطلاق حُزْمَةٍ من المبادرات والمشروعات العلمية التي استهدفتْ تجديد الخطابِ الدينيِّ وتفكيك الأفكار المتطرفة وتفنيدها، ولا زِلنا نعملُ عَلى عددٍ من المشروعات الجديدة في هذا الإطارِ، وأنجزنا العديدَ مِنْ برامج التأهيل والتدريبِ للسادةِ المفتين والعلماء على مستوى العالم؛ لتمكينِهم مِنَ استيعاب شبهات الإرهابيين وأفكارهم والردِّ عَليها بطريقة علمية وأساليب إقناعية متنوعة.

 

وعَلى مستوى الخطاب العامِّ أطلقنا العديدَ مِن مِنَصَّاتِ التواصل الاجتماعيِّ المتنوعة، وأنتجْنا العديد مِن الأفلام القصيرةِ المناسبة لِغيْر المتخصصينَ، تتضمَّن بأسلوبٍ سَهْلٍ ميسورٍ توصيل الفكر الصحيح وتفنيدَ الأفكار الشاذة والمتطرفة.

 

- ما هي الإجراءات التي اتخذتها الدار للوقاية من وباء كورونا؟

حرصت الدار على اتخاذ بعض التدابير والإجراءات الاحترازية، للوقاية من فيروس «كورونا» المستجد، منها إلغاء بصمة اليد لحماية الموظفين من انتشار أو نقل أي عدوى، مع تحويل التوقيع للنظام الورقي.
 


ويتم التأكيد على الموظفين بغسل الأيدي باستمرار، مع وضع معقم للإيدي لتعقيمها كنوع من الحماية، كما يتم تعقيم يد الزائرين حماية لهم، ويقوم فريق متخصص برش وتطهير المكاتب والطرقات كل ساعة، بعد إخراج الموظفين خارج المكتب حتى الانتهاء من التطهير للأرض والأسطح بشكل كامل.

وتم وضع ملصقات تحتوي على تعليمات الوقاية من فيروس كورونا، أمام مصعد كل دور، إضافة إلى المدخل، حتى يراها الموظفين والزائرين.

 

- وماذا عن إجراءات الإفتاء في نشر ما على الناس فعله خلال الفترة الراهنة؟

تتابع الدار كل المستجدات باستمرار، وتحرص كل الحرص على التواصل مع الجمهور سواء بحضورهم أو باتصالهم عبر الهاتف أو عن طريق خدمة البث المباشر على صفحة الدار الرسمية.

 

وأطلقت الدار عدد من المنشورات يحتوي بعضها على أدعية لرفع البلاء وأدعية للتحصين، وأيضا عدد من الوصايا الخاصة بانتشار فيروس كورونا حول العالم، وهي أنه ينبغي على المسلم ألا يصيبه الخوف والهلع الشديد من الابتلاءات التي قد تصيبه أو تصيب من حوله، بل عليه أن يتحلى بحسن الظن بربه وخالقه سبحانه، ويعلم علم اليقين أن الله عز وجل سوف ينجينا من هذا البلاء.

 

وإذا أصاب المؤمن شيء من هذا البلاء فعليه بالصبر والأخذ بأسباب العلاج، وليعلم أن صبره على هذا البلاء سيكون سببًا لتكفير السيئات ورفع الدرجات.

 

وشأن المسلم في أوقات البلاء والمحن أن يكون دائم الذكر والدعاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بقول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» ثلاث مرات صباحًا و مساءً، فإن من قالها لا يصيبه شيء من البلاء إن شاء الله.

 

وأنه على المسلم أن يأخذ بأسباب الوقاية والسلامة الصحية المتبعة لدى الجهات المعنية، فهذا من باب الإحسان، يقول تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].
 

 

- ماذا عن استغلال بعض التجار لأزمة «كورونا» ورفع الأسعار  أو ترويج سلع غير معتمدة؟

استغلال هذه الظروف العصيبة لتحقيق مكاسب مادية عن طريق احتكار السلع ورفع أسعارها حرام شرعًا وخيانة للأمانة، والشريعة الإسلامية حرمت الاحتكار بكل صوره وأشكاله، والتضييق على الناس، وحبس ما يحتاجون إليه في حياتهم من الطعام وغيره، من أجل زيادة الأسعار وتحصيل مكاسب مادية، يعد غشًّا واعتداءً وإضرارًا بالناس وأكلًا لأموالهم بالباطل.


والشريعة الإسلامية قد منحت وليَّ الأمر ومؤسسات الدولة الحقَّ في مكافحة الاحتكار والقضاء عليه بالوسائل اللازمة؛ لكونه من الجرائم الاقتصادية التي تهدد حياة الناس، ونحذر الناس جميعًا من أن يكون أحدًا منهم سببًا في تضييق معيشة الخلق حتى لا يدخل في زمرة المفسدين في الأرض، ويندرج تحت قول الله عز وجل: ﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾[هود: 85]، ووعيده صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعْظَمٍ مِنَ النَّارِ».

 

- هل يجوز صلاة الجمعة في البيت خشية من الإصابة بوباء كورونا؟
الشرع أجاز الصلاة في البيوت في حالة الكوارث الطبيعية كالسيول والعواصف وكذلك في حالة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بل قد يكون واجبًا إذا قررت الجهات المختصة ذلك.


والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسى مبادئ الحجر الصحي وقرر وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية في حالة تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض العامة بقوله في الطاعون: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه» (سنن الترمذي/ 1065).

 

ويشمل هذا الحديث الإجراءات الوقائية من ضرورة تجنب الأسباب المؤذية، والابتعاد عنها ما أمكن، والتحصين بالأدوية والأمصال الوقائية، وعدم مجاورة المرضى الذين قد أصيبوا بهذا المرض العام حتى لا تنتقل إليهم العدوى بمجاورتهم من جنس هذه الأمراض المنتشرة، على أن يكونَ ذلك مع التسليم لله تعالى والرضا بقضائه.

 

وتعد الأوبئة من الأعذار الشرعيَّة التي تبيح تجنب المواطنين حضور صلاة الجماعة والجمعة في المساجد، والصلاة في بيوتهم أو أماكنهم التي يوجدون بها كرخصة شرعية وكإجراء احترازي للحد من تعرض الناس للمخاطر وانتشار الأمراض، خاصة كبار السن والأطفال.

 

- وماذا عن تواجد شخص مصاب بمرض معد أو يشتبه في إصابته في الأماكن والمواصلات العامة؟

يحرم وجود من أصيب بمرض معد أو يشتبه بإصابته في الأماكن والمواصلات العامة، بل والذهاب في هذه الحالة إلى المسجد لحضور صلاة الجماعة أو صلاة الجمعة، لما تقرر في القواعد أن الضرر يزال.

 

- وكيف ترى الدار قرار السعودية بتعليق منح تأشيرات العمرة والسفر إليها؟
قرار سلطات المملكة العربية السعودية بالتعليق المؤقت لمنح تأشيرات العمرة وزيارة الحرم النبوي الشريف لمواجهة انتشار فيروس كورونا يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية للحفاظ على أرواح وسلامة المعتمرين وضيوف الرحمن.

 

 والمملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تقوم بجهود كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة، ولا تدخر جهدًا في توفير كافة سبل الراحة وتذليل الصعاب التي تواجه ضيوف الرحمن.

ونؤيد وندعم بكل قوة مواقف المملكة وحرصها الشديد على أمن واستقرار المشاعر الدينية وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك، وسعيها الدءوب للحفاظ على أرواح المعتمرين وضيوف الرحمن، ويأتي ذلك استنادًا للقاعدة الفقهية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».

 
- ماذا عن دور الإفتاء خارج مصر؟

تسعى دار الإفتاء دائما إلى بناء استراتيجية وطنية للتواصل مع العالم الخارجي وهي جزء من خطة الدار للتواصل مع العالم، تستهدف تعزيز الصورة الذهنية للإسلام وتعزيز قوة مصر الدينية الناعمة بين الأمم والشعوب.

 

وأخذنا على عاتقنا في الدار أن نتواصل مع المسلمين كافة في الداخل والخارج، ولا تهدأ جولاتنا الخارجية للتواصل مع العالم وتصحيح صورة الإسلام وتوضيح العديد من المفاهيم التي يستغلها المتطرفون وأعداء الإسلام في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الخارج من منطلق دور الدار في الدفاع عن الدين وإظهار الحقائق أمام الرأي العام في الخارج في ظل ما يتعرض له الإسلام من هجمات.

 

فضلا عن تسيير عدد من الجولات الخارجية للتواصل مع الأقليات الإسلامية في الخارج التي لها قضاياها الدينية تريد الإجابة عنها، من واقع الدور المنوط للدار في هذا الشأن، وكذلك لتقديم الدعم العلمي و الشرعي للمسلمين في مختلف الدول، هذا إلى جانب مجموعة لقاءات بعدد من زعماء العالم وقادة الرأي والفكر وصناع القرار حرصا من جانبنا على مد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة.

 

وأشير  هنا إلى الدور الكبير للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في تنفيذ هذا التواصل الذي يأتي جنبا إلى جنب مع التواصل بمراكز الأبحاث حول العالم، ووسائل الإعلام العالمية، واستثمار المراكز الثقافية والإسلامية، وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية في مجال الحوار والمشاركة الإنسانية والاستفادة من الدبلوماسية الشعبية لدعم قوة مصر الناعمة، ويأتي ذلك بالتنسيق مع المؤسسات الدينية المصرية، ووزارة الخارجية، واللجنة الدينية بمجلس النواب، ومجموعة من مؤسسات المجتمع المدني.

 

بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة والصحف، وتتضمن استراتيجيتنا سياسات تنفيذية، وتحديد القائم بتنفيذ كل دور والمسئول عن المتابعة، والمدى الزمني لتحقيق كل هدف رئيسي، ومؤشرات قياس الأداء.

 

- وكيف يتم العمل على مشروع إدارة ومعايير الجودة في المؤسسات الإفتائية؟

كان على رأس أولوياتنا في خطة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لهذا العام دعم منظومة الاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية، حيث أصدرت الأمانة العامة خلال العام الماضي عدة مراجع نظرية تربط علوم الإدارة بالإفتاء، وهي: «الدليل الإرشادي لتأسيس الهيئات الإفتائية»، «إدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية»، و«إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الإفتائية».

 

ووحدة الاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية تهدف إلى تأهيل دور وهيئات ومكاتب الإفتاء إداريًّا بهدف تحويلها لمؤسسات مطبقة للنظُم الإدارية الحديثة للارتقاء بعملية الفتوى والإفتاء وتقديم الاستشارات المعنية بذلك، وأيضًا وضع الأدلة النظرية والعملية التي تعكس إجراءات وآليات إنشاء المؤسسات الإفتائية للجهات الراغبة في ذلك.

 

وستعمل الوحدة على تطوير برامج وحقائب تدريبية لتطبيق النظم الإدارية الحديثة كإدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية والحكومة الإدارية والتكنولوجية بالاستفادة بما سبق للأمانة العامة إصداره من مراجع نظرية في هذا المجال، وكذلك تطوير ووضع آليات تفعيل المواصفات الإدارية التي سبق للأمانة اقتراحها بدعم برامج تأهيل دور وهيئات الإفتاء الراغبة في تطبيق هذه المواصفات، فضلًا عن تقديم الاستشارات الإدارية لدور وهيئات الإفتاء، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المحلية والدولية المعنية بالتطوير الإداري.

 

- الانتحار كان من أبرز المشاكل التي أثار رد الإفتاء بخصوصها جدلا واسعًا.. فكيف رأيتم هذا الهجوم؟

الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، ولكن لا يعني هذا أن المنتحر كافر، وأيضًا لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.

 

- ما الذي تقدمه دار الإفتاء المصرية للحد من ظاهرة الطلاق؟

للأسف دار الإفتاء تتلقى من 4200 إلى 4800 حالة فتوى شهريا متعلقة بالطلاق الشفوي، ﻭبفحص هذه الحالات نجد أن منها مثلا 4 حالات هي من وقع لها الطلاق بالفعل، وننصحهم باللجوء للمأذون لتوثيق الطلاق.

 

وقامت دار الإفتاء بعدة مجهودات لمواجهة ظاهرة الطلاق منها إطلاق برنامج يهدف إلى تدريب وتأهيل وإرشاد عدد من المقبلين على الزواج على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التي يواجهها الزوجان.

 

ويهدف البرنامج إلى أن يكون المتدرب في نهاية البرنامج قادراً على كما يهدف البرنامج لإدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين.

 

- تكثر على السوشيال ميديا شائعات «موت فلان» من المشاهير كيف ترى مطلقيها وما هو حكم إطلاقها؟

حذرنا مرارًا من خطورة الشائعات ونشرها بين الناس لما لها من أضرار جسيمة، فنشر الشائعات وترويجها حرام شرعًا، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة، فقال تعالى في سورة النور: {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وهذا الوعيد الشديد في من أحب وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل، كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخل في نطاق الكذب، وهو محرم شرع.

 

- بعض السيدات تكثر عليها الأيام التي عليها تعويضها ويصعب عليها حسابها وصيامها.. فماذا تفعل؟

من فاته صيام أيام من رمضان بسبب مرض أو سفر أو من أفطرت بسبب الحيض أو النفاس، يجب عليهم جميعًا قضاء ما أفطروه من أيام.

 

وأصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يُرجى شفاؤهم، تجب عليهم فقط الكفارة، إطعام مسكين واحد عن كل يوم.

 

أما عن كيفية قضاء صيام سنوات كثيرة فيتم احتساب هذه المدة ولتكن مثلا خمس سنوات وهو ما يعني ١٥٠ يوما فيمكن صيام يوم كل أسبوع مثلا مما يعني أنها يمكن أن وتقضي ما عليها خلال عامين تقريبا.
 

- ماذا عن أسئلة المسيحيين لدار الإفتاء المصرية وكيف تم الإجابة عنها؟

تركيبة المجتمع المصري هي تركيبة مميزة ولا مثيل لها، ودار الإفتاء معنية ببيان الأحكام الشرعية لمختلف القضايا ومعاملات المسلمين، لكنها تحظى أيضًا بثقة جميع أفراد الشعب المصري بجناحيه المسلمين والمسيحيين.


وبالفعل يرد إلى الدار أسئلة من الإخوة المسيحيين عن أمور معينة يطلبون بيان الحكم فيها، وأغلب هذه الأسئلة تكون في قضايا المواريث.

 

وتفتي الدار للأقباط في موضوع «المواريث»، التي تحتل مراكز الصدارة فى نوعية الفتاوى التى يطلبها المسيحيون من الدار لبيان كيفية توزيع الميراث وفقًا للشريعة الإسلامية عند طلبهم ذلك.

 

- انتشرت صفحات للبحث عن عريس أو عروس .. فما حكمها؟
 

التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يكون بحذر شديد خاصة في هذه الأمور الدقيقة، كونه يسهل الخداع فيها، وقد لا تضمن سرية البيانات الشخصية أو يتم استغلالها على نحو غير سليم.


وأنصح من يلجأ إلى هذه الصفحات أن يتوخى الحذر الشديد، وأن تكون هناك ضوابط صارمة لذلك.

 

- «التيك توك» من الأبرز على السوشيال ميديا وأكثر المشاركين في سن المراهقة أو أكبر بقليل.. فما حكم استخدام هذه التطبيقات وماذا يجب على الأهل في حالة العند لدى الأبناء؟

القاعدة الشرعية تقول: «إن الوسائل تتبع المقاصد» .. فكل الوسائل الحديثة يجب أن تخضع لهذه القاعدة عند استخدامها، وللأسف كثير من المراهقين بل والبالغين يستخدمون هذه المواقع والتطبيقات الجديدة استخدامًا سيئًا ينبئ عن خلل اجتماعي كبير في التربية والسلوك.

وهنا يأتي دور الأسرة في الرقابة على الأبناء وتوجيههم التوجيه السليم، وكذلك المؤسسات التعليمية والتربوية التثقيفية والإعلامية لتنبيه المستخدمين إلى الاستخدام السليم لهذه الوسائل، وتعريفهم أيضًا بخطورة الاستخدام السئ لها.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة