كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عائدة من كورونا

كرم جبر

الثلاثاء، 17 مارس 2020 - 07:28 م

مريضة سويسرية عادت من كورونا وتحكى تجربتها، وأجابت عن سؤال مهم كنت أبحث عن إجابة له: ما هو علاج كورونا الذى يتعاطاه المصاب ؟
بانادول وفيتامين سى وشراب للكحة والراحة التامة والطعام الجيد والعزلة وعدم الاقتراب من أى شخص لمسافة مترين، وأهم شيء غسل اليدين مرات كثيرة، وغسيل الأطباق فوراً، ونظافة البيت المستمرة.
الحمد لله، صحتها رجعت وتعانى فقط من صعوبة فى التنفس، وإرهاق وتعب يزول بالراحة ومرور الوقت، وتحذر من أخذ البروفين والمضادات الحيوية.
كلام السيدة السويسرية مهم ومطمئن جداً، ونحمد الله أن بلدنا ملىء بالمضادات الطبيعية مثل البرتقال والليمون، والجوافة، والجرجير والفواكه والخضراوات الأخرى الغنية بفيتامين سي، ويمكن أن نحصل عليها بشكل طبيعى، فتحمينا من الفيروس المخيف.
الراحة والتزام المنازل، وليس استغلال الإجازات الإجبارية فى الفسح والزيارة والسهر على المقاهى والذهاب للأهل والأصدقاء، فنكون كمن يحاول إطفاء النار بسكب البنزين، والموضوع جاد وخطير وليس مزحة أو تسلية.
كورونا ليست شأناً مصرياً، ولكنها وباء يجتاح العالم كله، وليس منتظراً التوصل إلى مصل حاسم قبل عام أو أكثر، وهو أسوأ عام ربما فى تاريخ البشرية، لأنه ليس مقصوراً على دولة أو قارة، بل يجتاح العالم كله.
السيدة السويسرية العائدة من كورونا تركز على شيء مهم، هو المناعة، وكلما كانت قوية، كانت احتمالات الإصابة ضعيفة، والطريق إلى تقويتها مادياً بالغذاء، ومعنوياً بالابتعاد عن منغصات الحياة، والاحتماء بالإيمان.
المؤمن الذى يسلم أمره لله تكون مناعته أقوى من الضعيف المهتز، والطريق إلى الإيمان هو التيسير على البشر فى علاقتهم بالمولى عز وجل، وأثنى على قرارات هيئة كبار العلماء بأنه يجوز شرعاً إيقاف صلوات الجمع والجماعات، وغلق الأضرحة والمزارات طوال فترة الخطر.
المناعة الطبيعية هى خط الدفاع الأول، ومن أهم دعائمها العودة إلى الله بالقلوب والأفئدة وليس الأفواه والألسنة، وأن نصلح ما بيننا وبين المولى عز وجل ليرفع عنا البلاء، والوثوق فى أن رحمته وسعت كل شيء.
الكوارث الطبيعية وانتشار الأوبئة من الأعذار الشرعية التى تبيح عدم حضور الصلوات فى المساجد، وإلغاء الموالد والتجمعات والمناسبات الدينية، وهو أمر شرعى ومسلم به عقلاً وفقهاً.
عندنا مشكلة ويجب أن نعترف بها وهى العشوائية فى كثير من المناطق والأسواق الشعبية المزدحمة، وانعدام درجات النظافة وانتشار الزبالة وغيرها من الصوبات الطبيعية التى تساعد على نمو وانتشار كورونا، ولا سبيل إلا أن يعلم الناس جميعاً أن كورونا لا تستأذن ولا تختار، بل تجتاح وتدمر.
لقد مرت البشرية بكثير من الكوارث الطبيعية، ولكن كورونا أكثرها خطورة، من مجاعة البنغال وإعصار بولا وزلزال هايتى وأنطاكية وهيوان وفيضان النهر الأصفر، فالكوارث كانت تختار منطقة بعينها، أما كورونا فشعارها العولمة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة