الأربعاء، 18 مارس 2020 - 06:27 م

الآلاف من «السناتر» التعليمية تم إغلاقها فى الأيام الماضية، والحملة مستمرة على باقى «السناتر» التى يصر أصحابها على مخالفة القرارات واستمرار العمل رغم مخاطر الكورونا!!
المشاهد التى نقلتها وسائل  الإعلام لعملية الإغلاق لا تعكس فقط عدم تقدير المسئولية من جانب أصحاب «السناتر» أو المدرسين العاملين بها، ولكنها تؤكد الصورة البائسة التى تجعل من التجارة بالدورس الخصوصية وباء لابد أن يتكاتف المجتمع كله للخلاص منه كما نفعل الآن مع وباء «كورونا»!!
كان المفهوم زمان أن تكون الدروس الخصوصية مساعدة للطلبة الذين يحتاجون للمزيد من الرعاية حتى يتحسن مستواهم ويلحقوا بزملائهم فى الدراسة. الآن يذهب التلاميذ الذين يشكون من التكدس فى فصول المدرسة إلى سنتر أشبه بالسوق حيث المئات يناضلون ليجدوا مكانا يستمعون فيه الى ما يمكن التقاطه من كلمات عبقرى الكيمياء أو صاروخ الرياضيات!! وتدفع الاسر دم قلبها فى هذه العملية التى تدمر أى معنى حقيقى للتعليم.
والمؤسف الآن أن تحاول هذه «السناتر» الاستمرار رغم قرارات الإغلاق بسبب «كورونا». قد يكون مفهوما (ومدانا بلاشك) جشع أصحاب هذا السناتر ورغبتهم فى استمرار الأرباح الطائلة.. لكن ماذا عن المعلم الذى يفترض فيه أن يكون القدوة؟ وماذا عن الأسر التى تعرف ان تعطيل الدراسة هدفه الأساسى حماية الأبناء من الزحام، فإذا بها ترسلهم إلى «السناتر» حيث أفضل  بيئة لنشر الفيروس؟!
مع الجهد الذى يبذل (والمطلوب مضاعفته)لتجاوز هذه الفترة الاستثنائية بالاعتماد على التعليم عن بعد، يبقى مطلوبا أن يكون إغلاق «السناتر» قرارا دائما، وأن ننتهى تماما من هذه الكارثة التعليمية، وان تتضافر الجهود وراء عملية إصلاح التعليم التى لن تكتمل إلا بعودة دور المدرسة وقيمة المعلم التى ضاعت مع سطوة مافيا «السناتر» التى تجسد أسوأ ما أصاب التعليم فى سنوات التراجع.