جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

كورونا.. كارثة جديدة للسياحة والطيران

جلال دويدار

الأربعاء، 18 مارس 2020 - 06:44 م

 كوارث السياحة لم تقتصر على أزمات الإرهاب والحروب ولكنها أصبحت على رأس المضارين من غزوة كورونا اللعينة. كما سبق أن نوهت فى مقال رحلة منذ عدة أسابيع فقد كان متوقعًا وعلى ضوء حالة الهلع والذعر من خطر هذه اللعينة التى اجتاحت العالم.. أن تكون السياحة فى مقدمة ضحاياها.
 وللارتباط الأكثر من وثيق بين السياحة والطيران ورحلات البواخر وكذلك العبور البرى للحدود التى تم إغلاقها.. فقد كان طبيعيًا أن تتوقف حركة صناعة الأمل. يأتى ذلك باعتبار أن القيام بأى رحلة سياحية لا يمكن أن تتم سوى من خلال إحدى هذه الوسائل.
>>>
 وهكذا كتب على النشاط السياحى تواصل معاناته وتضحياته التى لا تقتصر على مصر وحدها هذه المرة وإنما على كل دول العالم. إن هذا يعنى خسائر بعشرات المليارات من الدولارات. ووفقا لما أعلنه د.خالد العنانى وزير السياحة والآثار فإن نصيب مصر من هذه الخسائر يقدر بمليار دولار شهرى إذا ما استمرت وتصاعدت أزمة الكورونا.
 بالنسبة لمصر أيضا فإن محنة النشاط السياحى تأتى على خلفية وقف رحلات الطيران ليس من وإلى مصر وحدها وإنما لشموله أيضا معظم دول العالم. جاء ذلك فى محاولة لمحاصرة هذا الوباء ومنعه من الانتقال والانتشار.
>>>
إن من عجائب القدر أن الصين الدولة التى بدأ فيها هذا المرض والذى لم يكتشف علاج له حتى الآن.. لجأت إلى اتخاذ إجراءات احترازية تجنبا لانتقاله إليها مرة أخرى من خلال القادمين إليها من الخارج. هذا التحرك الصينى يعود إلى تمكنها بالانضباط وإجراءات التصدى والوقاية من السيطرة على انتشاره وهو ما تمثل فى تراجع حالات الإصابة.
 لاجدال أن هذا الإنجاز الصينى سيضاف إلى ما حققته من إنجازات على الصعيدين الصناعى والاقتصادى. إنه أصبح يعد مبررا لاستعانة العالم بخبرتها.. لمواجهة كورونا اللعينة ليصبح الحل صناعة صينية أيضا.
>>>
مع أزمة السياحة المصرية الجديدة فإن تداعياتها سوف تفرض أعباء ثقيلة للغايةً على أصحاب جميع المنشآت وكذلك على العاملين الذين يعدون بالنسبة لهذا النشاط ثروة هائلة. فى هذا الشأن فإن الدولة سيكون لها نصيب كبير من الخسائر المتمثلة فى دخل السياحة المقدر بمليارات الدولارات. إن ذلك سيكون باعتبارها سندًا ودعمًا لكل الأنشطة الاقتصادية ولأرصدة الدولة الاستراتيجية من العملات الصعبة.
 إن الدولة سوف تكون مضطرة فى إطار سياستها بدعم قطاع السياحة إلى الوقوف إلى جانبه حتى تمر أزمة كورونا بسلام فى أسرع وقت بإذن الله. هذا الوضع المأساوى لن يقتصر على الأنشطة السياحية فحسب وإنما سيشمل أيضا مصر للطيران المرفق الوطنى للنقل الجوى وكل شركات الطيران المصرية الخاصة. هذه الشركات ستتعرض لكوارث مالية فى ظل إجراءات وقف حركة الطيران من وإلى مصر. العالم.. ليس أمامه سوى التخلى عن الصراعات والخلافات وأسبابها والتعاون والتنسيق والتوحد من أجل هزيمة هذا الخطر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة