أحمد عزيز
أحمد عزيز


قضية ورأى

شائعات الفيروسات.. فكر قبل أن تشارك

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 19 مارس 2020 - 05:53 م

 

د. أحمد عزيز

منذ بدء تفشى الفيروس التاجى كورونا المستجد، أصبح العالم كله يحارب موجة مماثلة من الادعاءات والمبالغات الزائفة، الكثير من هذا نشأ وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعى، كما هو شائع خلال الأحداث الإخبارية العالمية - وخاصة الأزمات الصحية - لقد نشر الكثير نظريات المؤامرة، وهم يلعبون كذبا وافتراء على مخاوفنا من خلال الإشارة إلى أن المؤسسات التى يفترض أن تحمينا بطريقة ما قد حذرت بطريقة أخرى حول تفشى هذا الفيروس القاتل عالميًا.. لكن ما يثير القلق بشكل خاص على المدى القصير هو أولئك الذين ينشرون نصائح صحية كاذبة أو مضللة، غالبًا ما يتم ذلك بحسن النوايا كرد طبيعى على موقف مخيف لتمرير النصائح التى تعتقد أنها تساعد فى حماية أصدقائك وعائلتك، ولكن إذا تبين أن هذه المعلومات غير دقيقة، فأنت تخاطر بإحداث ضرر أكثر من نفعها.
تقع المعلومات الخاطئة التى رأيناها على نطاق واسع فى ثلاث فئات منفصلة، يبدأ البعض، مثل الادعاء بأن الأطفال محصنون من الإصابة بالفيروس، كما أن الأعراض لدى الأطفال تكون بشكل عام أقل حدة مما هى عليه لدى كبار السن، ولكن بدون السياق المناسب والمحاذير، تتحول هذه الأشياء بمرور الوقت إلى أمور أكثر خطورة، قد يعانى الأطفال بأعراض أقل من الفيروس فعلا، لكن لايزال بإمكانهم نقله إلى الأصدقاء والأسرة الأكثر ضعفًا.
يدور آخرون حول المفاهيم الخاطئة لمصطلح «فيروس كورونا» نفسه، بدون السياق الحاسم الذى تعتبر فيه الفيروسات التاجية مجموعة كبيرة من الفيروسات التى عرفنا عنها منذ الستينيات، فإن الإشارات الطبيعية تمامًا إلى الفيروسات التاجية التى سبقت هذا التفشى قد تبدو فجأة كدليل على مؤامرة، وهكذا ينتهى بنا الأمر مع الذين يعتقدون أن تجارب التطعيم ضد الفيروسات التاجية الموجودة سابقًا تؤكد أن الفيروس تم تصنيعه، أو حتى أن صانعيه كانوا يعرفون بطريقة ما عنه مسبقًا.
بقدر اعتمادنا على مؤسساتنا العامة وثقتنا فيها، فمن الضرورى التأكيد على أن تكون المنافذ الإخبارية القائمة مصدرًا موثوقًا للمعلومات الصحية، فى حين أن الكثير منها تتصرف بمسئولية، لكننا نعيش على النقيض الآخر مبالغة وتكهنات رأيناها من البعض لتحقيق أغراض خبيثة.
هذا مهم للغاية بالنسبة لمنهج «النشر أولاً، تحقق لاحقًا»، الخبر السار هو أننا جميعًا، الصحفيون والمواطنون على حد سواء، يمكننا اتخاذ خطوات لإبطاء انتشار الادعاءات المضللة، من خلال تخصيص بعض الوقت للتفكير قبل المشاركة - حول البحث عن المصدر، وكيفية التحقق من محتوياتها، وكيف نشعر بها - فمن غير المعقول أن ننقل معلومات غير مقصودة عن غير قصد ونضع أصدقاءنا وعائلتنا ووطننا فى خطر أكبر.
نحن نواجه أزمة صحة عامة عالمية فى عصر المعلومات الخاطئة غير المسبوقة والمستفحلة - يمكن للمشورة الصحية الجيدة أن تصنع الفرق بين الحياة والموت.
< باحث وناقد

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة