طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

كورونا فرصة

طاهر قابيل

الخميس، 19 مارس 2020 - 06:50 م

مازلت أعشق قراءة الكتب.. كنت فى طفولتى وصبايا أذهب إلى المكتبة العامة.. وكانت فيللا بمنطقة «الكيت كات» على بعد دقائق من منزلى.. عندما تدخلها بعد أن تعبر الاشجار فى مدخلها تشعر أنك انتقلت إلى مكان مختلف يغلفه الهدوء.. وتسبح خلاله فى أرفف كثيرة وضعت عليها كتب منسقة بطريقة بديعة.. فهناك قسم للأطفال وآخر للطب والهندسة وثالث للفضاء ومختلف العلوم ورابع للروايات والقصص وخامس للآداب والكتب المترجمة... ووسط أمواج الثقافة والمعرفة هناك «ترابيزة» فوقها كل الصحف والمجلات وبالقرب منها موظف وقور أمامه دفتر يسجل فيه الاستعارات.
دائما كان يجذبنى كتب «أدب الرحلات».. فمعها أتنقل من بلد إلى آخر وأعيش فى أماكن لم أرها.. ومع رحلات محمد بن عبد الله الطنجى المعروف بابن بطوطة الذى ولد فى مدينة طنجة المغربية ولقب بـأمير الرحالين المسلمين طفت معه بلاد المغرب العربى والأندلس ومصر والحبشة والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والهند والصين ووسط أفريقيا. بعد ان دون دون مشاهداته ولقاءاته فى كتاب «تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار».
 أعادنى الزميل والصديق ورفيق الكفاح فى بلاط صاحبة الجلالة إلى «أدب الرحلات» بأحدث كتبه الصادر عن الهيئة العامة للكتاب «تأشيرة سفر».. الكاتب الصحفى علاء عبد الهادى رئيس تحرير كتاب اليوم أخذنى فى رحلة لأكثر من دولة زارها فى مهامه الصحفية.. بدأها بمدينة الرعب فى شرق بريطانيا أو بقايا قصر وأسطورة «دراكولا» مصاص الدماء.. وانتقل بى إلى أمريكا اثناء عاصفة ثلجية والتجول فى منزل جورج واشنطن مؤسس الولايات المتحدة الأمريكية ومشاهدته من بعيد سجن الكتراز والذى يقع فى جزيرة بخليج سان فرنسيسكو وقضى فيه مشاهير المجرمين عقوبتهم.
 ذهبت مع كتاب «تأشيرة سفر» إلى المدينة المحرمة فى العاصمة الصينية بكين.. وتجولت معه فى بلغاريا قبل انفراطها من العقد الواهى للمعسكر الشيوعى.. وصاحبته فى رحلة إلى النرويج والوصول إلى مضيق اوسلو.. وزرت معه تركيا واليابان وجنوب فرنسا والمانيا وايطاليا واليونان واسبانيا وبيلا روسيا. والدنمارك وجنيف والعتبات المقدسة بالعراق.
 على مدى أكثر من 35 عاما فى حياتى الصحفية زرت العديد من الدول فى افريقيا واسيا واوروبا فيما عدا الامريكيتين واستراليا وتجولت فى بعض الدول التى زارها الصديق علاء واخرى لم يزورها ولكن متعة قراءة تجارب الآخرين لا تقارنها متعة. والاجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا فرصة للقراءة خاصة بعد غلق المولات والكافيهات وأماكن التسلية من السابعة مساء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة