يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

أثيوبيون مع حق مصر المائى

يوسف القعيد

الخميس، 19 مارس 2020 - 06:56 م

لم تبرز صحفنا هذا الخبر بالقدر الذى يستحقه منا نحن المصريين. قرأت أن بعض الأثيوبيين والكينيين انضموا إلى وقفة الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية أمام البيت الأبيض لحث الإدارة الأمريكية والبنك الدولى على بذل المزيد من الجهود لحماية حقوق مصر المائية فى نهر النيل. إشارة إلى قضية سد النهضة.
انضمام أثيوبيين للمصريين فى مطالبتهم بحقوقهم المشروعة أمر مهم. خاصة أن الأثيوبيين أشاروا إلى أنهم من أرض الحبشة ولا يرغبون فى دخول بلادهم أى حروب مع أى دولة كانت. ويرفضون أكثر وأكثر أى عداء تجاه مصر والمصريين. ويرفضون ثالثاً تدخل أى طرف يؤجج الأمور. وكانت الجالية المصرية فى أمريكا قد نظمت وقفة أمام البيت الأبيض والبنك الدولى قام بها عدد كبير من المهنيين والأكاديميين فى الولايات المتحدة الأمريكية لحث أمريكا والبنك الدولى ببذل المزيد من الجهود لحماية حقوق مصر المائية فى نهر النيل. كما أنهم حرصوا على أن يقولوا أن وقفتهم ضد مشروع سد النهضة.
انتقلت الوقفة إلى أمام مقر البنك الدولى. حيث قدم المتظاهرون المصريون ومعهم الأثيوبيون إلى المسئولين فى البنك الدولى تقييماً شاملاً بتأثيرات سد النهضة الأثيوبى على مصر. وأوضحوا فى مذكرتهم أن مناخ مصر شديد الجفاف. وأن 95% من مساحة مصر صحراء، وتستخدم 97% من مياهها من نهر النيل. وليست لديها أى مصادر أخرى للمياه. مؤكدين أن نهر النيل مسألة حياة لكل مصرى. وقضية وجود لأكثر من 110 مليون مواطن مصرى.
وأطلقت الجالية المصرية فى أمريكا حملة إليكترونية بالتوقيع على مذكرة لحث الإدارة الأمريكية على بذل المزيد من الجهود لدعم مصر وحماية حقوقها المشروعة فى نهر النيل. وقد وصلت التوقيعات إلى 19 ألف مشارك من المصريين بالداخل والخارج. وكان ضمن الموقعين معهم أبناء من أثيوبيا ومن كينيا قرروا التعاطف مع الشعب المصرى فى قضيته العادلة. وشباب المصريين بالخارج من أبناء الجيلين الثانى والثالث حرصوا على المشاركة والتوقيع على المذكرة. وامتد الأمر إلى المصريين فى الخارج سواء فى أوروبا أو أستراليا وأنحاء العالم الأخرى معبرين عن شعورهم الطبيعى تجاه بلدهم. ومتحركين من تلقاء أنفسهم. بل انتقلوا من أماكن بعيدة داخل أمريكا ليتقابلوا مع أشقائهم من المصريين هناك.
يعنينى الأثيوبيين المؤيدين لحق مصر. كيف لم يقم المجتمع المدنى عندنا بالتواصل معهم؟ واعتبارهم حلفاء أساسيين داخل أثيوبيا فى الحق المصرى. ولأن الشعوب دائماً وأبداً هى الأقوى. فإن موقفهم ليصبح هو الموقف الأهم والأكثر حسماً فى هذه القضية. مصر فى حرب وجود. والرئيس عبد الفتاح السيسى بذل أقصى ما يمكن القيام به. والحكومة ابتداء من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ووزراء الخارجية والرى، والهجرة. وغيرهم من الوزراء والمحافظين وكل المسئولين والشعب المصرى بجميع فئاته يعتبرون أن الأمر دفاعاً لا بد من القيام به لكى تبقى مصر. ويبقى المصريون. ويستمر فى كفاحهم العادل والمشروع عن حقهم الذى لا يناقشه أحد. يبقى المثقفون الأثيوبيون. لماذا لا يتواصل معهم اتحاد الكتاب؟ فمن المؤكد أن لهم مواقف متباينة عما تفعله الطغمة الحاكمة هناك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة