فيروس كورونا
فيروس كورونا


ما حكم الاستهزاء بـ«كورونا» والاستخفاف بإجراءات الوقاية؟.. «الأزهر» يجيب

إسراء كارم

الجمعة، 20 مارس 2020 - 09:35 م

ورد إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى، سؤال عبر موقع التواصل الاجتماعي عن حكم الاستهزاء بالمرض والوباء والاستخفاف به أو بإجراءات الوقاية منه.

وأجاب مركز الأزهر بأن الاستهزاء والسخرية، وهو: حمل الأقوال والأفعال على الهزل واللعب، لا على الجد والحقيقة، وبالاستهزاء يكون التكذيب وقلب الحقائق وتشويهها.

وأوضح أن مثل هذه الأفعال نهى الشرع الحكيم عنها وخاصة في الأمور التي تدعو إليها الشرائع القويمة والعقول السليمة والقيادات الحكيمة عند شدائد الأمور، فلا يليق بحال من الأحوال أن تكون أخلاق الناس عند الابتلاء والشدائد السخرية والاستهزاء.

وأكد أن مما ينبغي لفت الأنظار إليه أن ما تدعو إليه منظمة الصحة العالمية وغيرها من وزارات الصحة في دول العالم للتعامل مع هذا الوباء والمرض من إرشادات وما شابهها من إجراءات احترازية، وتعاليم وقائية ليس بدعًا من الدين ولا خروجًا عن العقل حتى نسخر أو نستهزأ منها، بل دعا ديننا من قبل 1400 عام إلى مثلها؛ فاليوم تطالب هذه المنظمات بعدم السفر مِن وإلى المناطق التي ينتشر فيه المرض، وهذا عين ما دعا إليه رسولنا -صلى الله عليه وسلم- حيث قال - عليه الصلاة والسلام-: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ [يعني: الطاعون] بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه» [مسند أحمد].

واستكمل: «تدعو اليوم هذه المنظمات إلى ارتداء غطاء الفم والأنف -الكمامات الطبية-  أو إلى تغطية الفم أثناء العطاس والسعال»، وهذا عين ما قد أتى به ديننا فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ إِذَا عَطَسَ، غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ أَوْ بِثَوْبِهِ، وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ [سنن الترمذي، وقال حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ].

وأوضح أن هذه المنظمات تدعو إلى النظافة في البدن والملبس وهذا -ولله الحمد- من أظهر ما يدعو إليه ديننا الحنيف؛ فمما يسخر أو يستهزئ هؤلاء العقلاء، بل الواجب على العاقل –بدل أن يسخر أو يهزأ– أن يطيع ويتبع إجراءات السلامة حفاظًا على نفسه التي هي من أعظم الكليات الخمس التي دعته الشريعة إلى حفظها وعدم تعريضها لما يهلكها، فقال  الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ  وَأَحْسِنُوا  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}  [البقرة: 195].

وأنتهى المركز العالمي الأزهر بأنه على الجميع العودة إلى الله والتوبة والإنابة، وعدم مقابلة هذا الابتلاء بالسخرية والاستهزاء، حتى لا يدخله الله في قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43].

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة