محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

مولد وصاحبه حاضر

بوابة أخبار اليوم

السبت، 21 مارس 2020 - 07:32 م

محمد درويش

نحن شعب نعشق آل البيت وأقطاب الصوفية وغيرهم من الأئمة الذين أثروا علوم الدين عبر التاريخ، ولأن الاجازة الى سواحل مصر الخلابة صيفا أو شتاء لايقدر عليها الا القليلون فإن دراسات انسانية عدة أكدت ان شد الرحال الى حيث مواقع الموالد سنويا ماهو الا ترويح عن النفس واجازة للغالبية العظمى من أبناء الشعب.
لذا فإن قرار الغاء التجمعات ينعكس بدوره على الموالد، كان شهر رجب يشهد فى السبت الاول منه مولد سيدى زين العابدين وهو على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم جميعا رضوان الله وصلاته على نبيه الكريم ، كما كان الثلاثاء الأخير من رجب يشهد أيضا الاحتفال بمولد عقيلة بنى هاشم السيدة زينب رضى الله عنها.
وإذا كان الاحتفال بأعياد الميلاد عادة ما يكون فى حضور صاحبه فإن الاحتفال بميلاد آل البيت والأقطاب قد يكون السبب فى المثل القائل «مولد وصاحبه غايب».
ولأننا شعب يصعب عليه التخلى عن ميراث الاحتفال بالموالد الذى يتوغل فى تراثنا وثقافتنا كشعب فقد أعلنا تمردنا  على قرارات منع الاحتفالات بالمولد وأنشأنا  مولدا آخر ولكن هذه المرة صاحبه حاضر وبالطبع صاحبه ده هو كورونا!
الغريب أن معظم من تجمعوا على صفحات التواصل الاجتماعى تويتر وفيس بوك وواتس أب معظمهم لا علاقة لهم بالموالد ولا يشاركون فى احتفالاتها اما الغالبية العظمى من عشاقها فقد صاروا مجبرين على الامتثال لقرارات الدولة ولسان حالهم حول مولد سيدى كورونا حتى لو تابعوا هذه المواقع عن طريق أبنائهم أو عبر الفضائيات التى تساهم بشكل فعال بالحضور الطاغى فى مولد كورونا.
فى المولد الحقيقى هناك المحبون الذين ترفرف أجسادهم وأرواحهم حول ضريح سيدى او سيدتى، وهناك من فى قلوبهم مرض الذين يعتبرون المناسبة فرصة لــ «اللهو» الذى يصل الى ارتكاب الموبقات وهناك أيضا الساخرون والمستظرفون على خلق الله.
وربما فى المولد الفعلى يجد المتنطعون احدا يردعهم  ويردهم الى جادة الصواب، أما فى مولد سيدى كورونا فالكل يدلى بدلوه والجميع يفتى وطوال 24 ساعة لاتخرج من هاتفك الذكى الا بالحيرة التى تقودك الى التيه فى زمن الكورونا.
والحل الوحيد اعقلها وتوكل خذ بأسباب الوقاية وامتثل لتعليمات الحكومة ولنقل جميعا يارب.
> وصافحنى بعد تحية المسجد
خطبنا الشيخ محمود موسى إمام مسجد «الحامدون» فى مدينة نصر، حيث صلينا الجمعة أمس الأول فى الخلاء كما صلاة العيد، جلست إلى جوار مسن لا أعرفه كان يصلى تحية المسجد، بعد أن انتهى مد يده ليصافحنى، أمس قلت لنفسى لها حق وزارة الأوقاف تلغى صلاة الجماعة فى زمن الكورونا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة