كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الناس فى الشوارع !

كرم جبر

السبت، 21 مارس 2020 - 07:32 م

 

الجمعة كنت فى مدينة الإنتاج الإعلامي، وفى الطريق من التجمع الخامس حتى أكتوبر الساعة الخامسة عصراً، كثافة السيارات فى الشوارع كبيرة جداً رغم أنه يوم إجازة، وبح صوت المسئولين والإعلام للناس أن يبقوا فى منازلهم.
جراج السيارات فى مول العرب كامل العدد، والسيارات لا تزال تدخل وتخرج، والكل يتمتع بإجازة نهاية الأسبوع، ولا أحد يسمع أو يصدق أن الخطر سيكون رهيباً.
السبت «أمس» من التجمع إلى شارع قصر العيني، الازدحام هو الازدحام، والسيارات كما هى أمام محطة مترو الملك الصالح، والطوابير أمام المحلات المواجهة لقصر العيني، وكله شغال رغم الكساد الذى جعل العاملين فى المحلات يقفون على الأبواب فى انتظار الفرج.
البعض فقط يرتدى كمامة، وأعتقد أنها تتحول بمرور الوقت إلى مصيدة لكورونا، وشكلها لا ينفع ولا يشفع، مجرد ديكور وتفتقد المواصفات الطبية التى نقرأها ونسمع عنها.
الكلور ملك الأسواق، وشحت الكميات التى كانت متراكمة، وتضاعفت الأسعار بفعل أثرياء كورونا، الذين تحولوا بين يوم وليلة إلى كائنات جشعة، لا تخشى الله ولا الضمير ولا الأخلاق.
الصيدليات هى الأخرى دبت فيها الحياة، وكل يوم يظهر دواء جديد، يصب أموالاً حراما فى خزائنهم، مرة بالاتجار فى الكحول والكولونيا، وثانية فى فيتامين سى وثالثة فى الدواء الذى يعالج الملاريا ورابعة فى أقراص استحلاب تقوية المناعة.. وهكذا.
إذا كان الناس قد اختفوا فى البيوت بفعل تحذيرات الرعب، فمن الذين يملأون الشوارع والأتوبيسات ومترو الأنفاق؟، وعن مترو الأنفاق حدث ولا حرج.. لم يتغير شيء.
هل من الضرورى أن يتوحش كورونا ويمارس تعذيبه ليقتنع الناس أن الوضع جد وخطير؟.. والأهم: هل يمكن أن تتوقف الحياة بشكل آمن يمنع الضرر ولا يلحق بالناس أشر الضرر؟
مأساة وعلينا أن نتحملها، فإذا كان الموظفون أصحاب السعادة قد حصلوا على إجازات مريحة مدفوعة الأجر، فالعاملون فى القطاع الخاص واليومية وغيرها مصيبتهم كبرى، فالانقطاع معناه لا أجر ولا مرتبات.
هى مصيبة انتهت عندها حلول البشر، وننتظر فقط نجدة من السماء، لينقذ الله البشرية من أسوأ كارثة على مر تاريخها، قصمت ظهر الدول الكبرى قبل الصغرى، ولم تترك غنياً أو فقيراً إلا ودقت أبوابه.
وفى المصائب تكاتفوا وتضامنوا، واضربوا بيد من حديد على كل الجشعين الذين يستثمرون بالأزمات، وطاردوهم أينما كانوا، فهم وباء مثل كورونا، يسطو على أموال الناس دون وجه حق، ويستغل الأزمة ليخلق منها ثروة.
ولا نملك إلا أن نشد على أيدى الدولة المصرية ونقف خلفها ونساعدها فى عبور الأزمة، والخروج بأقل قدر من الخسائر، فليست مسئولية رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو وزيرة الصحة فقط، وإنما على كاهل كل مواطن عبء ثقيل.
أخيراً: فضيلة الإمام الأكبر، البابا تواضروس، وزير الأوقاف، فضيلة المفتي، رجال الدين المستنيرين.. قولوا للناس صحيح الدين فى أوقات الكوارث والأزمات.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة