مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

الفرصة الأخيرة

مؤمن خليفة

السبت، 21 مارس 2020 - 07:57 م

فجأة تحولت صفحات الأصدقاء وغيرهم على صفحات الفيسبوك إلى نشر نصائح الوقاية من فيروس كورونا ومعها أدعية كثيرة لندعو بها من مساوئ هذا الفيروس الذى حصد أرواحا كثيرة فى العالم من حولنا وسجل فى مصر عدد وفيات ما يزال حتى الآن بسيطا وإصابات قليلة حسب احصائيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية الا إذا.. وهنا مكمن الكلام الذى أريد قوله فى هذا المقال.. كيف نستفيد مما ينشر على هذه الصفحات ونحن أول من يخالفه ولا يعمل به غير عابئين بخطورة هذا الفيروس وما يمثله من أضرار على البشرية جمعاء.. أول المشاهد التى تخلق لديك إحساسا بالعبث والاستهانة تلك الأعداد من الشباب على النواصى الذين فضلوا النزول للشارع مع أن هذا التجمع يمثل خطورة عليهم ويسهم فى نقل العدوى بسرعة شديدة.. وللأسف الشديد يرتكب هذه الحماقة شبابنا المتعلم. كيف تستقيم أمورنا ونحن نكذب على أنفسنا ونستهين بالتعليمات الصادرة من الدولة للحفاظ على البلد من هذا الخطر الداهم.. ثانى المشاهد المستفزة تلك المقاهى المفتوحة على مصراعيها فى الشوارع الخلفية بحجة أن التعليمات فى الشوارع الرئيسية فقط وخاصة فى المناطق الشعبية.. تعليمات الحكومة واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى تفسيرات غير مقنعة.. محال السوبر ماركت والصيدليات والمخابز فقط مسموح لها بأن تفتح أبوابها لتلبية احتياجات المواطنين وعلى البقية الالتزام بالغلق منعا للتجمعات ومنعا لانتشار الفيروس وكلها فى صالح الناس.. كل الإجراءات الاحترازية هدفها منع تفاقم كورونا لأننا إذا تركنا الحبل على الغارب فسوف يتمكن منا الفيروس ونفقد السيطرة عليه تماما ومن ثم يحصد أرواحا كثيرة.
هل لابد أن ننتظر حتى نرى بعضا منا يسقطون فى الشوارع حتى نتعظ ونعرف خطورة الفيروس.. ماذا تنتظرون.. الحكومة بادرت وأعطت الطلاب إجازة من الدراسة وقادت حملة ضارية ضد الفيروس على كل المستويات إعلاميا وصحيا وهيأت المصريين للمقاومة واتخذت إجراءات فى المصالح الحكومية لتخفيف أعداد الموظفين.. كل هذا لتحفيز الناس ونشر ثقافة التعامل مع الفيروس حتى لا نتحول إلى دول مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا التى تكاد أن تهزم فى معركة كورونا.. ورغم هذه التدابير خرج الآلاف إلى المولات التجارية والمقاهى والكافتريات يحتفلون باستقبال كورونا بدلا من استغلال الإجازة للبقاء فى البيوت التى هى « العاصم» لنا من انتشاره ومقاومته.
الأسبوع الحالى والقادم هو الفرصة الأخيرة أمامنا لمنع انتشار كورونا فى مصر وإذا نجحنا فى احتواء الفيروس فقد تغلبنا على الحالات المصابة به ومن ثم تعافينا منه.. وإذا استمر هذا التدفق إلى الشوارع بلا معنى فقل على الدنيا السلام ولا يخرج علينا أحد ليتهم الحكومة بالتقصير.. لم تكذب الحكومة على الشعب فى الأرقام التى تعلنها أولا بأول وزارة الصحة عن أعداد المصابين.
لقد اطلعت على صور لميدان العتبة يوم الجمعة الماضى.. هى صور مستفزة بالفعل.. حشود من الناس يفوق عددهم الألاف بلا ضرورة ملحة وبعدها نسأل لماذا ينتشر كورونا.. معظم هؤلاء سيعودون إلى بيوتهم فى مترو الأنفاق والميكروباصات.. معظم هؤلاء سيتعرضون للعدوى بأى طريقة ومعظم هؤلاء قنابل موقوتة فى وجه البلد.. نعم، الله هو الحافظ وهو الستير والمعين لكن ديننا أمرنا بأن نأخذ حذرنا.. حفظ الله مصر وشعبها من وباء كورونا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة