د.سعيد عبد العظيم
د.سعيد عبد العظيم


حوار| أستاذ طب نفسي: البقاء في البيت فرصة للإنجاز

غادة زين العابدين

السبت، 21 مارس 2020 - 11:47 م

 

كيف يعيش الأطباء النفسيون حياتهم ويخططون لها، كيف يتعاملون مع الأزمات والمشكلات، وكيف يحافظون على صحتهم النفسية عندما تحيط بهم أزمات تسبب القلق مثل كورونا مثلا؟

أدعوكم لهذه الاستراحة النفسية بعيدا عن قلق «كورونا»، في حوار الوجه الآخر مع د.سعيد عبد العظيم أستاذ الصحة النفسية ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي والجمعية المصرية للصحة النفسية سابقا.

< .....................؟

- أهم شيء أن نقبل الواقع ونتعامل معه، لأن جزءا كبيرا من صحتنا النفسية أن نكون واقعيين، وأنا شخصيا وجدت البقاء فى البيت فرصة قررت استغلالها، وأدعوكم جميعا لتفعلوا مثلى، يجب أن نبحث عن شيء مفيد يشغلنا، نقرأ مثلا سواء كتبا أو صحفا ومجلات، أنا الآن أقرأ خمس صحف يوميا، وأبحث في مكتبتي على الكتب التي لم أجد الوقت لقراءتها.. وجدتها فرصة أيضا لاستكمال كتاب كنت قد بدأته في مجال تخصصي عن الصحة الجنسية باعتباري الرئيس الفخري لقسم الصحة الجنسية في الجمعية العالمية للطب النفسي.. يمكن أيضا البحث عن كورسات أون لاين، تناسب اهتماماتنا، وهى الآن كثيرة جدا وفى كل المجالات، ويمكن أن تفتح لنا مجالات جديدة للعمل أو الهواية. في أي مرحلة من العمر، وأنا سمعت عن نساء بدأن مع أزمة كورونا، عمل مشغولات يدوية من المنزل وعرضها للبيع على صفحاتهن، ونساء بدأن يشترين كتب طهي عالمية لتعلم مهارات واكلات جديدة.


< .....................؟

- من يملك الإرادة والتصميم يستطيع فعل أي شيء، هذا ما يجب أن نؤمن به، حتى نستطيع مواجهة الحياة والنجاح فيها والتغلب على أزماتها، وهذا ليس مجرد كلام، فأنا طبقت هذا طوال حياتي.

< .....................؟

- كان والدي أستاذ لغة عربية، وكانت اتجاهاتي أدبية وفنية في سن الطفولة، كنت أحب القراءة، وأحب الرسم والغناء والموسيقى، كان مدرسو المدرسة يشجعونني من خلال الحصص الفنية التي اختفت الآن، وكنت طفلا نموذجيا في الرسم،لكن لم يكن هناك اهتمام أسرى على أيامنا بهذه الأنشطة، وهكذا التحقت بكلية الطب، ولكن ظل حلمي بتعلم الموسيقى يراودني، وصممت أن أحقق حلمي بجانب دراستي الجامعية، فتعلمت الكمان والناي مع دراستي للطب، وبعد تخرجي وافتتاح العيادة، قررت تعلم العود، ويبتسم قائلا: «كان مدرس العود ييجى العيادة يدينى الدرس قبل مجيء المرضى»

< .....................؟

- في مجال الإرادة والتصميم أيضا، اكتشفت أنني لم أمارس الرياضة فى طفولتي، باستثناء كرة القدم مع أهل قريتي «شبرا بخوم» بالمنوفية، فقررت بعد تخرجي من الجامعة تعلم رياضة التنس، وبالفعل تعلمتها بنادي الصيد وظللت أمارس التنس سنوات طويلة.

< .....................؟

- بدأت حياتي العملية جراحا في هيئة قناة السويس، ولكنى فكرت أن الطب النفسي أقرب فروع الطب للفن، فقررت دراسة دبلوم في مجال الطب النفسي، وحينما فتح قصر العيني باب النيابات، عدت للجامعة، واخترت نيابة الأمراض النفسية وتحقق حلمي في أن أصبح نائب أمراض نفسية في قصر العيني، وتركت هيئة قناة السويس رغم أن راتبي فيها كان خمسة أضعاف راتبي في قصر العيني.

< .....................؟

- ظللت أتدرج في الوظائف حتى أصبحت رئيس قسم الأمراض النفسية بقصر العيني سنة ٢٠٠٠، ثم رئيس الجمعية المصرية للصحة النفسية٢٠٠٢، ثم رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي ٢٠٠٤، ثم ممثل شمال أفريقيا في الجمعية العالمية للطب النفسي حتى ٢٠٠٦، ثم دخلت تخصص الصحة الجنسية فى الجمعية العالمية وأصبحت رئيسا له لمدة ٩ سنوات، وأنا الآن رئيس فخرى له.

< .....................؟

- تزوجت عن حب واقتناع من زميلتي الدكتورة آمال البشلاوى، وهى نجمة فى مجال أنيميا البحر المتوسط، وأنجبنا أربعة أبناء، ثلاث بنات طبيبات، وابني رحمه الله لم يكن يعمل فى مجال الطب، وابنتي رضوى أخذت منى كثيرا، فتخصصت فى الطب النفسي، وربطته بالفن ودرست علاقة الرقص والزومبا بالعلاج النفسي.أما فدوى فهى طبيبة تحاليل، ويمنى طبيبة أسنان.

< .....................؟

- الحياة بعد المعاش أجمل، ويجب أن ننظر لها على أنها فرصة لعمل كل الأشياء والأحلام التي انشغلنا عنها ولم نحققها بسبب مسئوليات العمل والأبناء، أنا أشجع جدا تعلم المواهب في الكبر، وعلى كل إنسان في الكبر أن يبحث داخل نفسه عن الهوايات والأحلام التى لم يحققها، وأنا الآن عدت لدراسة العود وبدأت أتقنه، وهناك رجل يقترب من الثمانين ويستعد لدخول موسوعة جينيس كأكبر لاعب كرة قدم، والإرادة دائما تفعل المستحيل.

< .....................؟

- لست ضد لجوء المصريين للفكاهة في تناول أزمة كورونا فالضحك يخفف من التوتر، ولكن المهم الا تتحول الفكاهة لسخرية من المحاذير والتعليمات أو استهانة بها.

< .....................؟

- مع زيادة حالة التوتر والاكتئاب أدعوكم لتناول بعض الأطعمة التي تحسن الحالة المزاجية والنفسية مثل اللبن والفول والبيض، فهى تساعد على إفراز هرمون السيروتونين فى المخ وهو الذي يسبب السعادة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة