ريمون ميشيل
ريمون ميشيل


مقالات القراء| استشاري صحة نفسية يوضح الفرق بين القلق الطبيعي والمرضي

نادية البنا

الأحد، 22 مارس 2020 - 10:17 ص

ارسل د.ريمون ميشيل إستشاري الصحة النفسية وباحث في العلوم الإنسانية، مقال لخدمة واتس اب بوابة اخبار اليوم يوضح من خلاله الفرق بين القلق الطبيعي والمرض، وذلك في ظل انتشار المخاوف بسبب ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا في مصر.

القلق هو أحد المشاعر الإنسانية التى قد خلقها الله بداخلنا جميعاً فهو ليس مرضاً أو إضطراب فى حد ذاته ولكن هناك نقاط إختلاف ملحوظة يجب أن تكون واضحة لنا، وتلك التى تُميز بين القلق الطبيعى وإضطراب القلق المرضى.

فمن كان لديه إجتماع أو إمتحان أو مقابلة وظيفية أو موعد هام سيُبنى على نتائجهم شيئاً نسعى ونطمح للوصول إليه فمن الطبيعى أن يكون الإنسان حريصاً تجاه ذلك فى عدة محاولات منه ليصبح الوضع فى أفضل حال يمكن أن يوجد عليه، وهذا الحرص يجعله يبذل فيما وسعه وطاقته فعله بالكامل، يمكننا أن نلقب هذا بالقلق الذي يُحَسِن الأداء ويولد الإستعداد للمواجهة، أى الحرص الطبيعي، فقد أكدت الدراسات لنا أن القلق البسيط يؤدى إلى العمل بأفضل شكل ممكن.

أما إضطراب القلق والذى عادة ما تُصاب به النساء بدرجة تفوق الرجال بالضعف وربما أكثر من ذلك فيظهر فى الإعتقاد الدائم بأنه هناك أشياء سيئة وربما كوارث لابد وانها سوف تحدث قريباً، وتلك الأشياء فى وجهة نظرهم ليس لديهم أى دور شخصي إطلاقاً فى السيطرة عليها، مما يؤدى بذلك إلى حدوث تغيرات جسدية بإستثارة الأعصاب وزيادة معدل نبضات القلب وسرعة التنفس والصداع والإرتعاش ومشاكل القولون العصبي، وفى تلك الأحوال يؤدى القلق المرضي إلى هروب الإنسان من مصدر القلق لأنه لا يستطيع مواجهته مع بقاء تلك الأعراض الجسدية قائمة.

ويصنف القلق هنا كإضطراب إذا إستمرت الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ويظهر القلق فى عدة صور مختلفة كإضطراب القلق العام والوسواس القهرى وإضطراب الهلع والكارب المرتبط بالصدمة وذلك بحسب الدليل التشخيصي والاحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي.

ومن أهم السمات التى ترافق إضطراب القلق هو الشعور بالهم بشكل مستمر لمدة طويلة بطريقة تُعيق الإنسان عن التمتع بالحياة بشكل عام ظناً منه أن الهموم ستظل تلاحقه بإستمرار، وعادة ما يبدأ ذلك خلال سن المراهقة إلى أن يتطور الأمر ويصبح إضطراباً.

أما عن تحديد العلاج المناسب له فيعتمد على عدة أمور فيها يجب مراعاة درجته وشدته والتى تتحدد بإختلاف درجة الثقافة الشخصية والخبرات الحياتية والإستعداد الوراثى لذلك والذى تترواح نسبته ما بين20% إلى 40% ويجب أن نضع فى الحسبان مدة التعرض للقلق ومدى تراكمه، وبناءً عليه يتم تحديد البرنامج العلاجى الأنسب لكل شخص على حدة.

ولعل من أقوى العلاجات النفسية لإضطراب القلق هو المواجهة المنظمه له ونستخدم فى ذلك إسلوب التحصين التدريجى عن طريق التعرض المدروس تدريجياً للعديد من المواقف التى تسبب القلق للمريض وإقتحامها، مع دراسة النتائج للدخول لمستوى أعمق من السابق، أيضاً تساعد تدريبات الإسترخاء وكتابة ملاحظات يومية عن أضرار الهموم على حياتنا بنسبة كبيرة، وقد يتم إستخدام مضادات الإكتئاب أيضاً كعلاج مساعد ذلك لأن إضطراب القلق يرتبط بالخلل فى المواد الكيميائية فى الدماغ"السيروتونين والنور أدرينالين"

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة