كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

المواجهة الشاملة !

كرم جبر

الثلاثاء، 24 مارس 2020 - 06:31 م

القرارات التى أصدرها رئيس الوزراء أمس بتكليف من رئيس الجمهورية، عنوانها «المواجهة الشاملة»، فليس الهدف منع الناس من التجمعات فقط، وإنما تطبيق القانون بحزم وحسم، حماية للمواطنين أولاً، ولسلامة الدولة المصرية، من مصير دول عظمى تسقط وتنهار.
رئيس الوزراء أكد على التطبيق الكامل والصارم للقرارات والإجراءات، وشدد على ضرورة قيام وزارة الداخلية باتخاذ أشد العقوبات ضد المخالفين، من الغرامة الكبيرة إلى الحبس، لا واسطة ولا محسوبية ولا هوادة.
رب ضارة نافعة، يستفيد منها المجتمع فى إعادة ترتيب صفوفه وتنظيم حركته، بعد الحركات البهلوانية التى حدثت فى مدينة الإسكندرية، من متآمرين أو جهلاء أو حسنى النية، وكان عنوان ما يفعلونه الدمار والخراب.
مصر فى مرحلة تستطيع فيها القضاء والسيطرة على الوباء، هكذا طمأن رئيس الوزراء المصريين، ولكن لا يعنى ذلك التراخى والتواكل والتواطؤ، والعالم كله يصرخ ويئن والدنيا من حولنا سوداء، والفيروس اللعين ينتشر بسرعة الرياح ولا يترك صغيراً أو كبيراً.
آن الأوان أن يقف المصريون جميعاً فى مواجهة الخطر الداهم، ليس تعطفاً ولكن جبراً، فالمواطن الذى يصيبه الفيروس - لا قدر الله - يصيب العشرات، والعشرات آلافا والآلاف ملايين، وهكذا تمضى المتوالية الهندسية لتلتهم الأخضر واليابس.
القرارات التى أصدرها رئيس الوزراء حزمة جديدة، وكان واضحاً وصريحاً حين أكد أن الدولة ستضطر لاتخاذ ما هو أقصى شدة وصرامة إذا لزم الأمر، بمعنى أن الكرة الآن فى ملعب المواطنين، إما التزموا وساعدوا أنفسهم وبلدهم، أو القادم أكثر شدة.
الدولة المصرية تدير الأزمة بأقصى درجات الفهم والوعى والدراسة، وتراعى مصالح قطاعات عريضة من المواطنين، يتكسبون لقمة عيشهم سواء باليومية أو القطاع الخاص، وواجب كل مواطن شريف فى هذا البلد أن يمد يده لهم، وأن تتسع مبادرات الخير والمساعدة، ففى الشدائد تبرز معادن الأوطان والإنسان.
إنه وقت المبادرات الطيبة وأعمال الخير، وأتمنى أن تنشق الأرض عن مئات الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال والرياضيين والفنانين والأثرياء والقادرين، ليمدوا أيديهم لمن اضطرتهم الظروف إلى الجلوس فى بيوتهم دون عمل.
الله وحده هو الذى يعلم متى ينتهى الكابوس المخيف، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لكل الاحتمالات، وفى نفس الوقت نرفع أيدينا بدعاء من القلوب أن ينقذنا الله من شر الوباء، وأن يحمى مواطنينا وبلدنا من كل بلاء.
الأيام القادمة هى الأصعب، والآثار المدمرة لكورونا تفوق الوصف وكل التقديرات، ولن يتم إزالة خسائرها إلا فى سنوات طويلة، وهكذا كُتب على البشرية أن تدفع ثمناً فادحاً لفيروس غامض، هاجمها دون سابق إنذار.
ما يهمنا بالدرجة الأولى هو مصر وشعبها، وأن يطيع الناس الأوامر والإجراءات، وأن يكونوا على قدر المسئولية، فلم يعد الوقت يحتمل مزيداً من الإهمال، ومن لا يتعظ من نفسه، فلتهوى على رأسه عصا القانون الغليظة دون رحمة أو هواده.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة