كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ويل للظالم من يوم المظالم !

كرم جبر

الأربعاء، 25 مارس 2020 - 06:46 م

«انتهت حلول الأرض، الأمر متروك للسماء»، لم يقل رئيس الوزراء الإيطالى «جوزيبى كونتى» هذه العبارة، ورغم ذلك انتشرت كالنار فى الهشيم، تعبيراً عن الحالة الإيطالية الأسوأ فى العالم.
المؤكد أن حلول الأرض لم تنته، وأن السماء ستأتى بالفرج قريباً، وإذا لم يحدث ذلك فالموت البطيء هو مصير البشرية، على يد هذا الفيروس متناهى الصغر، الأقوى من أى سلاح اخترعه الإنسان لتدمير الحياة.
كورونا يقول للناس: إذا كنتم تدمرون الكون بأيديكم، فسوف أريكم الرعب، وسأجعلكم عبرة وعظة، لأنكم تشوهون صنع الله بأسلحتكم الفاسدة.
هل يتعظ «صناع الموت» من فيروس الموت؟
أشك.. فكم مرت بالبشرية كوارث وأهوال، وبمجرد زوالها عاد الأشرار أكثر شراسة وتجبراً، يملأون فضاء الحياة برائحة الموت، ويلوثون البراءة بالدماء، ويستبدلون الأمان بالخوف، ويحولون الجمال قبحاً.
هل تذكرون «إيلان» الطفل السورى الجميل، الذى وجدت جثته على شاطئ تركى، وهو ينام كالملاك المسافر إلى السماء، هروباً من ظلم جبابرة الأرض، بعد أن افترش البحر، وأسلم الروح وكأنه يحلم فى بطن أمه، ويحتمى بها من الأمواج الوحشية التى هاجمته فى ظلمات الليل، فمات من الخوف قبل الغرق؟
جاء كورونا بأشد العقاب على قاتلى «إيلان»، وملايين الأطفال الآخرين الذين لا يجدون مأوى ولا قطعة خبز، وكان البحر أرحم كثيراً من الإرهابيين.
جاء كورونا لينتقم لـ «إيلان»، من كل مجرم جبار طغى وتكبر، ونسى أن الكون تحكمه قوانين إلهية، تترك للظالم الحبل، فإذا لم يشد به بشائر الخير، تحول فى رقبته إلى طوق من نار.
لم تنته حلول الأرض.
والخير هو «الخيار الأخير»، لترفع السماء غضبها.
الخير فى التكاتف والتراحم، وأن يمد القادر يده للمحتاج، ويشد أزره ويعوله فى الأزمة المستفحلة، بالطعام والدواء والكساء، ويا أصحاب الثروات، طهروا أموالكم بالوقوف بجوار أبناء بلدكم المحتاجين، وكونوا عوناً وسنداً.
الخير فى مواطنين أخيار، يحمون أنفسهم بالهروب من الفيروس الخطير بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة والبقاء فى منازلهم، فإذا تمكن منهم فلن يرحمهم، وسينزل بهم أشد العذاب.
الخير فى ضرب أثرياء الفيروس، الذين استثمروا الأزمة مالاً حراماً، كالسم الهارى فى بطونهم، وبدلاً من أن يكونوا رحماء بالناس، تحولوا إلى جلادى الأزمة.
الخير فى أن نقول بصوت عال «الله يلعنكم»، هؤلاء «الأشرار» الذين يشمتون فى بلدهم، ويسخرون من الموت، ويتمنون الخراب والدمار للمصريين الطيبين، جماعة الغل والكراهية التى أصبحت كالنار التى تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
والأمر متروك للسماء.
للطيبين الأتقياء، الذين ينشرون المحبة والسلام، ويحقنون الدماء ويبشرون بالرحمة، هى أسلحة القضاء على كورونا، الأقوى من المصل الذى يبحثون عنه، ويتصارعون لاستثماره فى جلب مليارات الدولارات، على حساب المعذبين فى الأرض.
مفيش فايدة، وويل للظالم من يوم المظالم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة