حكايات| الجيش «الأبيض» المصري..  كتيبة إعدام كورونا في مطروح 
حكايات| الجيش «الأبيض» المصري..  كتيبة إعدام كورونا في مطروح 


حكايات| الجيش «الأبيض» المصري..  كتيبة إعدام كورونا في مطروح 

مدحت نصار- محمد حسنين

الخميس، 26 مارس 2020 - 03:38 ص

 

في مقدمة جبهة التصدي لفيروس كورونا، تصطف كتائب من مئات الأطباء المصريين تزينهم «البالطوهات البيضاء»، مسلحين بأجهزة طبية بين قياس درجات الحرارة وإعادة الأجساد المنهكة لطبيعتها.


بين جدران مستشفى النجيلة بمطروح يقف الطبيب الشاب محمد إبراهيم طالب نائب مدير المستشفى بين عشرات الجنود المجهولة من الأطباء والممرضين والجميع عينه على مد يد العون للحالات الخاضعة للحجر الصحي من فيروس كورونا.


الطبيب «طالب» تحدث عن بداية مشواره في مستشفى النجيلة بمطروح بقوله: «انتدابي للمستشفى كان قبل ظهور فيروس كورونا في مصر وكان من السهل أن ألغي انتدابي، لكنني أصررت على أن أكون واحداً من المتعاملين مع الحالات المصرية العائدة من الصين».

ذهب محمد إبراهيم إلى مستشفى النجيلة ليفاجأ بالتجهيزات التي أجريت له على أعلى مستوى من جميع الأجهزة.. «الحقيقة لم تبخل وزارة الصحة علينا بأي إمكانيات».

يعمل الطبيب المصري في تخصص الكلى والباطنة، ورغم ذلك يواصل الليل بالنهار في العمل لإنقاذ المصابين.. «تفاصيل الموضوع وهو أني هاروح المستشفى يعني هاروح لو مش إحنا اللي هنتعامل مين اللي هيتعامل وده نصيبنا إنهم اختاروا المستشفى اللي أنا شغال فيه» ».

ما إن علمت أسرة «طالب» باختيار المستشفى لتحويله إلى حجر صحي رفضوا استمرار انتدابه به خوفاً عليه، وهنا يتحدث الطبيب الشاب بثقة: «كنت واخد القرار بالعودة إلى مطروح ومتأكد أنه في القريب العاجل سنواجه هذا الفيروس ثم تحدثت مع خطيبتي وهي طبيبة أيضا أنني سأذهب إلى المستشفى لاستقبال العائدين المصريين من الصين وهي كانت الدافع لي لمواجهة الفيروس».

رحل الطبيب الشاب إلى مستشفى النجيلة، إذ يتذكر أيامه الأولى مع استقبال حالات الحجر الصحي: «كان أول 3 أيام شغل بالمعنى الحرفي كنت بنام على كنبة المكتب بتاعي وعادي لحد لما المستشفى جهز واتفرش وبقى يقدر يستقبل أصعب الحالات».

52 سرير عناية مزودة بكل الإمكانيات يحتفظ بها مستشفى النجيلة للتعامل مع أسوأ السيناريوهات – لا قدر الله – إضافة إلى معمل كامل، وكل ذلك محاط بتأمين غير عادي لطقم الأطباء والتمريض جيداً.


بنبرة حزن يتحدث طالب، قائلا: «الحكاية الناس مفكراها شو أو فرقعة إعلامية لكن ربنا يعلم اللي الأطباء فيه دلوقتي، ببساطة كل مصري حس فعلا أنه بلده خايفة عليه ومستعدة تصرف ملايين عشانه»


يضيف الطبيب الشاب: «أنا بقالي 21 يوماً هنا ولسه مكمل ومستعد أكمل لحد لما الخطر ده ينتهي، والله لما جيت هنا لا كنت أعرف أنه في مقابل مادي أو غيره ودا حال كل الأطباء والممرضين هنا».


تدرب محمد إبراهيم والطاقم الطبي المرافق له على مستوى علمي محترم.. «إحنا عارفين بنعمل إيه كويس وإزاي نتعامل مع الحالات الإيجابية لأن أي حالة بتدخلنا تعتبر إيجابية إلى أن يثبت العكس».
 

من بين حالات مصرية وأجنبية خضعت للعلاج في مستشفى النجيلة بمطروح يظل أحد الصحفيين الأمريكيين الذي تعلم على أيدي الأطباء المعالجين له بعض كلمات اللغة العربية، وقبل مغادرته قال لي: «شكرًا حبيبي».


وبعد عودته إلى الولايات المتحدة تحدث الصحفي الشاب عن فترة علاجه بمستشفى النجيلة ومستوى الطعام والرعاية المقدمين له.
 

وما بين هذا وذاك تظل الرسالة الأبرز التي يختتم بها الدكتور محمد إبراهيم طالب حديثه: «شكرًا أهل النجيلة أنتم  استحملتم كتير ربنا يكون في عونكم عارف المستشفى كانت بالنسبة لكم إيه وربنا العالم هي بالنسبة لنا إيه لكن دا وضع أكبر من أي حد وأنتم أهل كرم واستحملوا وإن شاء الله الوضع مش هيطول».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة