ليست كذبة أبريل.. «بشاير» الصيف تنهي أسطورة كورونا
ليست كذبة أبريل.. «بشاير» الصيف تنهي أسطورة كورونا


حكايات| ليست كذبة أبريل.. «بشاير» الصيف تنهي أسطورة كورونا

مي حسين

السبت، 28 مارس 2020 - 11:04 ص

مرعوبون تتجمد أعينهم أمام الشاشات على أرقام ضحايا فيروس كورونا التي تظهر على شاشات الأخبار في أي دولة بالعالم، فـ«كوفيد 19» يستمر في حصد الأرواح غير مبال بملايين الأسر.


 
منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تم تحديد الحالة الأولى لفيروس كورونا المستجد، وحتى الآن، قتل آلاف الأشخاص، مما أجبر العديد من البلدان على حظر التجوال ومنع التنقل بين البلدان، وأصبحت قضية عالمية، ويواصل الأشخاص البحث عن أي معلومات قد تساعدهم على منع انتشاره أو أي أبحاث تساعد على التوصل للقاح يحد من انتشاره.

 

 

في الشهر الماضي، أكد الرئيس دونالد ترامب للجمهور أن الفيروس التاجي «سيختفي في أبريل» مع وصول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، في محاولة لنشر التفاؤل، ولكن خبراء الصحة شككوا في توقعه، مدعين أنه لا يمكن التأكد من أن الفيروس سيتوقف عن إصابة الأشخاص في الصيف، ولا أنه سيختفي.


 

حقا لا يوجد دليل على أن التعرض لأشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يقتل الفيروس التاجي، لكن الأدلة الواضحة تشير إلى أن الفيروسات، بما في ذلك الفيروسات التاجية، لا تحب الحرارة.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| الأرض تطبق «الانتقاء الطبيعي».. «كورونا» سلاح الكوكب للدفاع عن نفسه

 

ويعتقد الدكتور ريتشارد هوبداي، باحث مستقل في مجالات مكافحة العدوى والصحة العامة، أن ضوء الشمس وارتفاع درجات الحرارة قد يكون مفيدًا، وتستند ادعاءاته إلى تجربة أكبر جائحة في التاريخ المسجل، والذي أثرت على حوالي ثلث سكان العالم.

 

 

كانت جائحة الأنفلونزا الإسبانية عام 1918 الأشد في التاريخ الحديث، وكان سببها فيروس يأتي من الطيور، ورغم عدم وجود إجماع عالمي بشأن مصدر الفيروس، إلا أنه انتشر في جميع أنحاء العالم خلال العامين 1918- 1919 ، وظهر لأول مرة في الولايات المتحدة، عندما أصيب أكثر من 100 جندي في معسكر بولاية كنساس وفي غضون أسبوع، تضاعف عدد الحالات خمس مرات.

 

 

وفي عام 1918، قتل فيروس الأنفلونزا ما يقدر بنحو 195 ألف أمريكي خلال شهر واحد، وواجهت الولايات المتحدة أزمة في دفن الموتى وانتظرت أكثر من 500 جثة الدفن لأكثر من أسبوع، وتم استخدام مصانع التخزين البارد كمشارح مؤقتة، وتبرعت شركة مصنعة لسيارات الترولي بـ200 صندوق تعبئة لاستخدامها في التوابيت.

 

وتم غلق المسارح ودور السينما والمدارس الليلية وحظر التجمعات العامة، وطلب مجلس الصحة في سان فرانسيسكو من أي شخص يخدم الجمهور ارتداء الأقنعة وأصدر توصية قوية لجميع المقيمين بارتداء الأقنعة في الأماكن العامة.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| بدون نزيف وتمنع الرغبة الجنسية .. أسرار الدورة الشهرية للرجال

 

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 500 مليون شخص أو ثلث سكان العالم آنذاك أصيبوا بهذا الفيروس، وقدر عدد الوفيات بحوالي 50 مليوناً في جميع أنحاء العالم مع حوالي 675 وفاة في الولايات المتحدة وحدها، وكانت الوفيات عالية في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وبين 20-40 سنة، و65 سنة فما فوق.

 

واقتصرت جهود المكافحة في جميع أنحاء العالم على التدخلات غير الصيدلانية مثل العزل والحجر الصحي والنظافة الشخصية الجيدة واستخدام المطهرات ومنع التجمعات العامة.

 

 

ويشرح الدكتور ريتشارد هوبداي لماذا تكون الفيروسات أقل نشاطًا وأقل انتشارا خلال فترة الصيف، موضحًا أن التجربة منذ قرن أظهرت أن المرضى الذين تمرضوا في الهواء الطلق وتعرضوا للشمس تعافوا بشكل أفضل من أولئك الذين تم علاجهم في الداخل.

 

وكتب أن الوفيات بين المرضى والعدوى بين الطاقم الطبي تم منعها بمزيج من الهواء النقي وضوء الشمس، مؤكدا أنه مثبت علمياً أن الهواء الخارجي يعمل كمطهر طبيعي يمكن أن يقتل الأنفلونزا وغيرها من الجراثيم الضارة، بينما ضوء الشمس مبيد للجراثيم ويقتل فيروس الأنفلونزا.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| آكلات القطن.. فتيات يلهثن وراء حلم الرشاقة «القاتل»

 

وكانت أسوأ الأماكن خلال الوباء هي الثكنات العسكرية والسفن، لذا كان الجنود والبحارة أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا وغيرها من الأمراض التي تلتها، وربما كانت إعادة القوات إلى الوطن هي السبب الرئيسي لانتشار الفيروس.

 

وفي مستشفى الطوارئ بمدينة بوسطن الأمريكية، قرر الأطباء وضع المصابين مع ارتفاع درجات الحرارة في الخيام في الخارج، وتعريضهم للشمس، ثم في خمسينيات القرن الماضي كان نظام الهواء الطلق شائعًا وتم استبداله بالمضادات الحيوية، ووفقًا لأحد التقارير، قلل هذا العلاج من الوفاة بنسبة 40%.

 

ويشرح هوبداي، أنه عند العلاج في الهواء الطلق، ومع الشمس والطقس الدافئ يكون المرضى أقل عرضة للجراثيم الموجودة في أجنحة المستشفى، حيث خلق الهواء النقي بيئة معقمة إلى حد كبير.

 

وفي ستينيات القرن الماضي أيضًا، أثبت علماء وزارة الدفاع الأمريكية أن الهواء النقي مطهر طبيعي، ووجدوا شيئًا فيه، يسمى عامل الهواء الطلق، الذي يقتل البكتيريا المحمولة بالهواء والأنفلونزا بكفاءة أكبر من الهواء الداخلي، واكتشفوا أيضًا أنه يمكن الحفاظ على قوى التعقيم هذه في الداخل أيضًا، في حالة تهوية الغرف بشكل صحيح.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| الخفافيش تحكم العالم.. سلاح كورونا المرعب يفتك بالبشر

 

ويؤكد هوبداي: «قد يكون إخراج المرضى المصابين في الشمس مفيدًا لأنه يعطل فيروس الأنفلونزا، كما أنه يقتل البكتيريا التي تسبب التهابات الرئة».


 

خلال الحرب العالمية الأولى، استخدم الجراحون العسكريون بشكل روتيني ضوء الشمس لشفاء الجروح المصابة، وكانوا يعلمون أنه مطهر، وتم اكتشاف أن انخفاض مستويات فيتامين (د) يزيد من التهابات الجهاز التنفسي وقد يزيد من قابلية الإصابة بالأنفلونزا.

 

وبحسب هوبداي فإن التاريخ يشير إلى أنه قد يكون من الحكمة أن يتم البدء في تجهيز خيام وأجنحة جاهزة للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الحالات المرضية الخطيرة، وتكون معرضه للكثير من الهواء النقي وضوء الشمس.

 

وفي مصر، يرى الدكتور محمد إبراهيم طالب نائب رئيس مستشفى النجيلة بمطروح أحد الأطباء المعالجين لحالات فيروس كورونا أنه ثبت علميا انتهاء فيروس كورونا مع نهاية فصل الشتاء وقدوم الربيع؛ حيث يُعرف عن هذا الفصل أن تكون درجة الحرارة في مصر من 22 إلى 24 درجة مئوية.

 

ووفقًا للدكتور طالب فإن درجة الحرارة ما بين (22- 24) تقتل فرص انتقال فيروس كورونا من شخص مصاب لآخر عن طريق الرزاز المتطاير، لافتاً إلى أن الأمور على ما يرام في مصر، وأن الشعب المصري على مستوى عال من المسؤولية والوعي للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا في مصر، لكنه طالب بضرورة الابتعاد عن التدخين لأن الفيروس يستطيع الدخول مباشرة إلى الرئة وإصابتها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة