كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كورونا و«الهسهس» !

كرم جبر

الأحد، 29 مارس 2020 - 07:04 م

 

أعتقد أن المعنى الأقرب لكلمة «هسهس» هو من يحدث نفسه، أى المجنون بالخوف، وكورونا خلقت لدى كثيرين نوعا من الهسهس، أكثر تأثيراً من الفيروس نفسه.
انتعش الكحول ولم يكن له سوق ولا فائدة للعامة، وأصبح الآن أهم من البرفان، ومن يهديك زجاجة صغيرة تدعو له بالصحة والعافية، والتهبت الجلود وفقدت الأنوف حاسة الشم من فرط استخدامه.
وتربع الكلور على عرش المطهرات، رغم رائحته التى تسد مجرى الهواء، وتؤدى إلى صعوبة فى التنفس والتهاب الحلق واحمرار العينين، والسعال والصفير، ومرض آخر اسمه «الوذمة الرئوية».
وفى الشارع نجد كثيرين يغطون نصف وجوههم بأقنعة، فى الغالب يكون ضررها أكثر من نفعها، وتتحول إلى منتدى لكورونا، لأن الاشتراطات الصحية تستلزم أقنعة بمواصفات خاصة غير متوافرة. وأشكال وألوان وكل يبحث عن سبل النجاة، ولا يعلم من أين يأتى الخطر، بتوارد أخبار عن إصابات تلحق بعظماء ومشاهير وحكام ووزير صحة بريطانيا، وآخرين، يحيطون أنفسهم بترسانات هائلة من الإجراءات الصحية الصارمة، التى لم تجد كورونا صعوبة فى اختراقها.
الهسهس حق مشروع لكل مواطن، لأن الأخبار المفزعة التى تسقط على رأسه كالسيل من الشرق والغرب، تصل بطريقة ان نهاية العالم اوشكت، وأن كورونا تهيئ البشرية لعلامات يوم القيامة، ومن بينها انتشار الأوبئة والأمراض.
الهسهس جعل الناس مفزوعين إذا عطس بجوارهم شخص ولو بطريقة عفوية، ويخشى الأهل أن يسلموا على بعضهم، ويحرص الآباء على تعنيف أولادهم، والأولاد على تأنيب آبائهم، ووقع الجميع فى دائرة الهسهس.
يقول المثل « اللى يخاف من العفريت يطلعله «، والهسهس من كورونا يحطم المعنويات ويضرب المناعة، ويوقع المهسوس أسيراً للرعب، والحل هو أن «نعمل اللى علينا والباقى على ربنا».
>>>
القرى التى تم عزلها فى مصر ليست بدعة، ولا مجال لغربان الإخوان، الذين ينتظرون جنازة ليشبعوا لطماً، دول الاتحاد الأوربى كلها عزلت نفسها 30 يوماً وترامب منع السفر لأوربا، والعالم كله يتحول إلى جزر مغلقة.
الدولة المصرية تحافظ على صحة المواطن المصري، وتتخذ الإجراءات الاستباقية لمحاصرة الوباء، وتتحمل التكلفة الرهيبة لتوفير احتياجات القرى المعزولة، حماية لسكانها وللبلاد كلها.
نحن فى زمن كورونا، الأسوأ فى تاريخ البشرية، وليس من قبيل الشجاعة ولا الأخلاق ولا حتى الرجولة، أن تنشط أبواق الإخوان فى الخارج، للشماتة فى كل شيء يحدث فى مصر.
>>>
خناقات الأزواج فى البيوت بسبب حبسة « كورونا «.. كوميديا.
من الإيجابيات لم شمل الأسر، وعودة الدفء والجلوس على مائدة طعام واحدة، وتبادل الحوار المفقود، والعقلاء من ينتهزون الفرصة لإحياء الحياة الأسرية الجميلة.
>>>
فرصة للفضائيات ولن تعود.
استرداد المشاهدين الذين انصرفوا عنها، بالبرامج التى تجذبهم والحوارات المفيدة، وليس الرغى وملء الهواء.
>>>
دعاء: اللهم إنى استودعتك مصر فاحفظها وأهلها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة