صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات| علاج فرعوني لـ«كورونا».. مصر سجلت أول مصاب بالفيروس في التاريخ

شيرين الكردي

الثلاثاء، 31 مارس 2020 - 10:09 م

 

بين عشية وضحاها حول كورونا الكرة الأرضية المتشابكة إلى قرى منغلقة بـ«فعل فاعل»؛ لكن المفاجأة أن «روشتة فرعونية» قديمة أنقذت العالم من الفيروس قبل 3500 عام.. كيف ذلك؟!

حالة مسجلة على ورق بردي، أزاحت الستار عن مرض غريب يدخل على الإنسان فيصيبه بالرشح والسعال والعطس والضعف العام، وتم تشخيصه من قبل العلماء على أنه زكام «دور برد»، وهو ما رصدته دراسة أثرية جديدة للدكتورة هناء سعد الطنطاوي بوزارة السياحة والآثار.

وأمام قدرات المصري القديم فلجأ إلى «روشتة مزدوجة» للعلاج الطبي لهذا المرض تمثلت في «عقاقير» و«روحانيات إيمانية»، عرفت آنذاك بـ«الرقى والتعاويذ السحرية)» فأطلق على ما لا يراه من الفيروسات باسم «العفاريت».

ومما قيل في تلك الحالة: «تعويذة لطرد التي في رأسي وفي رقبتي وفي كتفي وفي لحمي، وفي جسمي هذا وفي أعضائي»، وفقًا لما  ذكره خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان.

أما بردية إيبرس رقم 763 فتتضمن ذكر لأعراض الزكام؛ حيث ربط الطبيب المصري القديم بين هذا المرض وآلام الجسم، وتأثيره على الأنف والعينين ونتيجة لتشابه هذا الوصف من أعراض هذا المرض، والتي تتشابه مع أعراض فيروس كورونا، ربما تكون هذه أول تسجيل لحالة كورونا في التاريخ، وليس الأمر بجديد، بحسب «ريحان».

لكن الحضارة اليونانية بحثت أكثر حول دور البرد؛ إذ أرجعت سببه إلى عدم التوازن بين السوائل التي تخرج من الفم والأنف وهو ما يسبب البرد، وكان العلاج بتدليك الأنف إلى أن جاء عالم أحياء إنجليزي يسمى ليونارد هيل عام 1900، ليؤكد أن البرد يأتي نتيجة لتغير الحرارة بسبب الحركة المفاجأة من مكان دافئ إلى مكان بارد.

وبحلول منتصف القرن العشرين أزاح الميكروسكوب الستار عن أسرار الفيروسات، ليتبين أن ما يسبب دور البرد البسيط هذا فيروس يسمى (راينو فيروس)،  وأن الانتقال من مكان دافىء لبارد يعمل على قلة المناعة في الجسم وبالتالي يستطيع الفيروس الدخول للجسم وينشط داخله، ويهاجم خلايا الرئة.

وتبقى الحكمة الإلهية في أن تأثير «رانيو فيروس» على صحة الإنسان ضعيف لا يؤذي بشكل خطير، ولكنه له فائدة كبيرة جدا، وهي أنه يعلم جهاز المناعة أن يتحصن بصورة أكبر ضد فيروسات أكثر فتكًا منه.

لم تتوقف الدراسة عند هذا الحد، فبحسب الدكتور ريحان فقد نجحت في التوصل إلى أن المصرى القديم عالج أمراضه بالنظافة وتقوية المناعة واستخدم الطب الوقائي بجانب الطب العلاجي.

المفاجأة الأخرى أن التقبيل كان ممنوعًا في مصر القديمة بين الرجال وبعضهم، فضلا عن أن الاستحمام ضرورة من ضروريات الحياة اليومية، كما حرص على وجود دهانات وزيوت عطرية للتجميل، وتمسك بغسل يديه قبل وبعد الوجبات، ويدل على ذلك كثرة ما عثر عليه من أدوات الاغتسال من الطشت والأبريق.

بالفعل استخدم الفراعنة الماء المخلوط بالنطرون لغسل اليدين، وأوضحت مشاهد الدولة الحديثة تقدم زوج من المنادي (مناشف معقودة)، لتجفيف الأيدي كما حرص على غسل الفم وتطهيره لإعطائه رائحة زكية، واستخدم لذلك المياه المخلوطة بالنطرون كما مضغوا الكندر (لبان) وشربوا الينسون.

ولتقوية المناعة، عمل المصري القديم على إعداد ما يصد المرض، ويدافع عن الجسم، فعرف فوائد الأطعمة، والتي منها البصل والثوم، بعد إلمامه بفوائدهم في رفع المناعة، كما أنها تساعد على قتل العديد من الميكروبات كالميكروب السبحي والدفتيريا والدوسنتريا والسل، إضافة إلى مادة الكلوكونيل التي تعادل الأنسولين بمفعولها في تجديد نسبة السكر في الدم، وفيتامين سي.

نجاح المصريين القدماء جعلهم يتمكنون من إعاقة نمو الجراثيم بجميع أنواعها، وتوصلوا إلى الأسبرين ذلك العقار العجيب الذي عده العلماء من أعظم الاكتشافات الحديثة وأكثر الأدوية استخدامًا، وأرخصها ثمنًا، فكانوا يستخلصونه من ورق الصفصاف، لأنه يحتوي على حمض الساليسيليك.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة