صناعة البخور
صناعة البخور


حكايات| كيف يُصنع البخور؟.. نشارة خشب وعطور في «العجانة»

محمد مصطفى بدر- منةالله يوسف

الأربعاء، 01 أبريل 2020 - 09:05 م

بين البركة والرائحة الذكية، يحمل البخور مستنشقيه إلى عالم مختلف، لكن أن تتوقف الأعين أمام الدخان المتصاعد حاملا رائحة ذكية يدفع إلى سؤال السهل الممتنع.. كيف يُصنع البخور؟

 

في أحد مناطق مصر وبالتحديد في مدينة بدر، يقع أحد مصانع البخور محتفظاً بتاريخ الأقدم في الشرق الأوسط، به أيادِ لا تمل ولا تكل هدفها الأساسي إنتاج أكبر قدر ممكن من العيدان المعطرة.

هنا سيدات ورجال يجلسون ساعات متصلة لإنتاج أبهى وأفخم أنواع البخور يتفانون في أعمالهم كخلية النحل لإثبات كفاءتهم أمام العالم بأجمعه.

 

كيف يُصنع البخور؟

 

رشا صالح مديرة أول مصنع للبخور في مصر والشرق الأوسط تحدثت عن الصنعة نفسها، قائلة: «قبل افتتاح المصنع لم يكن هناك مصنعًا لإنتاج البخور في مصر، وكنا نستورد العود ويتم تعطيره وبيعه أو نلجأ إلى استيراد العلب الجاهزة».

 

تمر عملية تصنيع البخور بعدة مراحل منها الأولى «غربلة نشارة الخشب بواسطة جهاز يُسمى الهزاز به صندوق من الأسفل للاحتفاظ بالخشب المنقى بعد الغربلة، ثم يتم وزن 14 كيلو من نشارة الخشب المنقى ويضاف إليه قرابة 3 كيلوجرامات من مادة باودر بنية الشكل تشبه الحناء يتم استيرادها من الخارج ويضاف إليهما قدر كاف من الماء».

 

يتم تقليب هذه الخلطة لمدة 5 دقائق في جهاز يُسمى «العجانة» ليعطيه قوامًا سميكًا، بعدها يخرج الخليط على هيئة عجينة من الطين، وتدخل ماكينة بها ثقبان الجزء الأول لإدخال الطين والثاني ليأخذ شكل «العود الخشبي»، ويتم تجفيفه لفترة في الشمس.

 

 

عقب ذلك تأتي المرحلة الأخيرة وهي «التعطير»، ويتم فيها وضع أعواد البخور الخشبية في وعاء كبير به عطر بروائح مختلفة ويتم تعبئته في علب مختلفة الأحجام ثم بيعه.

 

أما الأسعار فتكون في متناول يد الجميع وتناسب كل الأذواق، وتتراوح سعر دستة البخور الواحدة، المكونة من 12 علبة ما بين 13 جنيهًا إلى 90 جنيهًا، وتختلف الأسعار على حسب الذوق الشعبي والمتوسط والراقي.

 

البخور الخليجي

 

وعن الإقبال على شراء البخور مرتفعة وخصوصًا على منتج «المارينا» لتميزه برائحة مختلفة وفريدة، وهناك أيضًا خط إنتاج  لـ«البخور الخليجي» أو السائب، ويحتوي على 21 نوعًا ويتكون من «أعواد البخور المكسورة أو المبثوث»، وهو من أفضل روائح البخور في مصر ويستخدم بواسطة إشعال الفحم لتعطير المكان المراد.

 

 

وتوضح «رشا»: «مراحل تصنيع البخور الخليجي نستورد أعواد البخور المكسورة من الخارج ويتم غمسها في العطور الشرقية المختلفة وتترك يوم أو يومين على حسب نوع العطر ثم يتم تعبئتا».

 

وتابعت: «نستورد العطور المختلفة من فرنسا وإسبانيا ومعظمهم برائحة العود والمسك ونضيف إليهما لمسات مختلفة حتى نتميز برائحة جذابة، ونستخدم أيضًا العطور الأساسية مثل العنبر والمسك والفل والياسمين، ونتميز بإنتاج بخور المدينة لأنه من أفضل الأنواع ويطلق عليه البخور الأسود».

 

 

وعن أبرز المشاكل التي تواجه مهنة «تصنيع البخور» هي «العمالة» لأن معدل دورانها سريعًا جدًا لسبب مجهول، بالإضافة إلى أن تدريب العامل على الصناعة يستغرق وقتًا طويلًا مما يؤثر على نسبة الإنتاج، وتقول رشا «وجود عامل بيفهم في الشغلانة دي بيسهل علينا وبيطلع إنتاجية كبيرة، لكن اللي بيتعلم كل شوية بياخد وقت ومجهود وخبرة بدون عائد».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة