كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

هل انتصرت الصين على كورونا ؟

كرم جبر

السبت، 04 أبريل 2020 - 07:36 م

 

الصين تحتفل بالانتصار على كورونا.
مادام الأمر كذلك. لماذا لا تقود الصين تحالفا عالميا للحرب ضد كورونا، فهى التى «حضّرت العفريت»، وخرج من أراضيها، ومسئوليتها الأخلاقية والتاريخية، أن «تصرفه»، وأن تقدم للعالم خلاصة تجربتها.
«لو» فعلت الصين ذلك، لاحتلت مكانة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتهافت نحوها الجميع، ورفع المعذبون أيديهم بالدعاء للصين وشعبها، وأصبحت الأرض كلها تتحدث صينى.
لكن شيئا ما لا أفهمه.
إذا كانت الصين قد خبأت عن العالم أنباء انتشار الوباء، ولم تعلن ذلك إلا متأخراً، حين إنتشر وغزا بعض الدول.. فهل تتأخر فى إعلان اكتشافها العظيم، والعالم كله يئن ويصرخ ويصارع الموت؟
الأنباء القليلة المتوافرة عن سبب الوباء، تقول أن «ووهان» كانت البؤرة الحاضرة، بسبب أسواق الحيوانات المذبوحة مثل الثعابين والخفافيش وحيوان البانجولين المهدد بالانقراض، والتى يتم استخدامها كمواد غذائية أى أن السبب هو المواد الغذائية شديدة الخطورة على صحة الانسان، التى وجدها الفيروس اللعين «صوبة» مناسبة، لينمو ويتكاثر ويتوحش، وتخرج من «ووهان» الى سائر دول العالم.
وللآن لم تذكر الصين شيئا عن أسباب إنتشار كورونا بهذه السرعة المخيفة، لتنبه العالم إلى أشياء كان يمكن أن تساعدهم فى مواجهته، وأصبحت الحقائق قليلة، وسط أكوام من الاكاذيب والشائعات.
غضبت الصين كثيرا فى بدء انتشار الوباء، عندما كانت بعض الدول تتخذ قرارات بوقف رحلات الطيران إليها، واعتبرت ذلك انتقاصا من سمعتها، وتلاشى الغضب بعد أن أصبح العالم كله تحت حظر التجوال «كانوا على حق».
هل يمتد الصمت الصينى الذى صاحب بدء الوباء، إلى أنباء الانتصار فى الحرب على كورونا، وطردها من الصين؟
من صنع المأساة ينهيها، وإذا كانت الانباء التى مصدرها الصين صحيحة، لتكون أكبر بشرى سارة للبشرية، بأن الحياة سوف تعود، وأن الموت المفاجئ أوشك أن يهدئ من سرعته.
 فى زمن المحن تندر الأسرار، وتنتحر الحقائق على مشانق الشائعات، والمأساة اتسعت تزداد ضراوتها، والعالم كله تنهار قوته، وأصبحت عودة الحياة على الكرة الأرضية رهنا بالقضاء على الفيروس الغامض.
وإذا كانت الصين قد توصلت الى الشفرة، فلماذا لا تمد يدها الى الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، والدول الأخرى التى تعلن كل يوم عن اكتشاف لدواء جديد، ينقذ البشرية من عذابها؟
ثم تأتى منظمة الصحة العالمية، وتضرب الطموح ببيانات هادئة، فحواها: لا تسرفوا فى الخداع!
هل تدفع البشرية فاتورة الصراع الصينى - الأمريكى على  قيادة عربة النظام العالمى بعد عشرين سنة، فهيأت الصين نفسها لدور السائق، وشحذت واشنطون كل أسلحة الضرب «تحت» و»فوق» الحزام؟
الدولتان فقدتا السمعة ولم تعدا الأمل الذى تتوق اليه الشعوب المعذبة، والتى تحلم بالحياة والرفاهية، ويكاد النموذجان ان يسقطا، بعد ان استطاع فيروس ضعيف أن يقهر الأطماع والمؤامرات والاحلام، ويخلع الأقنعة.
ننتظر دواء الصين، فلا تستطيع وحدها أن تحتكره، ولتقدمه هدية للعالم كله، إذا كان بالفعل قد انتصر فى الحرب على كورونا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة