صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«الحجارة لا تزال في أيديهم».. أطفال فلسطين في رحلة معاناة مع الاحتلال الإسرائيلي

أحمد نزيه

الأحد، 05 أبريل 2020 - 12:56 م

شبّ الضرام في الموقد، وامتشطت الأيادي الصغيرة حجارة تدافع بها عن أرضها المغتصبة من محتل غاشمٍ أسدى نيران مدافعه وأسلحته صوب صبية لا يزالون في بادئ العمر، فأردى منهم من قتل، ومن سقط في أيديهم اقتادوه إلى معتقلالتهم دون رادعٍ لهذا الإجرام الممنهج.

قصةٌ قصيرةٌ حزينةٌ تصف في المجمل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، وتحديدًا أطفاله، الذين لم يثنهم كل هذا عن أن تضرب أكتافهم أيادي الرجال من بني وطنهم في جهادٍ متواصلٍ ضد المحتل الإسرائيلي، فكان أطفال الحجارة عنوانًا عريضًا ودائمًا في صفحة النضال الوطني الفلسطيني.

فلسطين تحيي اليوم الأحد 5 أبريل يوم الطفل الفلسطيني، والذي يوافق الخامس من أبريل من كل عام، وهو ذكرى إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التزامه باتفاقية حقوق الطفل الدولية، في هذا التاريخ عام 1995.

ونستعرض في يوم الطفل الفلسطيني ما آلت إليه أوضاع أطفال فلسطين تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يزال يستهدف أطفال الحجارة ضمن استهدافه لسائر الوطن الفلسطيني.

اعتقالات بالجملة

وتشير إحصاءات رسمية فلسطينية، إلى أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ عام 2017 حتى نهاية عام 2019، يربو على خمسين ألف طفلٍ فلسطينيٍ، وأنه عدد الأطفال الفلسطينيين رهن الاعتقال في سجون الاحتلال في الوقت الاحتلال نحو 200 طفل وطفلة، يقبعون في معتقلات "عوفر" و"مجدو" و"الدامون" الإسرائيلية.

كما تشير إحصاءات  الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إلى أنه في كل عام يتم اعتقال ومحاكمة ما بين 500 إلى 700 طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا في المحاكم العسكرية الإسرائيلية.

الحبس المنزلي

إلى جانب ذلك، ينوه طاقم شئون المرأة الفلسطيني إلى نعوٍ آخر من الاعتقال يتمثل في سياسة الحبس المنزلي لعشرات من الأطفال المقدسيين بحيث تشكل عقوبة أقسى للأطفال وأمهاتهم حيث تجبر الأمهات على القيام بدور الجلاد والسجان لأطفالهن، مما يسبب أثارًا نفسية عميقة على الأطفال وأسرهم.

ويضيف طاقم المرأة، "فبدلًا من أن تكون الأم عنوانا للأمان والحنان أصبحت مجبرة على القيام بهذا الدور خوفا من دفع الغرامات الباهظة التي تفرض عليهم".

الشهداء من الأطفال

وفيما يتعلق بشهداء فلسطين من الأطفال في الآونة الأخيرة، فقد وثّقت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" مع وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 27 طفلًا فلسطينيًا منذ بداية عام 2019، بينهم 23 طفلًا في قطاع غزة، خاصة من المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار شرق القطاع.

وقالت أيضًا "إنه منذ بداية مسيرة العودة [بدأت 30 مارس 2018] قتلت قوات الاحتلال 46 طفلًا وأصابت 3691 آخرين، خلال مسيرات العودة في قطاع غزة، فيما قتلت في العدوان الأخير على قطاع غزة 8 أطفال من بينهم 5 من عائلة "السواركة" بعد قصف منزلهم في دير البلح وسط القطاع".

ومن جانبها، وثقت الحركة العالمية للدفاع عن الطفل استشهاد أكثر من ألفي طفل فلسطيني [2112 تحديدًا] منذ بداية انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000 حتى مارس الماضي، بعد تعرضهم للاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية.

وبين شهداءٍ وجرحى ومعتقلين، يعيش أطفال فلسطين طفولةً قاسيةً تختلف عن سائر أطفال العالم، وتفوق قسوة تلك التي يعيشها بعض الأطفال في دول أخرى من عمالةٍ قسريةٍ تقتل براءة طفولتهم، ولا تزال الأيادي ناعمة الأظافر في فلسطين تتوق لمن يدافع عما يُرتكب ضدها، ظنًّا منهم أن أشلاء أقرانهم قد تجعل العالم يحرك ساكنًا ضد ما يحدث بحقهم. 


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة