صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


«قصص وعبر»الشقيقتان..  وجريمة فوق السطوح

علاء عبدالعظيم

الأحد، 05 أبريل 2020 - 07:52 م

جريمة سطرتها الشقيقتان بمداد قاتم، وعقل هائم، وهلكتا نفسا بريئة، وزهقتا روحا مطمئنة، عجبا لحالهما، أقدت قلوبهما من صخر، أم ألقيتا بعقليهما في بحر بعدما أصبحتا مغلقتين الفهم والضمير، فما ذنب هذا الضحية وهو رضيع ابن يوم، وماذا فعل ليكون ذاك مصيره.

السطور التالية تفيض أسى، وتقطر دما، وأي وفاء لضمير الإنسان.

جلستا الشقيقتان ورأسيهما مثقلة بالتساؤلات، ولم تراودهما نفسيهما ولو لبرهة بأن ليس عيبا أن تزل قدم المرء لكن كل العيب هو الاستمرار في الخطأ، والتمادي في الآثام، لبستا عباءة إبليس يروضهما والذي تبرأ من جريمتها تبحثان عن حيلة للتخلص من الجنين الذي تحمله الشقيقة الصغرى (١٧ عاما)، وبدأ عنان الحياة المشدود على عنقيهما يتراخى، ولم يعد هناك ماينغص عليهما حياتهما غير الحصول على حيلة للتخلص من الجنين، تراود مخيلتهما الفضيحة التي ستلحق بهما، وتتردد على الألسنة، وتصبح في قوة الزلزال بعدما تمكن جارهما الميكانيكي من الهرب ورفض الزواج بها، أو الاعتراف بالجنين.

سيطر عليهما الحزن، وعصفت بهما رغبة عارمة في التخلص من الجنين، حتى هداهما شيطانهما، واستقرتا فيما بينهما على ذبح الجنين فور ولادته، والذي لم يلحق أن يرتوي من الدنيا، وما إن بدت على الشقيقة الصغرى أعراض الولادة، توجهتا إلى سطح المنزل، وبقسوة قلب غير مسبوقة قامتا بذبحه من الرقبة،  لم يرأفا بحاله، وأشرباه كأس الموت مرا كعصفور مذبوح لم يعد قادرا على النطق من شدة الفزع.

وما إن أسدل الليل ستائره، وعم الظلام القرية، حملته الشقيقة الكبرى التي تحمل داخل صدرها حجر صوان، وتسللت خلسة، وتوجهت إلى أحد المقابر وألقت به مضرجا في دماءه، وعادت إلى المنزل وكأن شيئا لم يكن معتقدة الهرب من جريمتهما، وتناست عدالة السماء.

على الفور انتقل المقدم كريم الخولي رئيس مباحث قسم شرطة المحمودية، وأصدر تعليماته بسرعة كشف لغز جريمة الجنين الذي كادت الكلاب الضالة أن تنهشه،  جاءت التحريات بأن وراء الجريمة الشقيقتان، وبمواجهتهما، وتضييق الخناق عليهما اعترفتا بصحة الواقعة، وذكرت الشقيقة الكبرى (٢١ عاما) بأن شقيقتها كانت تربطها علاقة آثمة بجارهما الميكانيكي، وأنهما قررتا التخلص من الجنين بعدما باءت كل محاولاتهما بالفشل في إقناعه بالزواج منها، والاعتراف بالجنين، لكنه أخذ في مماطلتهما، وتمكن من الهرب، ورفض الزواج.

تمكن رجال المباحث من القبض على الميكانيكي بأحد الأكمنة عقب هروبه إلى الإسكندرية.

وقرر سامح راجح وكيل أول النيابة الذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار أحمد عبدالوارث رئيس النيابة، بعرض جثة الجنين الذي لا ذنب له على الطب الشرعي، والتصريح بدفنها، وحبس الشقيقتان  والميكانيكي ٤ أيام على ذمة التحقيقات.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة