مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

ربنا أبصرنا وسمعنا

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 06 أبريل 2020 - 06:49 م

 

بقلم / مديحة عزب

«ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون» «صدق الله العظيم».. من كان يتخيل عزيزى القارئ أن يأتى ذلك اليوم على البشرية جمعاء.. كائن غاية فى الضآلة والدقة، لا يُرى بالعين المجردة أذل البشرية على كوكب الأرض ويهددها بالفناء حيث وقفت أعتى الدول وأغناها وأكثرها تقدما علميا وطبيا أمامه مشلولة مكتوفة الأيدى، وقد رفعت راية الاستسلام أمام الموت وهو يحصد فى أرواح أبنائها ولا تملك حياله إلا الإذعان وحمل الجثث لمواراتها التراب فى انتظار رحمة السماء.. وعن نفسى فأعترف أنه عندما بدأت أزمة كورونا فى الصين قبل ثلاثة أشهر لم أكن أتخيل وربما هناك من هم مثلى، لم أكن أتخيل أن هذا الوباء سرعان ما سينتقل من الصين إلى خارج حدودها الجغرافية.. وقلت فى نفسى إن الصينيين حتما سيجدون العلاج اللازم له قبل أن يخرج من بلادهم وسيتمكنون من القضاء عليه بالضربة القاضية حيث قد قطعت هذه الدولة أشواطا بعيدة فى البحث العلمى والتقدم الطبى مما جعلها مقصدا للعلاج من المرضى المقتدرين ماديا فى جميع أنحاء العالم.. ثم كانت المفاجأة غير السعيدة عندما بدأ الوباء فى الانتشار فعليا فى بقية دول العالم، ولكن ما طمأننى نسبيا تأخر ظهوره فى مصر، وحمدت الله كثيرا على ذلك وقلت فى نفسى إحنا الحمد لله بعيد عن الهم ووجع القلب خاصة وأن بداية ظهوره لاحقا فى مصر كان على يد سائح أجنبى، ولكن سرعان ما انتشرت العدوى بين المصريين وإن كانت حتى الآن محدودة للغاية بحمد الله إذا ما قورنت بغيرها وبالذات فى الدول الغنية، وهنا لابد من السجود لله شكرا على ستره معنا نحن المصريين، فبينما تتفشى فينا العشوائية والإهمال والتواكل وعدم الحرص على النظافة بالقدر اللازم مما كان لابد أن تتكافأ معه تفشى العدوى بيننا بالوباء الجديد إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث بفضل الله، فقد منّ الله علينا برئيس دولة رجل مؤمن يخاف الله سبحانه وتعالى فى شعبه وفى بلده وقد سخّر جميع الإمكانيات فى مصر لحماية الناس ولحصار الوباء فى أضيق نطاق وضمان عدم تفشى العدوى به، وفى نفس الوقت علاج المصابين على أعلى مستوى طبى، وصرنا نحن المصريين نشعر لأول مرة أننا ذوو أهمية لدى الدولة وأن حياتنا غالية عند الرئيس ويبذل فى سبيل ذلك النفيس والغالى ولا يبخل علينا بشىء، بحيث تضاءلت بالفعل نسب الوفيات إلى أدنى درجة وارتفعت نسب الشفاء والتعافى من المرض، ليس هذا فقط بل كان كذلك هناك التعويض المادى السريع لمئات الآلاف من أفراد العمالة المؤقتة والذين كانوا أكثر الفئات المتضررة من جراء الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة للحد من انتشار العدوى.. وهكذا.. انحصرت بحمد الله نسبة العدوى والإصابة بالوباء إلى أدنى درجة.. ورد الله سبحانه وتعالى الكارهين لهذا البلد والحاقدين والذين كانوا يتمنون لمصر المصائب ليشمتوا فيها ردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا، وقد أسبغ ستره على المصريين، ومن ستره الله فقد فاضت عليه النعم ظاهرة وباطنة.. ولازلنا نطمع فى المزيد من الستر الإلهى لكى تنقشع الغُمّة تماما عن مصر وعن سائر البلاد فى القريب العاجل، وتعود الحياة الطبيعية بين الناس إلى سالف عهدها بلا خوف وبلا تحفظات، وعسى أن تكون الدول الغنية والتى اختصتها الإرادة الإلهية بالنصيب الأوفر من البلاء والابتلاء وحط عليها ملاك الموت ليل نهار ليحصد فى أرواح أبنائها قد استوعبت دروس السماء جيدا وألا تجنح مستقبلا إلى ظلم الدول والشعوب الفقيرة مجددا وألا تجعلها مسرحا حيا لاختبار أسلحتها الحديثة وألا تتدخل عنوة فى تحديد مصائرها..
ما قل ودل:
هيييييييه.. فين أيام ما كان الواحد يعطس فيقولوا له يرحمكم الله.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة