صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

أنشودة حزينة

صالح الصالحي

الأربعاء، 08 أبريل 2020 - 07:22 م

لا أمنع نفسى من ترديد الاناشيد فى أى وقت من الأوقات.. فأنا غالبا مرتبط بالأناشيد، سواء المفرحة التى تعذب نفسى ترديدها عند السعادة والمرح.. أو أخرى تألفها نفسى فى أوقات الحزن.. والحالة الوحيدة التى لا أردد فيها أية أناشيد هى حالات الاكتئاب.. فهى حالات للصمت .. حالات نمر بها جميعا.. فبعضها يكون فى أوقات محددة فى السنة.. فنجد البعض يميل إليها فى الشتاء وآخرون فى الربيع.. وأتصور أننى ضمن الحالة الأخيرة.
يتواكب الربيع هذا العام مع أنشودة الوباء الذى تفشى فى العالم كله وفى وقت واحد.. ضرب الاستقرار والحياة.. وخيم الحزن والأسى وقلة الحيلة على كل شىء حولنا.. هو الموت الذى لا مفر منه.. فهو حق مثل الحياة.. ولكنه هذه المرة بالمئات بل الآلاف.. لا أتصور أن هناك أشخاصا يحبون الموت أو يسعون إليه.. وان حدث ذلك فهو دليل على مرض نفسى.. فالاصل فى الإنسان هو حب الحياة والبعد عن الموت مهما كانت قسوة الحياة.. الكل يخافه.. ويهابه.. مهما تصور أن لديه الرصيد الكافى من العمل الصالح.
صحيح أن كل الأمور بيد الله سبحانه وتعالى.. ولكنه العجز والمرض.. الذى عجزت أمامه نهضة البشرية وعلومها الطبية.. التى تصورت تقدمها وانه أصبح بإمكانها ايجاد الدواء لكل داء.
لا يزال الفيروس يحمل اسم «المستجد».. فقط لأنه لم يعرف أصله وفصله حتى الآن.. على الرغم من انه داهمنا منذ أكثر من شهر وأصبح ضيفا على الكرة الأرضية.. ولكنه جديد فى شكله وإصاباته.. سريع فى تحركاته.. قاس فى فتكه بالشيخ الكهل قبل الشاب والفتى.
إذا كانت أجهزة الدولة المعنية فى حالة الترصد والاستعداد والعلاج.. فإن الناس جميعا فى حالة الترقب والانتظار لهذا الضيف الذى قد يهاجمها فى أى وقت.. صحيح أن الناس تطمئن لبيانات الاصابة التى تخطت الألف بقليل. وسط شعب تخطى 100 مليون نسمة.. ولكنه شبح المرض القاسى الذى يهين الإنسان ولا شىء أكثر اهانة للإنسان الصحيح العفى أكثر من المرض.. فما بالك بمرض ليس له علاج.
الحكومة تواجه بإجراءات مبكرة صارمة.. تحتاج معها لمعاونة من المجتمع للحفاظ على الجميع.. ولا أتصور أن هذا هو الوقت المناسب للحديث عن الأموال.. خاصة حينما تصدر من أشخاص لديهم ملايين بل مليارات.. وإذا استمرت الظروف هكذا لن يكون أمام هؤلاء أى مفر سوى المكوث داخل هذا الوطن.. فلم يعد الخارج محل التنزه واستيداع المليارات فى بنوكه بالمكان الآمن لهم - بل لم يعد متاحا الآن - وسيظل من فى الخارج ونظيره فى الداخل كما هو.
الأمر مخزٍ أن يتحدث رجال الأعمال عن الخوف من الإفلاس بدلا من التحدث عن المعاونة لفئات ضعيفة فقدت بين ليلة وضحاها مصدر قوتها اليومى.
كان الأجدر بهم أن يتحركوا للتكافل والمؤازرة.. لعل الله يحدث أمرا برفع هذا البلاء.. بدلا من ان يعتبروا الشعب متسولا لأموالهم!
مصر لن تفلس أبدا.. ومن السهل عليها جدا أن تخرجكم وأمثالكم من معادلتها..
ستظل مصر آمنة مليئة بالخيرات فومها وعدسها.. مجيبة سؤال كل محروم.. وفى الغد القريب سنغنى أنشودة الفرح.. لأننى لا أستطيع أن أكف عن الغناء.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة