الطاقم الطبى لمستشفى ١٥ مايو فى صورة تذكارية
الطاقم الطبى لمستشفى ١٥ مايو فى صورة تذكارية


«مكمل فى العزل».. قرار «البارودى» المتطوع لمحاربة كورونا رغم مرض والدته

أحمد سعد

الخميس، 09 أبريل 2020 - 12:58 ص

هناك شعور متبادل، فكلا الطرفين يجمعهما الخوف، الأم تخاف على نجلها من الإصابة بفيروس كورونا، والطبيب الشاب الذى يخشى أن يعود من مستشفى العزل حتى لا يكون سببًا محتملًا فى نقل العدوى لأمه.
حرص الطبيب محمود البارودى منذ تحويل مستشفى 15 مايو إلى مستشفى عزل لاستقبال المصابين بفيروس كورونا على التطوع ضمن الفريق الطبى الذى يعالج ضحايا الفيروس، فيمكث بداخل المستشفى منذ 14 مارس الماضى دون مغادرتها، وترك ولادته بطنطا بالغربية تكمل حياتها وحيدة.
«كل ما أفكر انزل خوفى على والدتى ست كبيرة ومريضة سكر يمنعنى من النزول،
انا مطمن عليها وانا هنا اكتر، بكلمها يوميًا بالتليفون» كلمات تحمل مرارة وحيرة ذكرها الطبيب الشاب تكشف قلقا على والدته.
كان الامر فى البداية صعبًا على محمود فى ان يبلغ والدته بما أقدم عليه، فأخفى عليها قراره بالتطوع للعمل فى مستشفى العزل: حطيتهم قدام الامر الواقع وبلغتها بعد العزل فى المستشفى بقرارى بأنى هاقعد 14 يوما فى مستشفى العزل وبعدها ارجع للبيت.
انتهت فترة العزل المحددة ليجد الطبيب نفسه فى حيرة أخرى فى اقناع والدته باستكمال مشوار التطوع: المشكلة لما قلت لها انى هاكمل الفترة الثانية فى المستشفى، كانت خايفة أوى، وعملت محاولات كتير عشان اقنعها وفهمتها انى خايف عليها من انتقال العدوى له، وانى باساعد ناس وهدفى ان الظرف يعدى ونحن جنود الصف الأول، ولا ينفع الانسحاب فى الوقت ده.
يتذكر الطبيب بداية العمل فى المستشفى قائلًا: قررت العمل فى المستشفى رغم أنى تخصص عظام، لا علاقة لى بالفيروس، لكن كنت عايز اساعد واكتشف الموضوع،
لتنفيذ توصيات والدته يأخذ الطبيب حذره فى التعامل مع المريض فيحرص على غسل يديه باستمرار وتعقيمها، وارتداء ماسك ووسائل الحماية الشخصية: بيكون فيه تخوف عند التعامل مع المريض خاصة فى الأول ونتخذ الاجراءات الوقائية، خاصة أن المريض يدخل المستشفى خايف ومرعوب.


«بيكون مطلوب منك كطبيب تفهمه الغرض من العزل وأن خطورة الوفاة قليلة وتعطيه دعم وان مشكلته بسيطة بمقويات وعلاج مثل التاموفلو وهيدروكسى كلوركيد وادوية للمناعة يتم علاجهم» يشرح البارودى طرق تعامله مع مرضاه.
ويسرد تفاصيل يومه قائلا: اليوم روتينى يتكرر كل يوم، نفطر 9 الصبح، ونمر على الحالات من 25 إلى 30 حالة من ساعتين إلى 3 ساعات ونقعد فى الاستراحة نتكلم فى البروتوكولات ونهرج شوية، ونتغذى، ونمر على الحالات ثانية بعد العصر
يقضى البارودى وقت راحته فى مطالعة هاتفه والاتصال بوالدته، للاطمئنان عليهاـ والاطلاع على الأساليب الوقائية فى مكافحة الفيروس: باشوف الجديد فى منظمة الصحة العالمية واساليب الوقاية والعلاج، حيث أن مشكلة الفيروس فى سرعة انتشاره.
لا يزعج الطبيب زيادة ارقام الاصابات فى مصر بل يكون حافزا له: زيادة الاصابات خلانى أكمل فى العزل، ومتوقع زيادة الاصابات اكبر من ذلك ولابد من تطبيق الحظر الكامل للسيطرة على تفشى كورونا، وحتى لا يحدث انفجار فى اعداد الحالات مرة واحدة فيقع الاقتصاد، لكن الرئيس يعمل على دعمه.
لكن ما يزعجه حالات الوفاة التى تحدث فى المستشفى نتيجة الفيروس، لكن يطمئنه معدلات الشفاء»مصر من اعلى المعدلات فى العالم والناس تخف يوميًا».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة