د. أحمد الشافعى خلال إجرائه عملية لأحد المصابين بكورونا
د. أحمد الشافعى خلال إجرائه عملية لأحد المصابين بكورونا


بين الموت والواجب..الشافعى يجرى أول عملية طارئة لمصاب بكورونا

أحمد سعد

الخميس، 09 أبريل 2020 - 01:14 ص

 

فى لحظة وجد نفسه أمام اتخاذ قرار يحمل مخاطر عليه، لينقذ حالة طارئة لكنها كانت مختلفة عن جميع الحالات التى عالجها قبل ذلك، اصابة بفيروس كورونا لابد أن يجرى لها عملية تعد الأولى من نوعها.
فجأة وجد الطبيب أحمد الشافعي، أخصائى الجهاز الهضمى والمناظير بجامعة حلوان، أمام حالة لم يتعرض لها من قبل، بلا ارشادات علمية، مريض مصاب بكورونا حدث له نزيف مفاجئ يستدعى اجراء جراحة منظار له أثناء تواجده فى مستشفى 15 مايو المخصصة لعزل الحالات المصابة بكورونا.
«حالة صعبة، لم نتعرض لها من قبل، مريض كبد مصاب بكورونا حدثت له مضاعفات التهاب رئوى فوضع على جهاز تنفس، لكن تعرض لنزيف وقئ دموي، بالفعل حالة حرجة وبقيت مهمة انقاذه» كلمات امتزجت بشعورى القلق والواجب عبر بها الطبيب الشافعى عن تشخيصه لأول حالة مصابة بكورونا يجرى لها عملية جراحية.


فى لحظات قليلة تردد فى ذهن الطبيب العديد من التساؤلات الحائرة لينتهى بقراره انقاذ روح المريض: سألونى تقدر تعملها وقلت لهم معنديش حل تانى خدت القرار بناء على العيان، ولو معملتش العملية العيان هيموت ولو مات بسبب خوفنا شكلها سيكون ايه ومش هنكون مرتاحين نفسيا وماكنش ينفع نخاف.
لا يلقى الشافعى اللوم على من يرفض إجراء العملية: فيه ناس من حقها الخوف ولا اقدر الومهم القرار بيكون صعب على ناس لكن بمنتهى البساطة اتخذت اجراءات احمى بها نفسى لمساعدة المريض، التردد يخليك مهزوز الثقة مطلوبة فى هذه المواقف.
« لاتوجد سابقة عمل لمثل هذه العملية شخص مصاب بكورونا ولديه نزيف والتهاب رئوى وقئ دموي، ماكنش فيه حد كاتب على الموضوع ولا دليل يرشدك فى العملية كنت مضطرا اشتغل لانقاذ حياة المصاب، رسمت خطة لنفسى لاجراء العملية توقعت ممكن نتعدى لا كان لابد من اجراء العملية» يفسر الطبيب تفاصيل قراره باجراء العملية.


أبلغ فى الحادية عشرة مساء بحالة المريض، ارسل رسالة لزوجته ولرئيس قسمه بجامعة حلوان يبحث عن سند لقراره: بعت لزوجتى انى هشتغل الحالة قالت ربنا يوفقك وخد بالك من نفسك، وكلمت رئيس القسم وقال خلى بالك من نفسك أنت أمام قرار مهم.
على الفور أنزل الطبيب المنظار لغرفة الرعاية المحتجز بها المريض، واتخذ اجراءات الوقائية واختار فريقه الطبي: خذنا الاحتياطات بتاعنا لبسنا البدلة الصفار والبى بى اى والواقى غطاء للراس والبوت للرجل بحيث لا يكون هناك أى منفذ للهواء.
وضع الطبيب خطة تضمنت خطوات علمية سريعة لتقصير وقت العملية قدر الإمكان: كل ما نطول فى العلمية المستلزمات تفقد قوتها فاشتغلنا بسرعة، بالخطوات التى رسمتها، قمنا بعمل عملية منظار معدة وربط الدوالى فى نصف ساعة.
حرص الطبيب على اختيار فريقه الطبي، وإخفاء أى قلق قد يحمله عنهم: لو حسوا انى خايف هيخافوا فى النهاية انا صاحب القرار، انا فى وجه المريض يكح ويتطاير الرذاذ على وجهي، وممكن ينتقل لنا عدوى، ولما شافوا انى مش خايف ومش متردد فى القرار تشجعوا ترددى يؤثر على كل الفريق من طبيب تخدير وتمريض.


ويضيف: محسيتش لحظة بخوف وفى الأول حددت سبب النزيف والتشخيص وخدنا القرار بالتعامل، وجهزنا حلقات الربط وركبنا جهاز الربط والمنظار واطمنت ان الدنيا كويسه وربنا كرم المريض.
ويشرح الطبيب صعوبة حالته النادرة قائلا: فى حالات القئ الدموى العملية تطول أكثر، وكمان كان فيه نزيف والدم كان يجى فى وشنا قمنا بشفط الدم وكنت مش شايف كويس مجال الرؤية محدود بسبب القناع، واللبس الوقائى يقيد الحركة ايضا.
وبنبرة تملؤها الفخر قال: العملية نجحت والحمد لله الحالة تحسنت واتشالت من على جهاز التنفس، وسيخرج قريبا.
يعود الطبيب للوراء قليلا يتذكر بداية ابلاغه بالعمل فى مستشفى العزل، فيقول: الناس استغربت انى جيت لمستشفى العزل، فيه ناس أحدث منى فى الجامعة عليهم الدور، لكن المسئولية، جعلتنى اشارك، رغم انى توليت مسئولية مدير وحدة رعاية الكبد والمناظير فى المركز الطبى للمقاولون العرب منذ شهر.
يكمل الطبيب حديثه: القرار يمكن يؤثر على فى الشغل لكن ربما رتب ذلك انى اروح لمستشفى العزل عشان انقذ حياة المريض وترتيب ربنا انى اروح عشان العيان، ساعات مش بيكون للحسابات المادية او الشخصية اى اعتبار، اخذت اجازة بدون مرتب عشان معنديش اجازات فى الشغل الجديد.
يتابع الطبيب 17 مريضا يوميًا يركز فى علاجه على العامل النفسى لمرضاه: المريض قاعد فى غرفة مغلقة 14 يوما لابس ماسك باستمرار، ولا يوجد تلفزيون، يتعب المريض نفسيا فنمر عليهم ونحكى معاهم نتكلم عن الحياة شوية ونطمنهم عشان ميحسش انه معزول، وكل عيان نوزع له وردة فى الصباح، نحاول تريحه نفسيا بأقصى الطرق بكلمة وهزار وده بيفرق مع المريض.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة