الطبيب سامح سمير خلال تواجده فى مستشفى العزل
الطبيب سامح سمير خلال تواجده فى مستشفى العزل


عاش دموع الوداع والفرح.. «سامح» يروى تجربته في مكافحة كورونا

أحمد سعد

الخميس، 09 أبريل 2020 - 01:18 ص

 

دموع ودعته قبل ذهابه لمستشفى العزل، ليعود بعد 14 يومًا تستقبله دموع أخرى، لكن شتان مابين دموع الوداع ودموع فرحة العودة، مشاعر مر بها الطبيب سامح سمير منذ بدأ رحلته لعلاج المصابين بفيروس كورونا بمستشفى الصداقة بأسوان إلى عودته لمنزله ثانية.
«فور ابلاغى جهزت شنطة هدومي، زوجتى قلقت على وكانت لحظة الوداع صعبة علي، دموع خوفها علي، وكان بداخلى خوف من شئ نجهله، نتيجة المشاعر التراكمية السلبية للفيروس، لكن لم تكن فكرة انى اعتذر واردة، استودعت اهلى واولادى بدعواتهم ثم غادرت» عبر الطبيب عن لحظات كانت الأصعب فى رحلة العلاج.
لكن على النقيض كانت هناك لحظة أخرى لم تكن صعبة كسابقتها عند عودته بعد قضاء 14 يوما فى العزل، ليجد دموع فرحة لاستقباله من أسرته وجيرانه وحفاوة لم يشهدها من قبل.
فور إخبار الطبيب بنتيجة اختبار «PCR» الذى أجراه للتأكد من خلوه من فيروس كورونا قبل أن يغادر المستشفى، ليدخل فريق آخر لعلاج المصابين بالمستشفى، أبلغ زوجته بسلامته، وغادر المستشفى، طلبت منه زوجته طلبًا لم يعتبره غريبًا «قالتلى قبل ما تيجى البيت بربع ساعة كلمني، مسالتش ليه قلت يمكن تجهز العشاء أو تلبس الأولاد علشان يستقبلوني، وقبل وصولى ب10 دقائق كلمتها».. فى تلك الأثناء ابلغت زوجته، جيرانه والعمارات المجاورة، بقدوم زوجها البطل، وما إن دخل شارعه بحى المنشية الجديدة حتى انطلق تصفيق حاد وصفافير وهتافات موجهة إليه: «لقيت فجأة سكان العمارة اللى أنا فيها واللى قصادى والشارع الجانبى فى البلكونات بيحيوني»، ومن تأثير المفاجأة لم يجد الطبيب سوى أن يقابل التحية»أقل حاجة أحط إيدى على رأسى أشكرهم على اللى قدموه».. لبضع دقائق استمر سمير يستقبل تحية جيرانه على ما قدمه فى سبيل علاج مصابى فيروس كورونا، لكنه لم يتوقع أيضًا أن يجرى تداولها بهذا الحجم الكبير «اللى خلى الموضوع يكمل الدكتور ماجد جارى وثق هذه اللحظة ونشرها على السوشيال ميديا».
يعتبر سمير هذا الاحتفاء الشعبى بوصوله بمثابة «رسالة لأى دكتور يتردد يروح مستشفى العزل تجربة أضافت لى كثيرًا وحملت ذكريات وشعور فالفخر فى يوم من الأيام هقول لأولادى حصل جائحة فى 2020 وكنت من أوائل الناس التى لبت النداء الوطني»، إذ يرى نفسه وزملائه فى مستشفيات العزل والحميات بمثابة الجندى الذى يحارب على الجبهة «لكن الأصعب إن الجندى بيواجه عدوا مرئيا، إحنا بنواجه فيروس مجهول وده بيصعب الأمور».
دخل الأب منزله يرتدى كمامة حرص على ألا يصافح أحد: بنتى الصغيرة سنتين ونص أول ما شفتنى خافت وجريت، وابنى الاكبر رحب بى وزجتى كنت حريصا على التخلص من ادواتى والاستحمام وتغير ملابسي، وبعدها استقر فى المنزل لكن حرص على اتباع الاجراءات الوقائية.. لا يخرج الطبيب من منزله حاليًا يخضع نفسه لعزل منزلي» ارتدى الكمامة فى البيت واستخدم ادواتى الشخصية واكل فى اطباقى الخاصة، وإلى الآن لم اذهب للسلام على والدى لأنهم كبار فى السن واخاف عليهم»

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة