علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

امتحان «كورونا»

علاء عبدالهادي

الخميس، 09 أبريل 2020 - 06:48 م

لأول مرة فى تاريخ الإنسانية يجد بنو البشر أنفسهم أمام امتحان واحد، فيه نفس الأسئلة.. دخول الإمتحان إجبارى، ليس من قبيل الاختيار، لابد أن تخوضه وتتسلم بنفسك النتيجة.. الكل خاض ويخوض امتحان "كورونا" أفرادا وحكومات، حكاما ومحكومين، قادة وآحاد الناس، سيدات ورجالا، شيوخا وأطفالا، من أقصى القارة القطبية الشمالية إلى نظيرتها الجنوبية ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، أبيض وأسود، وأصفر، كل الأعراق.
نحن أمام امتحان يختبر علاقة كل منا الحقيقية بربه، وهل هو يعبده عن يقين، أم يعبده على حرف؟
امتحان يختبر الإمكانيات الحقيقية للدول والحكومات لكشف مدى جاهزيتها الحقيقية لمواجهة الأزمات مثل أزمة كورونا.
امتحان لكل رجال الأعمال، ليختاروا المنصة التى يقفون عليها ونعرف هل سيختارون منصة الاستثمار الإنتهازى اللاأخلاقى، أم المستثمر صاحب المسئولية المجتمعية والإنسانية الذى لا يبيع عماله، ومجتمعه فى الأزمة؟.. امتحان للدول التى عشنا نجلها ونحترمها ونقدم لها فروض الطاعة والولاء على اعتبار أنها "الكبيرة" والكبير له ما يجب تقديمه من القرابين.
يخضع الإمتحان لمعايير عادلة، فليس هناك محاباة لأحد على الآخر، ومن حقك أن تنظر فى ورقة غيرك، ومن حقك أن تستعين بصديق لو وافق هذا الصديق!.
الجميع فى سباق مع الزمن للإجابة على كل أسئلة كورونا، وتحسب النتيجة بمحصلة الدرجات لأبناء كل وطن، ثم مجموع درجات كل أقليم، وتكتل سياسى وإقليمى، وهناك محصلة إجمالية لكوكب الأرض.. أهمية النتيجة من أهمية الإمتحان، على أساسه ستتغير كل الأوضاع، العالم مقبل على مرحلة "ما بعد كورونا" وكما تغير العالم جذريا بعد الحرب العالمية الثانية، سيطال التغيير كل شىء فى كوكب الأرض من مستوى البنى آدم العادى إلى القوى العظمى.
عالم ما بعد كورونا سوف تتغير فيه خريطة الكبار والصغار، سوف يترك بعض الكبار سابقا أماكنهم فى الصدارة بعد أن كشف الوباء إمكانياتهم الحقيقية لصالح آخرين اخترقوا الصفوف، وأصبحوا فى الصدارة لأنهم استعدوا مسبقا لهذا اليوم.
مصر، بفضل الله، سوف تجتاز الإمتحان بنجاح منقطع النظير.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة