يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

الطمأنينة

يوسف القعيد

الخميس، 09 أبريل 2020 - 07:02 م

 

رغم حالة الهلع من تلاقينا. ينصحوننا بالتباعد. وأكثر النصائح التى تقال: خليك فى البيت. وإن كانت العبارة تتنافى مع طبيعة المصرى الذى يحب الائتناس بالناس. ويسعى للتلاقى معهم.
الاجتماع الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الثلاثاء الماضى كان أكثر من مهم. وصلت للمصريين رسالة طمأنة. والمصرى يشعر بالاطمئنان عندما يتأكد أن الرئيس شخصياً مسئول عنه فى مواجهة الظروف الصعبة.
ارتداء الحاضرين الكمامات مسألة مهمة. وبالذات الكمامة التى وضعها الرئيس على وجهه. نظام توزيع المقاعد والجلوس كانت فيه رسائل. تمت مراعاة المسافات بالطول والعرض. القدوة فى مصرنا مسألة جوهرية. خصوصاً فى أزمنة الأوبئة. وهل هناك ما هو أخطر من الوباء يهدد حياة الإنسان؟.
كان قرار الاجتماع جريئاً. اتخذ بعد عملية توازن دقيقة بين المخاطر والتحديات التى يخشاها الجميع. وفى نفس الوقت حسابات المردود العائد من الاجتماع. لاحظت أن الاجتماع الرئاسى بأركان الدولة المصرية أزاح عن النفوس الكثير من المخاوف المشروعة. والخوف شعور إنسانى قد تشعر به فى الظروف العادية. فما بالك بالخوف فى مواجهة وباء تحصد الأرواح - فى غير بلادنا - بأرقام مهولة. واحتمالات الخطر مستقبلية.
لأن الأخبار العالمية التى نتابعها تتحدث عن المصابين والشهداء، ولكن الكلام عن العقار مثل السراب. ثمة حالة سباق بين جميع علماء العالم فى كلام ينتج عنه التخويف ويثير الذعر. ليس معنى هذا أننى أطلب منهم أن يجعلوا من كلامهم مصانع لتصدير الأحلام. لأن معرفتنا للحقيقة جزء من روح مقاومة الوباء. ربما كانت الإرادة الإنسانية خط الدفاع الأول ضد الخطر الذى يهددنا.
من خلال متابعتى لما يجرى فى بلادنا أكدت لى أن صلابة المصريين فى مواجهة الخطر المرعب الذى هز إمبراطوريات كبرى. لا أقول إنه هزمها. فلا أحلم بهزيمة أحد لأن الانتصار سيكون للجميع. لنؤجل أية خلافات بشرية ودولية لحين الخروج من هذا الذى نمر به معاً.
ننام والأخبار تطاردنا. وإن زارنا النوم جاء فى الأحلام التى يحولها لكوابيس. وعندما نصحو مع يوم جديد نبحث عن الأمل. وبدون الأمل لا مبرر للاستمرار فى الحياة. وهو هدف كل كائن حى على ظهر الأرض.
الاعتراف بالخوف المشروع ليس هزيمة أمام الجائحة. ولكنى أتلمس كل ما يمكن أن يهدى الإنسان إلى الطمأنينة أو الطريق إليها. لا أقول إن نجبر أنفسنا على الطمأنينة ولكن أن نمارسها. أخبار الأمل مهمة. التواصل مع الآخرين لا يقل أهمية. وأيضاً سلامة الوطن الذى أهداه لنا الله سبحانه وتعالى.
وطن يقوده مصرى يدرك معنى المسئولية ومتطلباتها وتبعاتها ولوازمها. وقوات مسلحة وضعت نفسها من تلقاء نفسها فى خدمة شعبها. وحكومة تسهر على مصالح الناس وتعمل فى خدمتهم آناء الليل قبل ساعات النهار.
منظومة المسئولين عن الصحة تتفوق على أى كلام يمكن أن يكتب. وفروا لنا الأمن والأمان. والشعور بالأمن هو الكلمة الأولى فى مقاومة هذا الذى يهدد العالم ونحن جزء منه. الموقف مطمئن. والمصريون يشكرون من وفر الطمأنينة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة