الأحد، 12 أبريل 2020 - 05:04 ص

بداية من معلم حتى حصوله على الدكتوراة، وحاليا صاحب مؤسسات تعليمية كبرى، ورئيس لجمعية المدارس الخاصة بالجيزة، رحلة ممتدة لأكثر من 30 عاما فى المجال التعليمى، استفاد خلالها من تجارب كثيرة، هو د. المندوه الحسينى الذى يرى أن الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر فى مواجهة فيروس كورونا المستجد تستلزم تكاتف الجميع لتحقيق الصالح العام، ومن هذا المنطلق أطلق مبادرة «صف واحد» لتسخير إمكانيات المدارس الخاصة لخدمة طلاب المدارس الحكومية واستقبال استفساراتهم وأولياء أمورهم عبر الإيميل [email protected] والرد عليها من خبراء التعليم التابعين لعدد من المدارس الخاصة بالجيزة.

وأكد «الحسينى» أن مبادرته تهدف للمساهمة فى تطبيق القرارات التعليمية الأخيرة التى أعلنها د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم واتخذ قرارات جريئة ترفع من المستوى التعليمى للطلاب وليس مجرد حلول بديلة للامتحانات.

> ما تفاصيل مبادرة «صف واحد»؟

تهدف المبادرة إلى تقديم أفضل مستوى من الخدمة التعليمية فى الفترة الراهنة، وتسخير إمكانيات مؤسسات التعليم الخاص لدعم طلاب المدارس الحكومية فى تنفيذ رؤية واستراتيجية د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم، وتقديم كل المساعدة لطلاب المدارس فى صفوف النقل لإنجاز مشروعاتهم البحثية من الصف الثالث الإبتدائى حتى الشهادة الاعدادية.

> كيف ترى المشروع البحثى كأداة تعليمية ؟

المشاريع البحثية تبرز الجانب التفاعلى فى الطالب وتنمى مهاراته وشخصيته وثقافته، وأوجه التحية للدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم على اختيار البحث الطلابى كوسيلة وأداة تربوية بديلة لامتحانات نهاية الفصل الدراسى الثاني، لأنه وفريقه المعاون أثبت للعالم أن مصر تمتلك خبرات ورؤية جعلتها ترفض الحل السهل الذى لجأت إليه بعض الدول باعتماد نتيجة الفصل الدراسى الأول، وقررت أن تقدم وسيلة تربوية تثقيفية بتوجيه الطلاب لكتابة بحث، وأكبر المكاسب أنه قضى على سماسرة التعليم الذين يملأون عقول الطلاب بالحفظ والتلقين، ونجح الوزير الدكتور طارق شوقى فى اجراء اختبارات إلكترونية لطلاب أولى ثانوى رغم الظروف غير العادية الصعبة حاليا، والعالم كله يثنى الآن على التجربة المصرية.

> د. طارق شوقى وزير التعليم يواجه انتقادات كثيرة لبرنامجه فى التطوير، كيف ترى الصورة الحالية؟

الانتقادات التى تواجه مشروع الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى تطوير التعليم، يذكرنى بالأمريكى "جيمس جيه هارفى" الذى عمل فى كتابة تقرير لجنة أمة فى خطر لإنقاذ بلادهم من التراجع تعليميا ونجحوا فى التطوير رغم وجود معارضين لفكرهم، ويجب أن نتعلم من "باسى سالبرج" الأب الروحى لتطوير التعليم الفنلندى وكيف وصل طلاب بلاده لقمة الهرم التعليمى العالمى، وقال إننا تخلصنا من جراثيم التعليم وهى كثافة المواد وكثرة الاختبارات والدروس الخصوصية ونجحت بلاده رغم وجود معارضة للفكرة فى بدايتها، وأيضا "لى كوان يو" رائد نهضة سنغافورة التى بهرت العالم بنظامها التعليمى، واجه فى البداية انتقادات كبيرة لأسلوبه فى التطوير ورغم ذلك حقق النجاح، ولا نذهب بعيدا، فالمرحلة الجامعية فى اليابان تتميز بأنها هيئة أبحاث وليست هيئة تعليمية، ونحن فى مصر بدأنا الطريق للاعتماد على الأبحاث والمشروعات فى العملية التعليمية وأقول له أنت فى الاتجاه الصحيح رغم معارضة البعض.

> هل تعليق الدراسة يعنى توقف التواصل بين المدرسة والطلاب؟

بالقطع لا يعنى تعليق الدراسة داخل المدارس توقف التعلم، ومثال على ذلك مايتم تنفيذه فى المؤسسات التعليمية التابعة لى، بتكليف كل معلم أن يتواصل مع طلاب وأولياء أمور الفصل الذى يقوم بالتدريس له لتعريفهم بالمطلوب فى البحث وأن يكون لهم يد معينة فى إنجازه، وتشكيل فريق آخر بمتابعة أولياء الأمور وإعداد تقارير يومية عن أداء المعلمين مع الطلاب لمعرفة من يقوم بدوره ومن يتكاسل، وبالتالى أصبحت القوى العاملة للمدرسة بالكامل مستغلة لخدمة الطالب.

> ‏كيف ترى فرص نجاح المشروعات البحثية فى تحقيق هدفها التربوى؟

تطبيق فكرة التعلم بالبحث والمشروعات، هى قفزة كبيرة فى مسار التعليم المصرى خلال مدة قصيرة بفضل الجهود الكبيرة التى قادها الدكتور طارق شوقى حتى قبل توليه منصب وزير التعليم وقت أن كان الأمين العام لمجلس علماء مصر، فى إعداد بنك المعرفة وما أعقبها من المحتوى التعليمى الرقمى والبنية التكنولوجية فى منصات الامتحانات مما ساعدنا الآن على تجاوز الأوضاع الاستثنائية المطبقة حاليا والحفاظ على استمرار تعليم أبنائنا. وفرص نجاح البحث كبيرة جدا فى تعليم أبنائنا الطلاب.

> بعض أولياء الأمور يبحثون عن الحل السهل وشراء الأبحاث الجاهرة ماذا تقول لهم؟

احذر أى ولى أمر يلجأ لشراء الأبحاث التعلمية لأنه بمثابة القضاء على تعليم ابنه، ويجب أن يدربه على البحث عن المعلومة من عدة مصادر، وأثق أن غالبية أولياء الأمور سوف يتبعون الطريق الصحيح فى تعليم أبنائهم إلا من قلة بسيطة.

> بعض المدارس الخاصة استغنت عن عدد من المعلمين ماذا ستفعل بصفتك رئيسا لجمعية المدارس الخاصة فى الجيزة؟

أوجه رسالة لكل أصحاب المدارس الخاصة بعدم الاستغناء عن أى معلم لأنه يحتاجه، ويجب أن نؤمن أن دور المعلم ليس مجرد محاضرات فى الفصل ولكنه دائما موجه لطلابه فى البحث عن المعلومة، خلال الفترة الحالية، واتشاور كل يوم مع زملائى أصحاب المدارس الخاصة لمنع الاستغناء عن أى معلم.