الأحد، 12 أبريل 2020 - 07:34 م

أنفقت القوى العظمى تريليونات الدولارات لإنتاج طائرات بدون طيار وغواصات بدون قبطان وروبوتات مقاتلة لتجنيب قواتها خسائر الأرواح فى المعارك مع الأعداء، فجاءها عدو خفى من حيث لا تحتسب..

تمكن من قصف حوالى 170 دولة خلال شهرين. قصف بدون قذائف أو دانات أو صواريخ، مجرد رذاذ هش إن لم تدركه بالماء والصابون تحول إلى وحش قاتل.. العدو الجديد سلالة متحورة من الأنفلونزا باسم «كورونا كوفيد-19» لم تتحسب له أية قوى عظمى فأدرك أبناءها الموت وهم فى بروج مشيدة. لكن بعد أن تنقشع قارعة كورونا سنشهد عالما آخر بمتغيرات ستقلب الدنيا رأسا على عقب. فقد أنفق العالم العام الماضى على التسلح 1٫822 تريليون دولار تصدرته أمريكا بـ 649 مليار دولار ثم الصين 250 مليار دولار، وفرنسا 63٫8 وروسيا 61٫4 وبريطانيا 50 وإيطاليا 27٫3 وإسبانيا 17٫7 مليار دولار وكلها من الدول التى حصد فيها كورونا عشرات الآلاف من الأرواح. فى حين أنفق العالم على البحث العلمى 1٫7 تريليون دولار (أمريكا ضخت 476٫46 مليار دولار والصين 370٫59 وألمانيا 109٫8 وفرنسا 60٫78 وبريطانيا 44٫16 وروسيا 39٫83 وإيطاليا 27٫4 وإسبانيا 19٫2 مليار دولار) ويعتقد علماء الاقتصاد أن الجزء الأكبر من مخصصات البحث العلمى ينفق على أبحاث ابتكار وتطوير الأسلحة والنزر اليسير منها يرصد للأبحاث الطبية، فالخدمات الصحية الأساسية تغطى بالكاد نصف سكان الأرض. لذلك دعت منظمة الصحّة العالمية سبتمبر الماضى حكومات العالم لزيادة إنفاقها على الرعاية الصحية الأولية بنسبة 1% من إجمالى ناتجها المحلي. لذا من المتوقع بعد هدوء الفيروس أن يزداد الإنفاق على أبحاث التوصل لعقاقير ولقاحات جديدة للأمراض العضال مثل كورونا وغيره حتى لا يفاجأ العالم بفيروس جديد يقف أمامه عاجزا كما يحدث الآن.

فيما بعد قارعة كورونا سنشهد أيضا المزيد من (الأتمتة) واستبدال البشر بروبوتات تدير الحياة بكل مناحيها من تشغيل المصانع لتدبير المنازل وتعليم الطلاب بالمدارس والجامعات، سيدير الدنيا الروبوتات المؤنسنة حتى لا تتم المجازفة بخروج البشر عند الأوبئة. أقوى تأثير ستشهده أوروبا بعد انتهاء القارعة هو أن تفكك القارة العجوز لن يقتصر على البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى) بل سيكون هناك «إيطاليكست» و«إسبانكست» و«فرنشكست». وستقول لندن - بعد أن خذلت دول أوروبا بعضها البعض - «صدقتونى، المتغطى بأوروبا عريان».