وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

أموال الحج والعمرة.. ومجمع طبى للأوبئة

وليد عبدالعزيز

الأحد، 12 أبريل 2020 - 07:37 م

لعلها فرصة لأن نعيد تعديل مسار إنفاق أموال الحج والعمرة.. منع المعتمرين من زيارة الكعبة فى هذه الظروف الاستثنائية هى إرادة الله.. وعدم السماح بالسفر للناس بين البلاد هى أيضا إرادة الله.. دعونا نتاجر مع الله فى هذه الأيام العصيبة ليتقبل منا الدعاء ويرفع عنا البلاء.. ماذا لو قرر كل من كان ينوى أن يذهب لأداء العمرة خلال هذه الأيام إخراج أموال العمرة لله وتوزيعها على الفقراء والمساكين أو وضعها فى المستشفيات التى تجمع التبرعات أو صناديق المساعدات.. قد نكتشف أن الأموال المخصصة لأداء العمرة والحج ستصل إلى مليارات الجنيهات.. الكثير من الناس أدى مناسك الحج أكثر من مرة وأيضا العمرة ولذلك من الواجب علينا فى هذه الظروف الصعبة أن نعيد توجيه هذه الأموال ابتغاء مرضاة الله.. هناك ملايين البشر يحتاجون إلى الأموال للمعيشة فقط وهناك مسارات كثيرة للإنفاق.. أزمة كورونا جعلتنا نشعر أن التكافل الاجتماعى بين البشر واجب دينى وأن الدول التى نجحت فى خلق اقتصاد متوازن وتحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتى من السلع الضرورية هى من نجت من هلاك الفيروس اللعين.. دعونا نجمع أموال الحج والعمرة هذا العام بكل نية خالصة لله ونضعها فى بناء مجمع طبى كبير يطلق عليه اسم (المجمع الطبى للأوبئة) ويكون متخصصا فى علاج الأمراض المستجدة ويتم تجهيزه بأحدث الأدوات والمعدات الطبية وقد يكون صدقة جارية لكل من يساهم فى البناء ويخدم أيضا أبناء الشعب المصرى فى الأزمات.. مطلوب منا جميعا أن نخرج بأفكار جديدة بعد انتهاء الأزمة وألا نتركها تمر علينا وكأن شيئا لم يحدث.. اعرف أن الجميع سيعيد الحسابات ألف مرة وأعرف أيضا أن الكثير منا سيتجه إلى الله فيما تبقى له من العمر ولكن الأهم أن نتعلم الدرس جيدا ونحن على قيد الحياة.. ما سنتركه من صدقة جارية سيستفيد منها الجميع وهى من الأعمال المحببة إلى الله.
أرجو أن تتبنى إحدى الجهات الفكرة وأن يتم الإعلان عن تأسيس صندوق أو شريحة فى أى صندوق لأموال الحج والعمرة وأن توجه الأموال لبناء مجمع طبى متكامل يكون عنوانا وتذكرة لما شهده العالم خلال فترة انتشار وباء كورونا القاتل.. شهر رمضان الكريم على الأبواب والجميع أن يتسابق لعمل الخير وأطالب الشعب العظيم فى هذه الظروف الصعبة أن يبادر كل مقتدر على الإسراع فى إخراج المساعدات وأن تتم مضاعفة المساعدات لو أمكن ذلك لأننى أسمع وأرى أن بعض الناس فى أشد الحاجة إلى المساعدة ولكنهم لا يطلبون من التعفف.. أزمة كورونا أثبتت أن الغنى والفقير سيمر بسلام من الأزمة بعون الله فقط وليس بالمال ولا بالمنصب ولا بأى شيء إلا بعفو ورحمة من رب العباد.. التكافل الاجتماعى فيما بيننا قد يخلق حالة جديدة من التعايش تقوم على الرحمة والود بدلًا من الحالة التى كنا نعيشها فى عالم ما قبل كورونا والتى كانت مليئة بالافتراء والغش ونهش القوى للضعيف وعدم النظر بعين جادة إلى المحتاجين.. شكرا للدولة المصرية على كل ما قدمته وتقدمه للشعب ليعيش فى سلام وأمان وألا يمد يده طلبًا لمساعدة فى وقت تعانى فيه دول العالم الكبرى من نقص فى الغذاء والدواء وخلافه.. دعونا نعد إلى الله بقلب سليم ونرسخ روح التعاون والتكافل الاجتماعى القائم على مساعدة بعضنا البعض.. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة