أسامة شلش
أسامة شلش


تعظيم سلام للبالطو الأبيض

أسامة شلش

الأحد، 12 أبريل 2020 - 07:47 م

 

انحنى تعظيماً لأطقم الأطباء والممرضين فى كل مستشفيات مصر وكل من يساعدهم فى اداء عملهم الذى يقومون به لمواجهة ذلك الوحش القاتل كورونا رجالاً ونساء يؤدون واجبهم بلا كلل ولا ملل ولا تخاذل رغم الخطورة البالغة وأقول البالغة لانها هى تلك الحقيقة التى لا يمكن اخفاؤها فتخيلوا أى خطأ حتى ولو غير مقصود ثمنه انتقال العدوى المميتة للطبيب أو الممرض أو الممرضة ومن ثم لأهاليهم لا قدر الله.

ورغم كل التحذيرات فى اطار الاجراءات الاحترازية الرائعة التى اتخذتها مصر وقيادتها السياسية منذ اللحظات الأولى لوصول تلك الجائحة الى اراضينا الا أن هناك من السلوكيات التى يجب ان نضعها امام اعيننا من خلال الممارسات التى نرصدها باعيننا أو بكاميرات وبرامج الفضائيات التى للامانة احييها على ادائها وهو ما أشاد به الجميع بما فينا الرئيس نفسه، فمازال هناك اشخاص ابسط ما يمكن ان نطلقه عليهم انهم اناس بلا ضمير لا يهمهم ماذا يحدث لمصر حتى ولو أصابت جائحة الكورونا كل واحد على ارض تلك البلد الطيب وإذا كانت هناك رقابة شبه صارمة فى المدن فى المحافظات فإن ما يحكيه بعض الصحاب والاقارب عن التسيب فى القرى التى يسهر رجالها وشبابها بلا وعى ويتزاحمون فى الأسواق التى مازالت تقام على مدى أيام الاسبوع بلا اكتراث بل أن هناك من يتحايلون على منع الشيشة وإغلاق المقاهى بادارتها داخل المنازل بعيداً عن أعين السلطة والأدهى هناك من يقيمون الأفراح بلا خوف أو مراعاة للخطورة الداهمة وهم هنا لا يعرضون أنفسهم فقط للخطر ولكن الناس كلها.

يا سادة هناك مأساة فى الشوارع غافلين عنها ممثلة فى الميكروباصات التى تجوب كل المناطق والشوارع شرقا وغربا كل رحلة بها ما لا يقل عن ١٠ إلى ١٤ راكب، ورغم كل التنبيهات لا تجد واحدا منهم حتى السائق يضع الكمامة علي وجهه، وتلك مصيبة تتم تحت سمع وبصر رجال المرور والدولة.

ما يجرى للأمانة داخل المنظومة الطبية المصرية بقيادة تلك الوزيرة الشجاعة هالة زايد التى تحملت وتتحمل فوق الطاقة بلا أى تذمر أو ضجر هو شبه اعجاز فى ظل غموض تداعيات واسباب المرض وانعدام أو عدم اكتشاف علاج له حتى الآن أو ما يوقف حتى انتشاره اللهم الا بالبقاء فى المنازل واتباع الاجراءات الاحترازية الضرورية للمواجهة فلا سمعنا ان هناك فى اشتكى من ذوى البلاطى البيضاء والزرقاء من أداء العمل ولكننا جميعاً ادركنا كم هو هام دور هؤلاء بعد عقود كنا لا نقدر هذا الدور ولكن أثبتت التجربة انه على خط المواجهة الأولى وهو من يقاتل الآن فى درء الخطر عن كل المصريين، وللأسف الكثيرون منهم يتعرضون للاهانة والتعدى وما حدث فى مستشفى شبرا العام كما حكى مديرها وائل الجعار الا صورة من نكران الجميل للبالطو الابيض فقد اقدم اهالى مريضة أصيبت بالتهاب رئوى - وليس كورونا - توفاها الله الى كسر جهاز التنفس الصناعى داخل المستشفى فى هجوم بربرى لا مبرر له فالأعمار بيد الله وحده وما أحوجنا الآن إلى جهاز واحد ندعم به لا أن نخسر آخر بسبب جهل وعنف الجهلة وهو ما يجب ان نقف له بكل حزم فلا الوقت حالياً يساعد على استيراد غيره فى ظل الاغلاق التام لعمليات الاستيراد خاصة من الدول الكبرى كأمريكا والصين.

وفى تلك الظروف الصعبة التى نشهدها ويشهدها العالم أبكانى وأبكى الجميع ذلك المشهد المأساوى الذى شهدته احدى القرى التى رفض اهلها دفن طبيبة بمعاش أصيبت بالكورونا الا أنها توفيت متأثرة بالمرض، وهم أهلها بالتوجه لدفنها ففوجئت باهالى القرية يرفضون ان يضمها الثرى حيث عاشت فى مظاهرة غير انسانية لم نتعودها فى مصر ولا تتفق مع اخلاقيات مصر ولا المصريين فى نظرة غير شرعية وغير دينية لا استبعد ان يكون الاخوان وراء هذا التحريض وهو ما جعل قوات الامن تتدخل باستخدام القوة لدفن الشهيدة الراحلة.

مرة أخرى كل التحية للبالطو الأبيض ولكن علينا الحذر فمازال الخطر محدقا وداهما إذا لم ننتبه له.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة