جميل چورچ
جميل چورچ


رؤية شخصية

الميزانية فى عالم متغير

د.جميل جورجي

الأحد، 12 أبريل 2020 - 07:52 م

قلبى مع الدكتور محمد معيط وزير المالية وهو يعد لمشروع الموازنة الجديدة للدولة لأنها تعيش هذه الأيام فى عالم متغير، ولا يعلم إلا الله إلى أين المصير؟.. وبينما كانت الأمور تسير طبيعية وبدأت الدولة تجنى ثمار الإصلاح الاقتصادى، وحالة التقشف التى تحملها الشعب من نوفمبر عام ٢٠١٦ نتيجة التحديات وأهمها مكافحة الإرهاب ودعم الطبقات الفقيرة التى تأثرت كثيراً بارتفاع الأسعار، وقبل هجوم فيروس كورونا بقليل كانت المنظمات الاقتصادية العالمية تشيد بالإنجازات التى حققتها مصر نتيجة برنامج الإصلاح وارتفاع حجم الاحتياطى من النقد الأجنبى، والمشروعات القومية الكبرى فى مجالات الزراعة والإسكان، والصناعة، وقناة السويس الثانية.. وجاء الحصاد من حصيلة الضرائب، والجمارك، وتحويلات المصريين فى الخارج.. وأصبح لمصر جيش يحتل المرتبة العاشرة عالمياً.. وسنداً للشعب بشهادة العالم.

وفاجأ فيروس كورونا العالم.. ولم يترك دولة كبرى أو صغرى.. أو أميراً أو فقيراً، أو رئيس وزراء.. أو طبيباً.. وخرج ليبدد كل المفاهيم العلمية فيقتل الطفل الرضيع، ومن لم يتجاوز عمره ٥ سنوات، وكبير السن!! وينجو منه من تجاوز المائة عام ليترك العلماء فى حيرة.. ويشتد السباق فى مراكز البحث العلمى فى مختلف دول العالم على أمل كشف سر هذا الفيروس الذى اختلف حوله العلماء.

وتصدرت مصر الدول التى هبت لنجدة الأصدقاء فأسرعت بإرسال طائرتين لإيطاليا.. ونجد روسيا أيضاً تهب لنجدة الولايات المتحدة الأمريكية، وتتبعها كوبا.. وبينما الدول تتضامن فى الضراء ونجدة الإنسان أيا كان.. وفى أى مكان.. نجد الرئيس التركى أردوغان يصدر أوامره بوقف تصدير معدات طبية سبق وأن تعاقدت عليها إيطاليا وسددت ثمنها.. ويتكرر المشهد من الحكومة التركية التى أنزلت طائرة محملة بالمعدات الطبية لإسبانيا!! حقاً إنها قمة القرصنة وفقدان الضمير.. وبينما كانت مصر تعد لمشروع الموازنة وتضع القيادة السياسية ضمن أولوياتها رفع الحد الأدنى للإعفاء الضريبى للعاملين فى الدولة، وزيادة الاعتمادات المخصصة للتأمين الصحى الشامل والتعليم.. ومضاعفة أجور الأطباء وبدل العدوى الذين يقفون الآن فى مواجهة هذا الفيروس القاتل الذى يحصد أعدادا كبيرة فى مختلف دول العالم ومصر.. وأيضاً تنفيذ حكم القضاء بصرف فروق العلاوات الخمس للذين تركوا الخدمة للمعاش فى الفترة من ٢٠١٥ وعام ٢٠١٩.. وهناك أيضاً رعاية أكثر من مليون عامل باليومية تم دفع تعويض بطالة لهم.

وعلى المستوى الدولى تكشف التقارير أن هناك ١٨٢ دولة تعرضت لخسائر قاسية إضافة إلى ٨٠ ألف حالة وفاة، وزيادة معدلات البطالة والإفلاس وتعثر التجارة وتراكم المديونيات.. وتقدر الخسائر الاقتصادية بأكثر من ٦ تريليونات دولار نتيجة فقدان خسائر الطيران والسياحة والبترول مما يهدد العالم بدخول مرحلة الركود والحاجة لإعداد سيناريوهات متعددة لأنه لا يعلم ما يخبئه القادم ولكن يبقى الأهم التزام المواطن بالمنزل والنظافة.. وقبل كل هذا أن نرفع أيدينا إلى الله لكى يرفع عنا هذه الغمة ويوفق العلماء التوصل لعلاج من هذا الفيروس القاتل.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة