كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عندما يكون الأب نقمة لأولاده !

كرم جبر

الإثنين، 13 أبريل 2020 - 07:47 م

«لوجين» بنت الفنان الإخوانى الهارب محمد شومان قالت له: «وجودك هو الأذى نفسه»، ونطقت بلسان كل ابن أو ابنة، تركهم والدهم وذهب إلى الخارج، مهاجماً بلده، ومستخدمهم كأوراق ابتزاز، ومتاجراً بأوجاعهم ومزايداً على حياتهم.
لوجين قالت لأبيها فى فيديو نشرته على موقعها «صوت وصورة»: «احنا مش أسرتك، ملناش صلة بيك، رب أسرتنا هى أمي، إنت مش مسئول عننا، أخويا بيحققوا معاه عشان يعرفوا إنه ملوش صلة بيك، لو عايز تعمل أب انزل وواجه، إحنا عايشين هنا محدش بيأذينا، وجودك هو الأذى نفسه».
كلمات انطلقت كالرصاص فى جسد ميت فاقد للإحساس، وتخلى عن مسئوليته كأب يرعى أسرته، ويحتضن زوجته وأولاده، وذهب إلى وكر الشيطان يؤدى مشاهد تمثيلية رديئة لممثل فاشل، لم ينجح فى أداء أدوار الشر.
كلمات ابنة مهمومة بأسرتها وأمها وأخيها، ارتضت الحياة فى بلدها، لا يؤذيها أحد وتتمتع بحياة هادئة، حتى جاء رب الأسرة، وارتدى ثوب الشيطان، وتصور أنه يمثل على بلده وأسرته، ويلعب نفس الأدوار الفاشلة التى كان يؤديها فى السينما.
والفاشل فاشل أينما ذهب، فقد كان ممثلاً مجهولاً، لم يترك بصمة فى الفن، ولكنه يترك بقعاً سوداء على ثياب أسرته وبلده، عندما يمتطى بطولات زائفة، ليست له وليس لها، فلم يعرف عنه يوماً أنه كان مناضلاً أو سياسياً، ولكن مجرد ممثل كومبارس.
ويل لفنان محبط حين يعمل بالسياسة، ولاحظوا نجوم الفن الفاشلين فى تركيا، الذين يحاولون تحقيق ذاتهم بتشويه بلدهم والمساس بسمعته وإيذاء أهاليهم، والمتاجرة بهم.
الفن لا يعرف الأخونة، فهو لغة الضمير والوجدان والإحساس والإلهام والرقى بالمشاعر الإنسانية، وكلها معان يفتقد الإخوان حدها الأدنى، فلم يعرف عنهم سوى العنف والتجهم والقسوة وإنكار الأوطان واللعب بالأديان.
أسوأ درجات الخيانة أن يتحالف المناضل الزائف مع أعداء بلده، فيكون مخلباً قذراً، ويغلف أنيابه وأظافره بشعارات كاذبة، وكلما زاد إحباطه زادت شراسته، وصعَّد هجومه خوفاً من غضب من يوظفه.
أسوأ درجات الخيانة، أن يبيع المناضل الزائف وطنه بالمال، فتتحول الثروة إلى نار تحرقه وتدمر كيانه، فيجرى مشتعلاً هنا وهناك، محاولاً حرق كل ما يقابله، ويزخر التاريخ بمئات القصص والحكايات عن الخونة والخائنين.
لم يسأل شومان وفرقته نفسه وأنفسهم، ما مصيرهم وقد حرقوا كل الطرق إلى وطنهم، ليس مع الدولة أو الأجهزة المسئولة، ولكن مع المصريين الذين أصبحوا هدفاً ثابتاً لحملاتهم المسعورة.
لم يسألوا أنفسهم لماذا تصعد مصر وينهار كل من يناصبها العداء؟.. لماذا أصبحت عزيزة بين الأمم؟.. كيف استردت مكانتها وقوتها رغم أن المؤامرة الكبرى كانت تعتبرها الثمرة الكبرى؟
هل يتخيل شومان وفرقته أن جماعة الشر سوف تعود، فتستقبلهم كما استقبلت القرضاوى كالفاتحين، وهم يركبون خيول الخزى والعار، وتصاحبهم اللعنات أينما ذهبوا؟
سوف يجيء يوم تتصالح فيه الدول أياً كانت الخلافات، ولكن يبقى دائماً فى سجلات العار، الذين باعوا أوطانهم، وارتضوا أن يكونوا «بنادق للإيجار».

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة