مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

أحلى ما فى كورونا

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 13 أبريل 2020 - 07:51 م

 

مايسة عبدالجليل

فى الصين بعد احتواء أزمة وباء كورونا نسبيا فى مدينة ووهان وانحسار حالات الاصابة إلى أربع حالات فقط وأثناء عودة الفريق الطبى إلى مقاطعته وقفت قوات الأمن الصينية لهم على الصفين وأدت التحية العسكرية تعظيما للدور الكبير الذى قاموا به واعترافاً بقيمة الطب والأطباء ونفس الموقف تكررمع طبيب مصرى فى بريطانيا أثناء خروجه بعد انتهاء نوبة عمله بالمستشفى هناك.
أما فى مصر فقد نشر البعض على مواقع التواصل الاجتماعى اسماء وعناوين الأطباء وأطقم التمريض المخالطين والمعالجين للمرضى لا بغرض تكريمهم ولا اعترافاً بجميلهم وهم يعيشون الخطر ويقتحمون الموت ولكن للأسف بغرض نبذهم واجتنابهم والتشهير بهم حتى رأينا دموع طبيبة منعها أهل شارعها من دخول بيتها بدعوى أنها ناقلة للعدوى لا مشروع شهيد.. وشاهدنا ممرضاً يشكو التنمر به وبأهله وقد أصابهم المرض يهيب بالناس أن يتمنوا لهم الشفاء ويكفوا ألسنتهم عنهم حيث يكفيهم ما هم فيه من ألم وقلق.. أما أهالى قرية «شبرا البهو» فلن يمسح اعتذارهم الموقف الشائن للبعض منهم وقد تجمهروا رافضين دفن طبيبة متوفاة اثر اصابتها بفيروس الكورونا فى مدافن أسرة زوجها بقريتهم.. فهل هذا الشعب الذى يتنمر بالطب والأطباء هو نفسه الذى يتسابق لفعل الخيرات ومساعدة منكوبى كورونا!
والحق أنه لو كان لأزمة كورونا من فائدة فهى أنها إلى حد ما عدلت موازين المجتمع المقلوبة لنضع الطبيب فى المكانة التى يستحقها لتظهر قيمة الطبيب كريمة الكريمة المغبون حقه والمسحوق وضعه من عشرات السنين بينما هو يقوم بدوره الإنسانى ويضحى حتى بحياته لخدمة المرضى والأخذ بيدهم إلى طريق الشفاء وقد بح صوته شاكيا ملاليم بدل العدوى وجنيهات المرتب المطالب معها بمواصلة رحلة العلم والتعلم حتى اضطر الكثير منهم للهجرة والرحيل.
إنه الجيش الأبيض الذى يستحق الاجلال والمزيد من الاهتمام الذى بدأته الدولة بالفعل لحماية تلك الثروة البشرية العلمية كتلة الفداء والتضحية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة