أسبوع الشفاء يجري عمليات عيون للمرضى داخل مستشفى كتاراكت للعيون والليزر بأسوان
أسبوع الشفاء يجري عمليات عيون للمرضى داخل مستشفى كتاراكت للعيون والليزر بأسوان


«أسبوع الشفاء» يعيد النور لعيون 18 مريضًا بـ85 ألف جنيه

رضوى حسني

الجمعة، 17 أبريل 2020 - 05:53 ص

 

من بين جدران العتمة يخرج شعاع النور لمرضى العيون،والحياة تعود من جديد بألوانها الطبيعية الجميلة الجذابة، والقلوب ترقص من فرحتها، والبسمة ارتسمت على الشفاه التى تخللتها من لحظة إلى أخرى زغرودة لتعبر عن سعادة أصحابها الذين استعادوا نظرهم مرة أخرى بعدما كادوا على وشك فقدان بصرهم للنهاية،كانت هذه هدية باب «أسبوع الشفا» إلى 18 مواطنا من رجال ونساء من رقيقى الحال بمحافظة أسوان العريقة، فقررت صفية مصطفى أمين رئيس مجلس أمناء جمعية مصطفى وعلى أمين الخيرية وصفاء نوار مدير المشروعات بالمؤسسة ومدير تحرير الأخبار إجراء عمليات لإزالة المياه البيضاء وأخرى جراحية بالعيون لهم بتكلفة تصل إلى 85 ألف جنيه.

داخل مستشفى كتاراكت للعيون والليزرسادت حالة من النشاط والبهجة بهدف بعث الامل مرة أخرى لفاقدى حاسة البصر، واستعدادا لاجراء عدة عمليات منها زرع القرنية وزرع عدسة وتصحيح ابصار والليزك فكست الابتسامة وجوه ملائكة الرحمة الذين بدءوا عملهم  بالتأهيل النفسى للمرضى وبث روح الامل والطمأنينة فى العمليات الخاصة بالعيون حتى اصبحت مع التطور العلمى فى غايه السهولة والبساطة وان نسبة الابصار فيها عالية جدا، وهناك التقينا ببعض المرضى الذين استقبلهم المستشفى لإجراء العمليات الجراحية وكان عددهم 18 مريضا ومريضة.

أحفاد بخيتة

كان النظام والدقة ورفع الروح المعنوية لدى المرضى حتى تختفى ملامح الخوف والرعب من على وجوههم وزرع الأمل فى نفوسهم بنحاح العملية هى أولى الخطوات التى اتبعتها الممرضات ملائكة الرحمة لتجهيز المرضى لدخول غرفة العمليات، فكان من بينهم الحاجة بخيتة حسن التى تبلغ من العمر 70 عاما، أرملة، ولديها إبنة واحدة حاصلة على دبلوم تجارة،ومتزوجة ولديها 3 أطفال وتعيش بخيتة مع ابنتها وأحفادها الثلاث داخل منزل ريفى مبنى من الطوب اللبن مكون من طابقين، كل طابق عبارة عن غرفتين لا تحتويان إلا على بعض الأسرة المتهالكة التى ينام عليها الأطفال ومقعد تجلس عليه بخيتة فى منتصف دارها عند مدخله تتحسس الداخل والخارج لعلها تقضى يومها تأتنس بصخب الصغار وهم يلعبون ويمرحون حولها،وتقول بخيتة مع مرور الوقت بدأ نظرها يضعف ويصعب عليها تمييز الأشياء أو الأشخاص، وعندما ذهبت لزيارة طبيب الوحدة الصحية القريبة من دارها، وحصلت على الدواء ولكنه لم يجد معها نفعا، حتى ساءت حالتها ومع قلة دخلها المادى إذا انها لا تتحصل إلا على سوى 400 جنيه معاش من وزارة التضامن الاجتماعى،وبالكاد يكفى قوت يومها وتساعد بالباقى فى رعاية أحفادها الصغار، فتراكمت المياه البيضاء على قرنية عينيها ولم تعد ترى أحدا تستند على عكازها الخشبى الذى أصبح صاحبها فى عتمتها حتى فى ظل سطوع الشمس بالنهار، فقام أحد جيرانها بمراسلة «أسبوع الشفا» لمعاونة بخيتة السيدة العجوز لإجراء عملية إزالة المياه البيضاء عن عينيها بتكلفة تصل إلى 4 آلاف جنيه، وأضافت بخيتة والبسمة تغازل شفتيها التى اخترقتها زغرودة إلى السماء تجلجل فى أرجاء مستشفى كتاراكت للعيون والليزر بأسوان حتى ظن الجميع بان هناك فرحا يعقد بالمستشفى قائلة بكل فرحة : «هقدر أشوف أحفادى قرة عينى..وسأقوم برعايتهم».

اشباح كامل

أما الحاج كامل عبدالفهيم الذى يبلغ من العمر 67 عاما فترك الزمن قسماته على وجهه الشاحب،فلا ترى فى عينيه سوى رجل كافح وجاهد لرعاية ابنائه، فيقول كامل انه عامل أرزقى على باب الله، ليس لديه مصدر دخل ثابت فكان يعمل عامل بناء باليومية وما يتحصل عليه بالكاد يسد رمق أسرته رقيقة الحال المكونة من ابنائه محمد ونوال وبلال وجميعهم بمراحل التعليم المختلفة بالاضافة إلى زوجته السيدة البسيطة التى تكافح معه فى الحياة لرعاية أبنائهم الصغار،وأشار كامل إلى انه أصيب بمرض السكرى منذ 10 سنوات عندما كان يتسلق احد سقالات البناء،فشعر بفقدان للوعى حتى سقط على الأرض مغشياً عليه،عندها نقل إلى المستشفى واكتشف وقتها انه يعانى من مرض السكرى،أشار إلى انه كان يتهاون فى صحته حتى تدهورت عيناه وأصيب بتجمعات للمياه البيضاء فيها،فقرر ابنه الذى لم يتخط 16 عاما مساعدة والده فى ارسال خطاب إلى «أسبوع الشفاء» لمساعدة والده فى إجراء العملية والتى تصل تكلفتها إلى 4 الاف جنيه،وبالفعل تلقينا الخطاب وتم التوصل إليه لإجراء العملية له،واختتم كلامه « بالحمد والشكرلله..بان نظره يعود من جديد ليرى الأشياء بألوانها الطبيعية الجميلة بعدما تحولت فى عينيه إلى مجرد أشباح بيضاء وسوداء لا يتمكن من تمييزها».

فرحة صباح ببناتها

وبهذه الكلمات «أخيراً هعمل العملية..نفسى أشوف بناتى بفستان الفرح الأبيض وافرح بهن» عبرت صباح سليمان عن سعادتها لأنها سوف تجرى العملية التى ظنت إنها لن تتمكن من إجرائها بسبب عدم توافر ثمن تكلفتها معها، وتقول صباح 55 عاما بان زوجها توفى عنها منذ 10 سنوات ولم يكن لديه مصدر دخل ثابت، حتى انها تتحصل على معاش ضمان اجتماعى وقدره 400 جنيه فقط لا غير،وتعيش بها مع ابنتيها نوران 20 سنة مخطوبة وأميرة 18 سنة، وتقول كنت أعمل بإحدى ورش الخياطة لتصنيع الملابس لكى اتمكن من رعاية بناتى بجانب المعاش وظللت منكبة على ماكينة الخياطة لسنوات طويلة حتى وقعت لى حادثة بعد دخول سن إبرة الماكينة إلى عينى، وكان نظرى فى ذلك الوقت قد ضعف فعليا بسبب تجمعات المياه البيضاء عليها، وطالبنى الطبيب بسرعة إجراء العملية حتى لا أفقد الأمل فى استعادة بصرى، وأضافت والدموع تنهمر من عينيها وبنبرة صوت حزينة يتخللها الحسرة والالم « كل أملى أرى بناتى عرائس بالفستان الأبيض فى الكوشة مع أزواجهن « وأشارت إلى أنها كانت تدعو الله ليل نهار حتى يهديها السبيل لإجراء العملية وبالفعل، وجاءها أحد فاعلى الخير الذين يساعدونها على رعاية بناتها بعدما تركت الشغل بورشة تصنيع الملابس،وأرسل لها خطابا «لأسبوع الشفا « وبالفعل تم التواصل مع منال وإجراء الاستعدادات النهائية لتجرى العمليات بتكلفة تصل إلى 4500 جنيه.

عائشة الشقيانة

بينما للشقيانة عائشة أحمد سليم التى تبلغ من العمر 55 عاماً حكاية أخرى حيث اعتادت منذ صغرها على الغزل وصنع الحقائب والكابات والسجاد اليدوى المصنوعة من خيوط الكليم ومنتجات أخرى تجذب السياح، فكان لديها قدرة فائقة على مزج الألوان معا، لتخرج وكأنها تعزف مقطوعة موسيقية جميلة تخطف انظار المواطنين فيزداد الاقبال عليها وخاصة السائحين،فكان من يراها ينبهر بألوانها الجميلة وبالايدى الماهرة التى صنعت تلك المنتجات، وتقول عائشة بانها قبل الغزل تقوم بصبغ الخيوط بالألوان التى تريدها أى انها تقوم بعمل عملية التصنيع من بدايتها الأولى،وأشارت إلى أنها فقدت مع الوقت بصرها بسبب المياه البيضاء التى تجمعت على قرنية عينيها،والتى تسببت فى تركها لعملها مصدر دخلها الوحيد لرعاية أبنائها، وأوضحت عائشة بانها تشعر بفرحة طفل صغير فى أول أيام العيد احتفالا بالعيدية، لأنها أخيرا سوف تجرى العملية التى طال انتظارها،وسترى الأشياء بألوانها الحقيقية الجميلة، كما اعتادت رؤيتها وليست ألوانا رمادية بلا ملامح، وستعود لعملها من جديد.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة