إجراءات الوقاية.. مازال الوقت مبكرًا للتغلب على كورونا
إجراءات الوقاية.. مازال الوقت مبكرًا للتغلب على كورونا


التجربة الألمانية| رغم اختبارات المناعة وإجراءات الوقاية مازال الوقت مبكرًا للتغلب على كورونا

آية سمير

الجمعة، 17 أبريل 2020 - 01:37 م

على الرغم من النجاح النسبي الذي حققته ألمانيا في التعامل مع فيروس كورونا المستجد حتى الآن والمتمثل في نسبة الوفيات المنخفضة نسبيًا -مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة- فإن البلد ماتزال بعيدة عن التوصل إلى لقاح لعلاج الفيروس أو حتى من تطوير مناعة جماعية يمكن بها التغلب على كوفيد-19.

نقل موقع دير شبيجل الألماني، الجمعة 17 أبريل تصريحات توماس فينر، رئيس مختبر فينر وكوليجن بمدينة هامبورج، التي أكد فيها أن نتيجة الاختبارات التي قامت بها الحكومة الألمانية لاختبار الأجسام المضادة التي طورها المواطنين الألمان جراء فيروس كورونا تصل لحوالي 3.4 % ممن تم اختبارهم.

وهو الأمر الذي يضعف احتمالية أن يكون عدد من المصابين قد تغلبوا على الفيروس بالفعل بدون أن يظهر عليهم أعراض.

وأشار في تصريحاته إلى أن المعمل كان يقوم باختبار عينات الدم على مدار الثلاثة أسابيع السابقة، حيث تم تقييم ما يقرب من 1.300 عينة حتى الآن.

وعلى الرغم من تصريحاته، يشير دكتور فيتز إلى أنه من المبكر جدًا تعميم الحكم على ألمانيا أو حتى أوروبا كلها، لأن الفيروس سجل انتشاره وظهوره الأول في أوروبا خلال شهر فبراير، ولذلك فإن الصبر ما يزال مطلوبًا للوصول إلى نتائج أكثر دقة.

وأوضح فيتز أن الاختبارات التي يجريها المعمل تحاول التوصل للأجسام المناعية التي يطورها الجسم خلال عمله على هزيمة الفيروس والتي في الغالب يتم تكوينها بعد فترة من تخلص الجسد من الفيروس بشكل كامل، "لذلك قد لا تُظهر كل التحليلات التي نجريها اليوم أن كل الأشخاص تمكنوا من تطوير أجهزة مناعية مضادة للفيروس في أجسامهم، لكننا على الأقل سنتمكن تحديد عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس من خلال هذا التحليل".

ولفت إلى انه لن يكون منطقيًا ان تجري المانيا اختبارات للأجهزة المناعية لكل الشعب الألماني،: "فإذا كان اختبار الـPCR الخاص بك إيجابي، فأنت على الأرجح لا تحتاج لمعرفة إن كان جسدك قد طور أجسام مناعية مضادة أم لا، كما أن الأدوات التي تصنعها ألمانيا حتى الآن للاستخدام في اختبارات الأجهزة المناعية ماتزال منخفضة نسبيًا، فنحن لا نستطيع إجراء أكثر من 1400 تحليل يوميًا."

ووفقًا للموقع فإن تطوير مناعة جماعية لدى الشعب الألماني يتطلب على الأقل إصابة من 60 إلى 70% من الشعب بالكامل، وهو أحد الحلول التي يمكن بها التغلب على الفيروس على جانب تطوير لقاح يثبت فعاليته في مواجهته، ماعدا ذلك، فإن العالم مازال بعيدًا عن التغلب على الفيروس التاجي المستجد سريع الانتشار.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعلنت بدء تخفيف القيود المفروضة في البلاد بداية من 4 مايو القادم، والتي ستتمثل في البدء التدريجي بفتح المدارس، إلا أنه حتى ذلك الوقت ستبقى الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها منذ مارس الماضي سارية.

جدير بالذكر أن المانيا تعتبر واحدة من أول البلاد الأوروبية التي اتخذت إجراءات احترازية في مواجهة الفيروس الأمر الذي ساعد على إبقاء نسبة الوفيات منخفضة نسبيًا مقارنة بعدد الإصابات المرتفع، حيث وصلت عدد الإصابات في ألمانيا إلى 138,217 حالة، توفي منهم 4,098، بنسبة تبلغ 2.9% بينما سجلت نسبة وفيات ايطاليًا 13.12% واسبانيا 10.5% وبريطانيا 13.3%.

وفي نهاية شهر مارس الماضي كانت ألمانيا قد أعلنت انها تدرس إمكانية إجراء تحليلات لما يقرب من 100 ألف شخص ممن أتموا شفائهم من فيروس كورونا المستجد، وفي حال التأكد من أن أجسادهم طورت أجسام مضادة للفيروس فإنهم سوف يصدرون ما يسمى بـ"شهادات للمناعة" تسمح لهم بالتنقل في المناطق المفروض عليها حظر بسبب تفشي الوباء.

وقال موقع دير شبيجل في ذلك الوقت أن الأشخاص الذين يثبت حملهم لأجسام مضادة للفيروس هم الأكثر قوة وقابلية لتطوير مناعة ضد المرض.

تاكسي هايدلبرج

شهدت مدينة هايدلبرج الألمانية تجربة فريدة من نوعها لمواجهة فيروس كورونا بين المواطنين، أطلق عليها الناس تجربة "تاكسي كورونا".

وهي مجموعة من الأطباء الذين يرتدون بدلاتهم الوقائية يجوبون شوارع المدينة الخالية -والتي يلتزم سكانها بتعليمات الحكومة الوقائية-، لزيارة مرضى فيروس كورونا الذين تم اكتشافهم من خمسة على ستة أيام، لمعروفة مدى تطور حالاتهم في مواجهة الفيروس، واخبارهم إن كانوا بحاجة للذهاب إلى مستشفى من أجل تلقي عناية طبية أفضل.

وتعليقًا على هذه المبادرة قال هانز جورج كروسليتش، رئيس قسم الفيروسات في المستشفى هايدلبرج، لصحيفة نيويورك تايمز، إن الكشف على المرضى في نهاية الأسبوع الأول من تشخيصهم يعطى الكثير من المؤشرات، "فإن كان المريض يعاني من فشل رئوي، ستبدأ حالته في التدهور خلال هذه الفترة."

ويوضح تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "الاستثناء الألماني.. لماذا تحافظ البلاد على معدل وفيات منخفض؟"، إن مبادرة تاكسي كورونا هي واحدة من ضمن عدد من المبادرات في مدينة هايدلبرج والمنيا بشكل عام، لكنها تعكس مدى الالتزام والمسئولية في مكافحة الوباء.

واختتم التقرير لافتا أنه إلى جانب كل المبادرات والقرارات التي تم اتخاذها فهناك سبب مهم آخر أبقى معدلات الوفاة منخفضة، وساهم في جعل التجربة الألمانية ناجحة نسبيًا في مواجهة فيروس كورونا، هو ببساطة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.

حيث قال هانز جورج كروسليتش في تصريحاته إن قرارات ميركل كانت قوية وحازمة في إدارة الأزمة، الأمر الذي رفع رصيدها في المانيا، وطور الثقة بين المواطنين والحكومة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة