صورة موضوعية
صورة موضوعية


بركة العلم في الطبيب المصري

بوابة أخبار اليوم

السبت، 18 أبريل 2020 - 06:40 م

 

ونحن نعيش هذه الأيام أصعب المواجهات محليا ودوليا لعدو خفي فاجئنا باقتحامه لعالمنا دون سابق إنذار فأغلق في وجهونا رؤية الأحباب وحرمنا من الصلاة في مساجدنا والطواف حول الكعبة.. فإننا نحمد الله تعالى أننا نملك جيشا حقيقيا من الأطباء والتمريض يتصدون بصدورهم ويقدمون حياتهم للحيلولة من وقوعنا أسرى هذا العدو الخبيث. ولعلي لا أكون مبالغا إذا ما قلت إن جيش مصر الطبي منتشر في جميع أنحاء العالم يواجه هذا الوباء بما منحه الله من بركة العلم والاجتهاد.. انظروا حولكم  لخريطة العالم ستجدوا ابنائنا في كل مكان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

هذا الجيش الأبيض هم فلذة أكبادنا النابهين نتاج التعليم المجاني (المفترى عليه).. يزيلون الفزع والرعب الذي تمكن منا.. فما التقيت احد منهم إلا وجدته في منتهى الثبات والقوة في أن الله لن يخذلهم في هذه المواجهة؛ ولما لا والطبيب المصري أقوى أطباء العالم ثقة في النفس وطاعة لله.

بركة العلم يهبها الله لمن يشاء.. فمنذ 25 سنة كان يعمل معي بأحد المشروعات الزراعية مهندس زراعي (اخرس) ؛ وشاهده ضيفي بمكتبي استشاري القلب وهو يكتب لي مايريده وهو يسمع مني وسألني ما اخرس هذا الرجل ؛ فرد الأخرس كتابة انه فقد النطق بعد حادثة قتل أمام عينيه منذ 20 عاما ؛ ولم يترك أهله طبيبا أو مستشفى إلا زاره ولم يجدي العلاج ؛ فرضي بحاله وامتثل لأمر الله.. طلب مني الطبيب إرساله له بمستشفى القصر بالمنوفية ؛ وكتب الأخرس لي: «ماذا تفعل الماشطة في الوش العكر.. أنا حظي كده».. فقلت له لن نخسر شيئا «اهى محاولة ياصابت ياتنين عور».

ذهب الأخرس للطبيب وبعد ساعتين فوجئت بالسكرتيرة تقول لي الأخرس على التليفون.. وأنا في ذهول من هول المفاجأة الأخرس نطق.. وبعد أسبوعين جائتني زوجته تشكو قائلة: ليه يادكتور الراجل كان كويس ومطيع  وهو اخرس!  دلوقتي مش عارفه ألمه!.. ولما حكيت الواقعة لأستاذنا الدكتور إبراهيم بدران القطب علامة الطب والجراحة في مصر رحمه الله فقال: إنها بركة العلم في الطبيب المصري.

بارك الله في جيشنا الأبيض وحماهم وراعاهم وجزاهم عنا خير الجزاء ...ألا قد بلغت اللهم فاشهد.

 

بقلم: دكتور الشوادفى منصور شريف الاستاذ بجامعة المنوفية ومستشار وزير التعليم العالى .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة