كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

تحرير سيناء

كرم جبر

السبت، 18 أبريل 2020 - 07:22 م

لم تسترد مصر سيناء لتسلمها لحاكم «نيوتن»، وفى ذكرى تحريرها «25 أبريل»، تزداد موجات الغضب ضد كل من يتبنى مثل هذه الدعاوى المشبوهة.
أجمل عبارة ما زالت فى الآذان بعد حرب اكتوبر المجيدة: «سيناء، نحن عدنا بعد ست سنين، وهتفنا أما شدك للرجوع حنين».. الأرض للمصريين حياة أو موت، خصوصاً تلك البقعة المقدسة بالتضحيات والإيمان.
>>>
كورونا.. إلى متى ؟
وجهنا اللوم لآلاف المصريين الذين نزلوا العتبة بحثاً عن لقمة العيش، ولم يلم أحداً آلاف الأمريكيين الذين ملأوا الشواطئ والشوارع، بعد إطلاق ترامب مبادرة «تحرير» أجزاء من أمريكا من قبضة كورونا.
مصر كانت سباقة عندما أعلن الرئيس السيسى مبادرة العودة إلى العمل، باشتراطات احترازية شديدة، وعبر عن ذلك بعبارة موجزة «التعطل قد يكون أخطر من الفيروس».
ولم نسمع دولة مهما كانت غنية، أن قررت تقديم منحة للمتعطلين، صحيح أن المبلغ 500 جنيه لمدة ثلاثة شهور قد يكون زهيداً مع احتياجات الحياة، ولكن كما يقول المثل «ما لا يدرك كله لا يترك كله».
إلى متى؟
كلما طال زمن كورونا، تأخذ قدرات الدول فى الضعف والانهيار، ولن تجد الشعوب مخرجاً إلا الانطلاق فى الشوارع والعودة إلى العمل، فليس هناك خيار: إما الموت جوعاً أو بكورونا.
>>>
هل تسقط الرأسمالية بعد كورونا ؟
كانت الرأسمالية أملا للحالمين بالعدالة والحرية والمساواة والرفاهية، فجاءت كورونا وجرفت فى طريقها المبادئ والقيم التى قامت من أجلها الرأسمالية.
انكشف الغطاء عن أغنى الدول وأقواها أمام الفيروس الضعيف، ولم تستطع أن تحمى نفسها أو شعوبها من مخاطره الجسيمة، واكتفت بتوجيه النصائح «إبقوا فى منازلكم»، وربما لأول مرة فى التاريخ تكون مواجهة الأرمات بالهروب إلى المنازل.
فشلت أغنى الدول فى تقديم إعانات البطالة التى كان يتباهى بها النظام الرأسمالي، وعجزت عن توفير الكمامات والقفازات، بينما كانت وعودها الرعاية الصحية الكاملة.
لم يكن لدى كثير من حكومات الدول الرأسمالية، رصيد تستند عليه لمواجهة الأزمة، فالأعمال كلها فى يد المستثمرين ورجال الأعمال، فلما عجزوا امتنعوا عن دفع الضرائب، فتصدع العمود الفقرى لموارد حكومات الدول الرأسمالية.
وكشرت الرأسمالية عن أنيابها وأظافرها، فاستسهلت التخلص من العمالة وطرد العاملين، والأسعد حظاً تخفيض الرواتب إلى النصف، فالرأسمالية لها جيبان أحدهما تدخله الأموال والآخر تصرف منه، ولا تعرف غير الأرقام.
كورونا ستجبر العالم على تبنى سياسات جديدة غير الرأسمالية، ولكن لن تعود الاشتراكية أو النظام الشيوعي، لأن العالم لن يتخلص من السيء للأسوأ.
يتصاعد الحديث عن عودة دور الدولة الرشيدة، التى تحدث توازناً لمعادلة الحكم، بين قوتها كدولة وبين قوة الاقتصاد الحر، بعد أن انكشفت سيئات تخلص الدول من بعض الأنشطة الاقتصادية التى تمنحها القوة والقدرة.
المتعطلون والجوعى والمعذبون فى الأرض، سيكونون الرقم الأهم فى معادلة النظام العالمى فيما بعد كورونا، وكلما امتد بقاؤها زادت مخاطرها وأهوالها.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة