الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث وخدمة المجتمع
الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث وخدمة المجتمع


خاص| وكيل الدعوة بالأزهر يرد على تصريحات زيدان حول عدم وجود مؤسسات دينية 

إسراء كارم

الإثنين، 20 أبريل 2020 - 02:42 ص

 

علق الدكتور محمود الصاوي، وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث وخدمة المجتمع، على تصريحات الدكتور يوسف زيدان الأخيرة بخصوص المؤسسات الدينية، قائلا إنه في الوقت الذي  تدعو فيه الدولة الي ضبط الخطاب الديني والفقهي والقضاء على الفوضى والعشوائية في الإفتاء، لقطع الطريق على الفتاوى الشاذة والمتطرفة، خرج علينا بهذه الدعوى الغريبة التي تجعل مطالبا بإلغاء المؤسسات الدينية وعدم اعتبارها والقول بأنها فكرة دخيلة على الإسلام.

وأضاف «الصاوي» خلال تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم» أن المؤسسية والفكر المؤسسي أحد المداخل المهمة والمؤشرات القوية على تقدم الشعوب والمجتمعات والحضارات، وكانت سمة بارزة لحضارتنا الإسلامية منذ نشأتها الأولى بدأت بواكيرها وأسسها على يد الرسول الأكرم والنبي الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، متسائلا: «لماذا يسعى الدكتور زيدان لسلب هذه الميزة الواضحة والسمة البارزة من حضارتنا الإسلامية، بخلاف الحقيقة أهي الرغبة في الانتقاص من شأن حضارتنا وهويتنا ونظمنا الإسلامية أم ماذا؟».

واستكمل تصريحه: «لمصلحة من يتم الحديث بهذا الحديث غير العلمي في هذه الآونة بالذات؟، في الوقت الذي تصطف فيه كل المؤسسات الوطنية لمواجهة التشدد والغلو والإرهاب وقطع الطريق على التطرّف والشذوذ، ولا يمكن ذلك إلا بالتفاف الأمة والمجتمع حول مؤسساتها الدينية ثقة في خطابها ومسؤوليتها الدينية والشرعية والوطنية من جهة وتخلصا من شباك الخطاب الداعشي والقاعدي ومن يناصرونه من جهة أخرى».

وأكد: «أقولها بفم ملآن، هذا كلام مجاف للحقيقة وحديث مكرر ومجانب للصواب والدليل أننا إذا تأملنا واقع المجتمع صدر الإسلام في عهد النبوة والخلاقة الراشدة، باعتبار أنها المرجعية الأساسية المعتمدة للمسلمين تبرز أمامنا ثلاثة مؤسسات كبرى في العهد النبوي، قاعدة انطلاق للمؤسسية وللفكر المؤسسي الذي التزمت به الأمة بعد ذلك».

وأوضح الدكتور الصاوي، أن هذه المؤسسات، هي:

١ - المهاجرون الأولون:

اختزلوا في العشرة المبشرين بالجنة، وهذه ليست وظيفة وعدد المبشرين بالجنة  أكبر من ذلك بكثير في أحاديث عديدة، وهي في الواقع إحدى الموسسات الدستورية السياسية التي قامت عليها الدولة وكانوا زعماء وقادة بطون قريش، وهم ساداتنا أبو بكر من تيم، وعمر من عدي، وعثمان من بني أمية، وعلي بن أبي طالب من هاشم، أبو عبيدة من فهر، والزبير بن العوام من أسد، وطلحة من تيم، وسعد من زهرة، وعبد الرحمن بن عوف من زهرة، وسعيد بن زيد من عدي، وهؤلاء كانوا موسسة سماها أبو بكر مؤسسة الأمراء.

وكان لهذه المؤسسة وضعية خاصة كانت بيوتهم تحيط بالمسجد النبوي مقر إدارة الدولة، وتفتح أبوابهم على المسجد ومكانهم في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكانهم في الحرب أمامه.

فنحن أمام موسسة لها اختصاصاتها الدستورية والسياسية والقانونية ترشح للخلافة وتعقد البيعة الأولى ثم البيعة العامة وهي موسسة الأمراء يختار منها الخلفاء ومعها الموسسة الثانية .

٢ - مؤسسة النقباء الاثنى عشر

وتكونت «مؤسسة الوزراء» في بيعة العقبة، والذين عقدوا بيعة العقبة كانوا خمسة وسبعين رجلا وامراتان، والمرأة شاركت في عقد تأسيس الدولة الإسلامية وهي  أعلى مستويات الولاية السياسية قبل ١٤٠٠ سنة، فولدت مؤسسة النقباء بالانتخاب من بيعة العقبة.

٣ - مجلس شورى السبعين

مؤسسة سياسية واستشارية، وكان مجلس شورى الدولة الإسلامية يجتمع في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بمكان محدد في أوقات انعقاد محددة.

- مؤسسة الوقف :

وهي المؤسسة الأهلية الأم التي تولت صناعة الحضارة الاسلامية وتجديد الحضارة الإسلامية، والذي بدأ هذه المؤسسة هو سيدنا رسول الله صليى الله عليه وسلم .

- مؤسسة الحسبة

وضمن مسؤولياتها الأسواق والتجارات وغير ذلك، وتوزعت مهامها حاليا على عديد من الوزارات، كالتموين والصحة والرقابة عليى الصناعات الغذائية وغير ذلك.

وأشار إلى أنه حتى الفرق الإسلامية كانت مؤسسات لها قادتها وأتباعها ونظامها ومبادئها وأعضاؤها، والأزهر الشريف عبر تاريخه كان مؤسسة كبرى بها أربعة مذاهب، لكل مذهب شيخ وتلاميذ وأتباع ومناهج.

وذكر أن فكرة المؤسسية لصيقة بالدعوة الإسلامية لأن الإسلام دين الجماعة، وهو الذي أسس أمة وأقام حضارة من أعظم حضارات الدنيا، وإن كانت هناك أفول في أيامنا هذه، فإن هذه دورة حضارية كل حضارة تأخذ دورتها وتظل في مقعد القيادة والسيادة طالما التزمت بسنن الله الكونية، ولَن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة