الإثنين، 20 أبريل 2020 - 07:21 م

ضحايا فيروس «كورونا» فى الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن تجاوز عددهم الأربعين ألفاً. ومع ذلك فالرئيس الأمريكى «ترامب» فى آخر تقديراته يقول إن العدد الإجمالى لضحايا «كورونا» حتى الخلاص منه لن يتجاوز ستين ألفاً. وهو ما يعنى بالمعدلات الحالية (٢٠٠٠ حالة وفاة يومياً) إن الوباء سيختفى من أمريكا قبل نهاية هذا الشهر!!
معظم الخبراء يعارضون هذه التقديرات، والانقسام حولها موجود حتى داخل الفريق الرئاسى الذى يدير الأزمة مع ترامب. لكن الرئيس الأمريكى يطرح الأمر بهذه الصورة لأن عينه على أول مايو الذى يريده موعداً لبدء العودة التدريجية للنشاط والتخفيف من إجراءات الإغلاق.
يريد ترامب أن يتدارك الأمر قبل موعد الانتخابات الذى يداهمه.كان «قبل كورونا» يعتمد على النجاح الاقتصادى الذى تحقق ويعتبره كافياً للنجاح فى الانتخابات القادمة. الآن تتغير الأوضاع.البطالة تحقق أرقاما قياسية، والنشاط الاقتصادى يتراجع بنسبة هائلة والخسائر فادحة، والتحذيرات تتصاعد إلى الأسوأ إذا طالت الأزمة.
الخلاف حول إعادة فتح النشاط الاقتصادى موجود فى العالم كله لكنه فى أمريكا يقترن بالانتخابات وتحيط به الأسئلة المطروحة حول أداء الإدارة خلال الأزمة. والمشكلة تزداد تعقيداً مع الخلاف المتصاعد بين ترامب وعدد كبير من حكام الولايات الذين يملكون القرار بالنسبة لموعد عودة النشاط والذين يبدون التحفظ على العودة السريعة خوفاً من أن يتحول الأمر لكارثة، ويستعينون بآراء خبراء يشاركونهم الرأى فى مقدمتهم كبير خبراء الصحة وعضو الفريق الرئاسى الشهير «الدكتور فاوشى» الذى لا يشارك ترامب فى التعجل باستعادة النشاط.
الخطير فى المشهد أن ينزل أنصار ترامب فى مظاهرات ضد حكام هذه الولايات، وأن يعلن ترامب تأييده بتغريدات تشجع على «تحرير» هذه الولايات. المشهد يقول أن أمام أمريكا شهوراً صعبة للغاية. الأزمة تحتاج لتوحيد الجهود، لكن أمريكا لم تكن منقسمة على نفسها كما هى اليوم!!