كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

حتى لا ننسى !

كرم جبر

الإثنين، 20 أبريل 2020 - 07:29 م

مصر هى القوة الناعمة، المكونة من مزيج الثقافات والحضارات على مر التاريخ، فأثمرت فنونا وآدابا ورقيا يشع نوره على دول وشعوب المنطقة، وسط ضجيج التكفير وصليل السيوف وقرع الدفوف.
لم ينجحوا فى وأد استنارة طه حسين والعقاد، ولا أن يستبدلوا وطنية الشيخ المراغى وانفتاح محمد عبده، بخيانات القرضاوى والأراجوز وجدى غنيم.. ولم تستطع «أم أيمن» أن تمحو ذكرى «هدى شعراوى».
وفشلوا فى إسكات صرخة أم كلثوم وهى تشدو «أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى»، وعلا صوت عبد الوهاب يغازل معشوقته مصر «ليه بس ناح البلبل ليه، فكرنى بالوطن الغالى».
>>>
حتى لا ننسى..
نتصالح مع من يحتكرون الإسلام،ويعتبرون أنفسهم المؤمنين، وغيرهم من المصريين كفارًا ورويبضة؟.. وهل نعيد ابتلاع خدعة خبيثة ظاهرها العذاب، وباطنها أيضًا العذاب ؟
ورغم ذلك تطل علينا كتابات مشبوهة، تحاول ايجاد « خرم ابرة « لينفذ هؤلاء من جديد إلى المجتمع، واذا جربناهم مرة ثانية، سيكون مستحيلا استرداد الوطن من قبضتهم، مهما كانت التضحيات.
لا ننسى أن من قاموا بالمصالحة والمراجعة، وهم فى السجون، كانوا أول من تنكر لها فور إطلاق سراحهم بعد 25 يناير، وعاصم عبدالماجد، مؤلف كتب المراجعة، أنكرها تمامًا، وأعلن فخره بقتل السادات، وكانوا المحرضين لكل أعمال العنف والتخريب، وتوعدوا خصومهم السياسيين بالقتل إذا خرجوا فى 30 يونيو، وأن يلقوا جثثهم للكلاب الجائعة.
أطرح سؤالًا: هل قدم الإخوان بادرة واحدة تثبت وطنيتهم؟، هل توقفوا عن تمويل العمليات الإرهابية أو حتى أدانوها؟، هل شجبوا قتل جنودنا وضباطنا فى سيناء؟، هل خففت آلاتهم الدعائية العدائية الهجوم على مصر؟.
وعن أى مصالحة يتحدثون، وقياداتهم الهاربة فى الخارج يتآمرون ضد بلدهم، حتى فى ازمة كورونا قاموا بتحريض الناس على الشر وكأنها لعبة توزيع أدوار متفق عليها، يتم ترويجها فى أوقات محسوبة للانتقام من المصريين عقابا على خلعهم من الحكم.
المصالحة مع الإخوان» خدعة خبيثة، لأنها تريد إظهار جماعة ارهابية كقوة مساوية للدولة، ويجلس الاثنان على مائدة التفاوض للتصالح، وكأنهما كانا فى حرب بين دولتين، وخرجا لإبرام اتفاقات الصلح، وتقديم تنازلات متبادلة حسب ما يحققه كل طرف على أرض الواقع.
المصالحة عند الاشرار لها معنى واحد هو الإفراج عن قياداتهم فى السجون، الذين يحاكمون على ذمة قضايا جنائية، وصدرت ضد بعضهم أحكام، فالمقصود هو الخروج من السجون وليس قبول الآخر والتعايش السلمى فى المجتمع.
الأمر المهم أن الإخوان ليسوا طبقة لها امتيازات فوق الشعب المصرى، فلماذا يطالب ثعالب المصالحة بوضع خاص لجماعة ارهابية،وإذا عممنا ذلك سيأتى وقت تتميز فيه التيارات السياسية والدينية، التى تضرب بالدولة والقانون عرض الحائط، فنصل إلى فوضى عارمة، قوامها التنازل عن هيبة الدولة وسلطتها واحترامها، وتفصيل أوضاع قانونية على مقاس كل ارهابى يحمل السلاح.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة