عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

كورونا يصيب العالم بالفقر !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 20 أبريل 2020 - 07:45 م

رغم اننا لا نعرف الا القليل عن فيروس كورونا المستجد حتى الان الا اننا صرنا جميعا نعرف انه يصيب الانسان فى مقتل اذا كانت مناعته ضعيفة، وذلك بعد ان يدمر رئتيه ويوقف اعضاء الجسم عن القيام بوظائفها الحيوية.. غير اننا علينا ان نعرف انه يصيب المجتمعات بالفقر وبقسوة لا تقل عن قسوته على كبار السن واصحاب الأمراض المزمنة.
فهو لانه من بين فيروسات عائلة كورونا هو الأسرع انتشارا فقد فرض اتخاذ إجراءات احترازية كان من بينها إجراءات ما سمى بالغلق الاقتصادى.. اى توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية الصناعية والتجارية، والزراعية ايضا.. وقد أفضى ذلك لاصابة الاقتصاد العالمى بركود عميق طبقا لتقديرات صندوق النقد العالمى، خاصة وانه كان قبل هجوم هذا الفيروس المستجد يعانى من تباطؤ فى النمو وعلى مشارف ازمة جديدة.. وسوف يكون نتيجة ذلك اتساع ظاهرة الفقر فى العالم، وانضمام اعداد جديدة من الناس إلى قوائم الفقراء الذين يعانون الحرمان والعوز وعدم القدرة على توفير احتياجاتهم الاساسيةَ، من الغذاء والمسكن والملبس وبقية الاحتياجات الاخرى الضرورية مثل مياه الشرب النقية والصرف الصحى والكهرباء والطاقة والتعليم والصحة
فهذا الركود العميق الذى اصاب الاقتصاد العالمى سوف تعانى كل دول العالم من تداعياته السلبية.. حيث يتوقع صندوق النقد الدولى ان تحقق نحو ١٧٠دولة نموا سلبيا خلال العام الحالى، اما مجموعة الدول القليلة التى سوف تحقق نموا ايجابيا، ومنها مصر، فان الصندوق يتوقع ان تنخفض فبها معدلات النمو الاقتصادى إلى أكثر من النصف.. وكل ذلك سيجلب للعالم مزيدا من الفقراء الذين سوف يفقدون دخولا كانوا يحظون بها من قبل، لفقدانهم أعمالهم، وبالتالى سيعجزون عن تدبير احتياجاتهم الضرورية.
ورغم انه من المبكر تحديد ورصد الزيادة فى اعداد الفقراء بالعالم نتيجة التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا لانا لا نعرف متى تحديدا سوف يتمكن العالم من السيطرة على هذا الفيروس سريع الانتشار، الا ان ثمة توقع للخبراء الاقتصاديين بانها لن تكون زيادة محدودة او قليلة.. وهناك منظمة خيرية عالمية هى منظمة اوكسفام توقعت ان يزيد عدد فقراء العالم الذى يعيش الواحد منهم على اقل من خمسة دولارات ونصف الدولار فى اليوم بحوالى نصف مليار شخص نتيجة الجائحة وما اقترنت به من إجراءات غلق اقتصادى، فى الوقت الذى كان العالم يتطلع فيه إلى تخفيض اعداد الفقراء، خاصة من يعانون فقرا مدقعا، اى الذين لا يحصلون على الحد الادنى الضروروى من الغذاء
ولعل ذلك يفسر لماذا يتعجل عدد من قادة العالم إنهاء الاجراءات الاحترازية، المتعلقة بالغلق الإقتصادى، لانهم يبغون تخفيض الزيادة المتوقعة فى اعداد الفقراء فى بلادهم، مع المحافظة على ما يسمى بالتباعد الاجتماعى مع الزام كبار السن واصحاب الأمراض المزمنة منازلهم.. وقد وصل الامر إلى حد قيام الرئيس الامريكى بتحريض اهالى بعض الولايات الامريكية التى يصر حكامها على استمرار الاجراءات الاحترازية على التظاهر ضد هذه الاجراءات !
لكن حتى لو تم إنهاء هذا الغلق الاقتصادى فى غضون الشهرين المقبلين كما يخطط عدد من قادة العالم ، فان ذلك لن ينهى معه ازمة الركود الحاد التى اصابت الاقتصاد العالمى.. بل ان صندوق النقد الدولى لا يتوقع انفراجا لها قبل عام ٢٠٢٣، اى فى غضون ثلاث سنوات.. وهذا يفرض على الدول توسيع الحماية الاجتماعية للفقراء، وهم من يعيشون على هامش خط الفقر حتى لا يسقطوا تحته.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة