أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

لا.. يا شيخ !!

أسامة السعيد

الإثنين، 20 أبريل 2020 - 07:52 م

 

أعرف شخصا يصر يوميا على أن يتحف جيرانه وزملاءه فى العمل عبر العديد من جروبات الواتساب برسائل دينية مجهولة المصدر، بعضها يدعو إلى إحياء العبادات والحرص على الأذكار، لكن بعضها الآخر مفخخ وملىء بالفتاوى المتطرفة. فقبيل الأعياد القبطية ينشط الرجل ويكثف من أنشطته «الواتسابية» ويبعث بعشرات الفيديوهات الداعية إلى عدم تهنئة الأقباط بالعيد، دون النظر إلى آراء العلماء الثقاة فى هذا الأمر، ودون اعتبار أن بعض جيرانه فى السكن أو فى العمل من المسيحيين، الذين يؤلمهم ذلك الموقف، لكنهم يؤثرون الصمت.
ذلك الرجل الذى لا يلقى أو يرد السلام على جيرانه غير الملتحين، متجاهلا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أفشوا السلام بينكم»، ينشط بكثافة منذ قرار تعليق الصلاة فى المساجد بسبب فيروس كورونا، ويصور الأمر على أنه حرب على الإسلام، متناسيا أن القرار جاء لحماية الناس فى المقام الأول، وشمل كل دور العبادة الإسلامية والمسيحية، بل سبقتنا إليه دول مثل المملكة العربية السعودية التى أوقفت الصلوات بالحرمين الشريفين، إلا أن الرجل يصر على انتقاد القرار المصرى بتصميم غريب.
وطبعا لست بحاجة إلى الحديث عن مصير أى حوار جاد أو عقلانى مع مثل هذا الرجل، فسرعان ما يحول الأمر إلى صراع بين الكفر والإيمان، وليس تبادلا أو نقاشا لوجهات نظر يمكن الاتفاق أو الاختلاف حولها.
وإذا بحثت فى هاتفك، ستجد الكثير من هذا النموذج فى مختلف الجروبات، الذى يغريه إيثار الكثيرين للسلامة وعدم الدخول فى جدل سفسطائي، فيتصور نفسه وقد انتصر على «الكفار» فيزيد من جرعة مواعظه، ولا يكتفى بالحديث فى الدين، بل يبدأ فى بث أفكاره المسمومة فى السياسة، متصورا أنه بذلك يؤدى واجبه فى «الجهاد الإلكتروني»!!
احذروا من تلك الخلايا الداعشية المتسترة، ولا تتلقوا العلم عن دينكم من فيديوهات أو مصادر مجهولة، بل ابحثوا عن مصادر موثوقة ومعتدلة، وهناك الكثير والكثير منها لمن أراد، بدلا من تلك الأفكار التى يبدو ظاهرها الدين، وباطنها الضلال.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة