الثلاثاء، 21 أبريل 2020 - 09:35 ص

كشف عدد من خبراء الطاقة في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم " الأسباب الحقيقة وراء تراجع أسعار البترول الأمريكي لأقل من دولار واحد للبرميل أمس.

وانهارت عقود خام النفط الأمريكية غرب تكساس وسجلت أسعار أقل من صفر لأول مرة في تاريخها، ووصل سعره إلى حدود سالب 40 دولار للبرميل بانخفاض 300%.

ويعني السعر بالسالب أن من يريد أن يبيع النفط سيدفع أموالا للتخلص منه بسبب عبء التخزين مع تخمة المعروض بالسوق العالمية.

ويأتي ذلك بعد أن قام مضاربون بشراء عقود آجلة لخام النفط الأمريكي ولم يغلقوا هذه العقود ولم يشتر أحد منهم مع قلة الطلب حيث ستنتهي عقود شهر مايو غدا وبالتالي اضطروا لعرضها للبيع بالسالب من أجل عدم تحملهم عبء التخزين.

وكشف  مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول السابق ، عن  أبرز أسباب انهيار أسعار البترول الأمريكي أمس هو الوفرة الضخمة الموجودة من النفط في ظل زيادة الإنتاج خلال فترة ما قبل اتفاق خفض الإنتاج مع تصاعد حرب الأسعار وهو ما تزامن مع حالة ضعف الطلب العالمي بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا على الاقتصاد..

وأكد إنه تم تخزين كميات ضخمة من النفط خلال الفترة الماضية مع زيادة الإنتاج بالسعودية ودول أوبك، وذلك في إطار حرب الأسعار وأيضا لمواجهة صناعة النفط الصخري وهو ما سيؤخر ظهور تأثير اتفاق خفض إنتاج النفط لفترة من الزمن والتي ربما تطول بسبب حالة الكساد الاقتصادي العالمية.

ونوه يوسف الي تأثر أسعار الخام الأمريكي بشكل أكبر كثيرا من خام برنت إلى وجود وفرة كبيرة في المخزونات بالولايات المتحدة مع توقف اقتصادها والتي تعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، بالإضافة إلى وجود مشكلة في سعات التخزين هناك مع استغلال مساحات كبيرة منها في الفترة الحالية.

وأشار إلى أن ما حدث هو تاثيرات البورصة الأمريكية في تداول النفط ولا يعبر عن التعاقدات الفعلية التي تتم في التعاقدات التجارية ذات الحجم الكبير في تداول النفط والأمر بعيد تماما عن تسعير النفط الأمريكي بشأن تكريره للحصول على مشتقاته وتداولها.  

وأوضح أن حركة السوق العالمي لتجارة النفط تعتمد على مرجعية سعرية بخلاف المرجعية السعرية في أمريكا  ومعظم دول العالم تتعامل مع مرجعية أسعار خام برنت الإنجليزي.

ويرى الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن أسباب الحقيقة وراء انهيار أسعار النفط هو إجماع على خفض الإنتاج العالمي من النفط خلال الأسبوع الماضي بنحو 10 ملايين برميل، وهناك 3 دول فقط رفضوا هذا القرار وهي المكسيك وإيران وليبيا، مشيرا إلى أن حجم استهلاك البترول انخفض إلى 72 مليون برميل بدلا من 103 ملايين برميل بسبب تداعيات ازمة كورونا  فيروس كورونا.

وأضاف أن السعودية وافقت على خفض إنتاج البترول 2.5 مليون برميل والأمر ذاته بالنسبة لروسيا فضلا عن أن العراق وافقت لأول مرة على خفض الإنتاج مليون برميل.

ونبه إلى أن تراجع سعر خام غرب تكساس الذي يعد الخام القياسي للنفط الأمريكي إلى حوالي 1.24 دولار للبرميل للمرة الأولى في التاريخ، لافتا أن روسيا قررت خفض الإنتاج 20% بالاتفاق مع الدول الكبرى.

ونوه إلى أن الطلب على البترول انخفض بنحو 20 مليون برميل يوميا خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه تحديا كبيرا بعد تراجع أسعار النفط .

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها نوعان من تخزين البترول عبر الصخور أو مواسير ضخمة من الحديد. ولفت إلى أن استثمارات الولايات المتحدة في البترول تمثل 31% من حجم الاقتصاد الأمريكي.  

يذكر أن سعر برميل النفط الأمريكى شهد انخفاضا حادا خلال تعاملات أمس الاثنين، بأكثر من 94%، مسجلا أدنى مستوى فى تاريخه حيث سجلت عقود الخام الأمريكى الآجلة انخفاضا بنسبة 94% وبلغت مستوى 1.04 دولار للبرميل ويعود هذا المستوى الذى سجله الخام الأمريكى "غرب تكساس الوسيط" الأدنى فى التاريخ.