محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

كورونا .. والبترول الأمريكى

محمد بركات

الثلاثاء، 21 أبريل 2020 - 06:36 م

 

حالة كبيرة من عدم الفهم المقرونة بالدهشة والاستغراب وعدم التصديق ايضا أصابت كل من تابع ما تواتر وتردد من أنباء واخبار صادمة صادرة عن أسواق النفط العالمية مساء أول أمس.
الأخبار التى صدمت الكل وتسببت فى حالة غير مسبوقة من الدهشة والذهول ايضا، كانت تقول بهبوط اسعار النفط «البترول» الامريكى الى اقل من الصفر للدولار الواحد لأول مرة فى التاريخ بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية بل وايضا لغيرها من دول العالم المختلفة والمتعددة.
الصدمة والذهول كانا كبيرين بل هائلين وهذا طبيعى ،...، ليس لان الهبوط كان كبيرا ومفاجئا بالنسبة لوقعه على أذان وعقول كل من ترامى الى سمعه أو وقر فى عقله  هذه الانباء وتلك الأخبار التى كانت مؤكدة من مصادرها الموثوق بها والمنوط بها الاعلان عن اسعار النفط فى العالم كله.
ولكى نفهم  او نحاول ان نفهم على الأقل كان من الضرورى ان نعلم بالتغير الشديد والجسيم الذى طرأ على أسواق البترول «النفط» فى العالم كله فى ظل الوباء الحالى الناجم عن «كوفيد 19» منذ بداية العام وحتى الآن أى طوال مايزيد عن الثلاثة شهور الماضية.
هذا التغير الجسيم هو توقف النشاط الاقتصادى فى أغلب دول العالم بصفة عامة وفى الصين واوروبا وأمريكا على وجه الخصوص منذ انتشار وتفشى وباء «كورونا المستجد» وحتى اليوم ،...، وهذا التوقف أدى الى عدم استهلاك البترول بالصورة التى كانت معمولا بها من قبل الكورونا.
كان من نتيجة ذلك توقف حركة الشراء «وحركة الطلب عموما» على النفط، نظرا لزيادة كمية البترول فى الأسواق بصورة كبيرة وغيبة الاستهلاك وقد أدى ذلك الى هبوط الاسعار بصورة كبيرة ،....
وقد زاد من ذلك فشل الدول المنتجة للنفط فى الاتفاق على تخفيض الانتاج ،...، وهو ما أدى الى زيادة الكميات المطروحة بالاسواق، وغياب القوى الشرائية، مما زاد من انهيار اسعار النفط بصورة عامة خاصة بعد اكتفاء كل الدول وغياب الحاجة الى النفط فى ظل توقف النشاط الاقتصادى تماما.
وفى ظل هذه العوامل مجتمعة لأول مرة فى التاريخ زاد الانهيار فى اسواق النفط بعد ان وصلت الاسعار الى اقل مما كان يمكن ان يتخيله أو يتصوره اى متابع لأسواق النفط ومن هنا انخفض سعر البترول فى العالم الى اقل من «20» عشرين دولارا، فى حين ان النفط الامريكى بالذات «البترول الصخرى» وهو الأكثر تكلفة أصبح يمثل مشكلة نظرا لاستمرار انتاجه وعدم وجود مشتر  له وهو ما ادى الى توافره بكمية كبيرة فكان لابد ان يواصل الانخفاض فى السعر، حتى وصل الى ذلك المستوى غير المتخيل والذى لم يكن  يتصوره احد على الاطلاق.
ولكن هذا هو حكم السوق فى زمن الكورونا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة