صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أثرية تكشف عادات الاحتفال بليلة رؤية هلال رمضان على مر العصور

أ ش أ

الأربعاء، 22 أبريل 2020 - 10:26 ص

الاحتفال بحلول شهر رمضان من الطقوس و العادات الاجتماعية التقليدية التى حافظ عليها المصريون حتى الآن، و تعد ليلة رؤية هلال شهر رمضان من أبهج ليالي العام لدى المسلمين لمكانة الشهر الكريم عندهم ، ولازال الاحتفال برؤية هلال رمضان في مصر له طابع خاص عن بقية الاقطار الاسلامية فى العالم اكتسب شكلا دينيا واحتفاليا متميزا.

وعن عادات وتقاليد الاحتفال بليلة الرؤية عبر التاريخ ، قالت الباحثة الأثرية نادية عبد الفتاح ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن ليلة رؤية هلال رمضان مرت بعصور و حقب تاريخية متعاقبة بدأت في عام 155هـ حينما خرج أول قاض لرؤية هلال رمضان وهو القاضي" أبو عبدالرحمن عبدالله بن لهيعة" ، الذي ولي قضاء مصر وخرج لنظر الهلال ، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم دكة علي سفح جبل المقطم عرفت بـ (دكة القضاة)، و يخرج إليها لاستطلاع الأهلة.

واضافت أن حلول شهر رمضان و الإحتفال به كان من المناسبات التى أعطاها الفاطميون أهتماما خاصا، فقد اعتاد المصريون منذ العصر الفاطمي الاستعداد لاحتفالات رمضان بدءا من الثلاثة أيام الأخيرة من شهر شعبان بتفقد قضاة مصر لنظافة و اصلاح و فرش مساجد القاهرة و الفسطاط و القرافة و تزيين ازقتها و شوارعها و اضاءة الفوانيس و المصابيح احياءا لهذه الليلة . 

وتابعت أن القاهرة كانت تتهيأ فى هذه الليلة لاستقبال الشهر الكريم باحتفالات دينية تنتهى بمائدة السحور و صلاة الفجر، وكان من ضمن التقاليد المتبعة من قبل الخليفة الفاطمي إبطال المنكرات ، وجرت العادة فى آخر جمادي الآخرة من كل سنة أن تغلق جميع قاعات الخمارين بالقاهرة ومصر وتختم ويحذر بيع الخمر ويعمم ذلك على سائر أعمال الدولة . 

وفي العصر الأيوبي،أوضحت أن هلال شهر رمضان كانت تتم رؤيته من الصحراء القريبة من القاهرة ثم ينطلق الموكب المكون من محتسب القاهرة و قاضى القضاة و والى القاهرة و عدد من الجنود حيث يدعو الناس الى الصيام فى اليوم التالى بقول القائل " صيام صيام غدا صيام ".

ولفتت الى أنه في العصر المملوكى تم نقل مكان رؤية الهلال الى منارة مدرسة السلطان قلاوون بشارع المعز لوقوعها امام المحكمة الصالحية ( مدرسة الصالح نجم الدين ايوب ) حيث يخرج قاضى القضاة لرؤية الهلال و معه القضاة الأربعة كشهود و معهم الشموع و الفوانيس و يشترك معهم المحتسب و كبار تجار القاهرة و رؤساء الطوائف و الصناعات و الحرف . 

واضافت أنه كان إذا تاكدت رؤية الهلال أضيئت الأنوار على الدكاكين و المآذن و تضاء المساجد ثم يخرج قاضى القضاة فى موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره ، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام و ينادى المنادون بان اليوم التالى هو اول ايام شهر رمضان. 

وبالنسبة للعصر العثماني ، قالت إن موضع استطلاع الهلال عاد مرة اخرى الى المقطم فكان يرى من قبل قاضى العسكر و قضاة المذاهب الاربعة و المحتسب الذين يجتمعون فى مدرسة قلاوون ، ثم يركبون بصحبة أرباب الحرف إلى موضع مرتفع بجبل المقطم فإذا ثبتت رؤيته يعودون بأيديهم المشاعل و القناديل إلى مدرسة قلاوون ليسير موكبهم بعد الرؤيا مخترقا قلب القاهرة صعودا الى قلعة الجبل لتهنئة الوالى بحلول شهر رمضان. 

واشارت الى انه فى عصر أسرة محمد على تم إنشاء أول مرصد بمصر بالقلعة عام 1838م ، ثم تم نقله إلى العباسية، وفى عام 1903م انتقل إلى حلوان و منذ ذلك التاريخ انتظم العمل بالحسابات الفلكية فى مصر بجانب الاستطلاع بالعين المجردة والميكروسكوب، واستمر الأمر كذلك إلى عهد الخديو عباس حلمى الثانى الذى أمر بإنشاء دار الإفتاء فى القرن التاسع عشر، وأسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان، والاحتفال به، وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان.

وفي زمن الحملة الفرنسية في مصر ، اكدت أن قاضي القضاة والمحتسب ومشايخ الديوان ، في ليلة الرؤية، كانوا يجتمعون ببيت القاضي " المحكمة " بين القصرين ، وعند ثبوت الرؤية يخرجون في موكب يحيط بهم مشايخ الحرف و" جملة من العساكر الفرنساوية"، وتطلق المدافع والصواريخ من القلعة والأزبكية .

وأوضحت أن نابليون بونابرت كان يصدر أمره بالمناداة في أول رمضان بألا يتجاهر غير المسلمين بالأكل والشرب في الأسواق ، وألا يشربوا الدخان ولا شيئا من ذلك بمرأى منهم ، كل ذلك لاستجلاب خواطر الرعية ، كما أقام نابليون عام 1798م في الإسكندرية بطارية مدفع فوق كوم الناضورة مزودة " بكرة " ، وتتصل البطارية بمرصد حلوان بحيث يتم إسقاط الكرة ساعة غروب الشمس ، فتحدث صوتا ، وأصبح هذا الصوت إيذانا بموعد الإفطار وأطلق عليه " كرة الزوال " .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة